رئيس التحرير
عصام كامل

رفعت السعيد: مبارك قال لى: «ما تهاجموش جيهان السادات علشان ماحدش يهاجم زوجتى بعد وفاتى»

فيتو

  • رفضت تعيين مبارك لى في "الشورى" والبابا شنودة اقنعنى بالقبول
  • أنا الذي أطلقت على الإخوان "الجماعة المحظوظة" في زمن مبارك 
  • الترويج أننا حزب كفرة وراءه الإخوان المسلمين 
  • حزبنا فقير والمال أصبح معيار الحركة السياسية في مصر
  • أحد قيادات التجمع طالب بمنعى من الكتابة ضد الإخوان أثناء حكمهم
  • المتاسلمون والمليونيرات سيكون لهم مكان في البرلمان القادم
  • اويد حل حزب النور لأنه ذو مرجعية دينية وفقا للدستور
  • لا أحد يجرؤ على المطالبة بالمصالحة مع الإخوان
  • لجنة تعديل الدستور "لبستنا في حيط" اسمه "القوائم المغلقة"
  • مجلس "النواب" شوكة في ظهر "السيسي"...وأخشي من سيطرة "الخلايا الإرهابية" النائمة على مقاعده 
  • الحكومة تخشى من "حل" حزب النور.. وتستخدم قياداته لتوصيل رسالة إلى الغرب
  • القنوات الفضائية تمارس ضدنا سياسة "الإبعاد" 
  • حمدين صباحى نصحنا بـ"التحالف مع الإخوان".. وزميلة لنا قالت له "إنت شوارعى" 
  • لن أخوض انتخابات مجلس النواب.. وأمنيتى أن أقضى بقية أيامى في الكتابة
  • اعترف.. حزب التجمع مالوش وجود على الساحة السياسية
يمتلك ناصية "السياسة".. يتقن جيدا استخدام أدواتها.. يحفظ أبجديات العمل السياسي، عن ظهر قلب، خصومه فشلوا كثيرا في التقليل من مكانته السياسية، على طول الخط يرفع شعار "خلقت لأعارض"..انتقد سياسات "ناصر".. واجه "السادات" طوال سنوات حكمه، وعندما جاء مبارك حاول ترويضه بـ"حصانة الشورى".

الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، الحوار معه ينبع من كونه واحدا، من قلائل، يمتلكون ما يمكن أن يوصف بـ"رؤية محايدة" عن الوضع الحالى، يتحدث عن الأسباب الحقيقية التي أعادت حزبه، الذي أسسه وخالد محى الدين، إلى الصفوف الخلفية، لأنه – بكل بساطة- لا يمتلك المال السياسي الذي يؤهله لصدارة المشهد.
سياسي يساري ترأس حزب التجمع خلفًا لخالد محيي الدين، حصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ الحركة الشيوعية من ألمانيا وكان نائبا سابقا في مجلس الشورى المصري. يُعتبر الدكتور رفعت السعيد من الأسماء البارزة في الحركة الشيوعية المصرية منذ أربعينات القرن العشرين وحتى نهاية السبعينات. اعتقل مرات عديدة، كما اعتقل سنة 1978 بعد كتابته مقالا موجها إلى جيهان السادات زوجة الرئيس محمد أنور السادات بعنوان "يا زوجات رؤساء الجمهورية اتحدن". عرف بمعارضته لجميع الرؤساء الذين حكموا مصر، إلا أن معارضته للرئيس السادات كانت الأكثر جذرية حسب وصفه.
ويعتبر السعيد من أشد المعارضين لجماعة الإخوان المسلمين التي كانت سببا في خروج اليسار المصري من العملية السياسية نتيجة لما يعتبره قيامها بخلط الدين بالسياسية وأثناء فترة توليه رئاسة حزب التجمع، تعرض السعيد للاتهام من قبل مجموعة من أعضاء الحزب، بتحويله إلى حزب صغير مهادن لنظام الرئيس حسني مبارك ومعاد لجماعة الإخوان المسلمين. وهو ما دفع عدد من المعترضين إلى الانشقاق وتأسيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بعد ثورة 25 يناير 2011.
"فيتو" التقت "السعيد" في محاولة للبحث عن إجابات لعدة أسئلة، بدءا من حقيقة موقفه من نظام الرئيس محمد حسنى مبارك، ومرورا بحكاياته داخل الوسط السياسي، وصولا في النهاية لموقفه ورؤيته الخاصة عن انتخابات مجلس النواب المنتظرة.
الدكتور رفعت السعيد قال في الحوار: إن ما يمر به حزب التجمع الآن هو نوع من العقاب وسداد الثمن على مواقفة الوطنية في مواجهة رؤساء مصر وجماعة الإخوان التي تروج الآن إلى أننا حزب الكفرة.
وأكد على أنه تحدى المعزول مرسي ولم يكن يعترف به رئيسا لمصر وهو ما تسبب في تعرضه للاغتيال مرتين فضلا عن أنه كان شاهد عيان على ماحدث لفرج فودة وبالتالى لا يجرؤ سياسي على طرح كلمة مصالحة مع الإخوان بل لابد من حل حزب النور طبقا للدستور لأنه ذو مرجعية دينية. 

**ماهى الأسباب التي جعلت حزب التجمع ليس له وجود على الساحة السياسية الآن ؟
*هذا الكلام قريب إلى الصحة فعندما نشأ حزب التجمع كان هو الحزب المعارض الوحيد الأمر الذي ساعدنا كثيرا على التحرك والحشد وانضم الينا كل من عارض السادات وتصور البعض أن الأحزاب هي نوع من الرياضة النظيفة ولم يتخيلوا أنهم سيتعرضون للعصف بعد تأسيس الحزب لدرجة أنه تم القبض على 2000 عضو من التجمع اما الآن فالإعلام والفضائيات أصبحت تلعب دورا في تقدم أو تأخر حزب وهناك مواقف ضد حزب التجمع وأحزاب أخرى من جانب أصحاب الفضائيات وتركيزهم على السلبيات اضف إلى ذلك أننا حزب فقير في وقت أصبح المال هو معيار الحركة السياسية في مصر. 

**ما حقيقة تعرضك للشتيمة من جانب الرئيس الراحل أنور السادات ؟
*هذا الكلام صحيح، تعرضت للشتيمة من جانب الرئيس السادات بعد حادثين شهيرين يناير 77 وزيارة السادات للقدس وعرفنا أن أحد نواب التجمع سافر معة فاتخذنا قرار فصلة لسفره دون معرفة الحزب ووصل الخبر للسادات في الطائرة مما أثار حفيظتة وجعلة يضع شرطا للموافقة على الأحزاب هو تأييد كامب ديفيد وبالتالى نحن مميزون عن الكل في أننا الحزب الوحيد الذي يخوض الحرب من زمن ضد التأسلم والإرهاب.

**الحياة الحزبية في مصر فاشلة وبالبلدى الشعب عايز يأكل عيش وليس السياسية فما رأيك ؟
*الشعب فعلا عايز رغيف العيش ونحن كنا ندعو لذلك لدرجة أن شعار 25 يناير مستمد من برنامج حزب الأحرار عيش حرية عدالة اجتماعية وكان البعض ينظر إلينا على أننا نحرض الناس من أجل نيل حقوقهم في وقت يرى الناس الأحزاب في وادى والمواطن في وادى ودائما ما يختلفون وليس لديهم الاستعداد لتحدى النظام فقد سبق أن واجهت مرسي في عز سطوة الإخوان ولم أكن اعترف به رئيسا وهو السبب الذي جعل الجماعات الإرهابية تصفنا بالكفرة لدرجة أن شدة معارضتى له جعلت أحد قيادات التجمع يطالب بمنعى من الكتابة ضد الإخوان .

**البعض يرى أنك كنت تتحالف مع نظام مبارك لذلك تم مكافأتك بالتعيين في مجلس الشورى فما ردك؟
*هذا الكلام غير صحيح بدليل تعرضى للاغتيال مرتين وشاهدت ما حدث لفرج فودة وأنا الذي أطلقت على جماعة الإخوان (الجماعة المحظوظة) في زمن مبارك وعندما عينت في مجلس الشورى لم أتوقف عن نقد نظام الحكم أو الإخوان وكنا قد رشحنا الشيخ زين السماك للشورى بالإسكندرية وعلى هادى ببنها لكن ماكينة الحزب الوطنى كانت نشطة ضدهم حتى اتصل زكريا عزمى بخالد محيى الدين يخبره أن الرئيس سيعين أحد قيادات الحزب بالشورى وجرى التصويت على 5 أسماء فزت بالأغلبية وطلبت من خالد محيى الدين عدم التعيين حتى لا تؤخذ على حتى كان اللقاء بالبابا شنودة الذي أقنعنى بقبول التعيين في الشورى لأننى أهاجم الإخوان وأؤيد مبارك وأدافع عن الاقباط. 

**وهل تنوى خوض انتخابات البرلمان القادم باعتبارك أحد القيادات التاريخية للأحزاب المصرية؟
*لن اخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة وأمنيتى أن أقضى باقى أيامى في الكتابة ولدينا شباب يستحق التشجيع وإن كنت خائفا أن يكون المجلس القادم ليس مثاليا ولا يليق بمصر 25 يناير و30 يونيو و8 أغسطس بسبب أن لجنة الدستور جعلتنا نلبس في حائط من خلال فرض قوائم مغلقة مطلقة علينا.

**بمناسبة البرلمان ماذا ترى صورة البرلمان القادم؟
*المتاسلمون سيتوحدون في المرحلة الحالية في وقت نجد القوى السياسية تتفرق وجماعات الإرهاب ستسعى لشراء نواب وبالتالى أخشى إن لم تتوحد الأحزاب من أجل قائمة واحدة أن يحصل المتاسلمون على 40 مقعدا وأخشى أن ننهمك في صراع من يأخذ الكرسى بين الأحزاب وياتى البرلمان من الخلايا النائمة من جماعات الإرهاب ونحن في حزب التجمع رغم فرصتنا الضعيفة إلا اننا سنحاول خلق جبهة وطنية معادية للتاسلم ومنادية ببسط العدل الاجتماعى.

**لماذا فشلت الأحزاب حتى الآن في التوحد حول قائمة وطنية واحدة رغم هذا الوقت الطويل ؟
*أنا قلت للأحزاب إنكم تتكاذبون أي تمارسون الكذب على بعضكم وقد حاولت في جبهة الإنقاذ أن نتفق ولكننا فشلنا نتيجة التنافس بين الأحزاب على عدد المقاعد ثم نسمع من الخارج أن أحزاب تتفاوض للاتفاق مع قائمة في حب مصر وكنا قد اتفقنا في جبهة الإنقاذ بعد 32 جلسة حوار على 50% للتيار الليبرالى و50% للتيار المتأسلم وفجأة وجدنا أحد الأحزاب المحترمة اتفق معهم على أن حزب الوسط ليبرالى وبالتالى يدخل ضمن الأحزاب الليبرالية وهناك من ذهب إلى مكتب الإرشاد للتحالف معهم والبعض شارك معهم في الشورى لدرجة أن رئيس حزب قال إن الإخوان بهم كفاءات اقتصادية نادرة وضرب مثال بخيرت الشاطر وابدى استعداده للتحالف معهم وبالتالى من الصعب توقع شكل البرلمان القادم وإن كان متوقعا أن يكون به نسبة من المتأسلمين والمليونيرات وسيكونوا شوكة في ظهر السيسي.

**هناك العديد من الأصوات التي تطالب بحل حزب النور باعتبارة ذات مرجعية دينية بالمخالفة للدستور، هل تؤيد ذلك؟
*الدستور نعده لكى نفعله وهو ينص على عدم وجود حزب ذو مرجعية دينية وقانون الانتخابات قال ذلك ولكن الحكومة خائفة وتريد استخدام حزب النور للعبور للبر الغربى لتثبت للعالم أنها تحارب العنف والإرهاب متناسين أن يونس مخيون كان في مجلس الشورى أيام مرسي وساهم في وضع الدستور البغيض ووضع أكثر المواد الرجعية والمتاسلمة فنحن نتعامل مع أناس منافقين ايدوا الإخوان وتحالفوا معهم وخلعوا عندما شعروا بغرق المركب وبالتالى هم جماعة يمارسون التضليل باسم الدين. 

**كثر الكلام خلال الفترة الأخيرة عن المصالحة بين الدولة والإخوان فكيف تنظر لها؟
*المصالحة مع الإخوان لا يجرؤ سياسي أن يطالب بالتصالح معهم حتى وإن كان السيسي نفسه ولا حتى إخوانى أو متأخون أو عميل أو عبيط لا يفهم المعركة التي نخوضها ضد الإرهاب المتاسلم المتوحش الذي لا يمكن أن نتعامل معة بلطف.

**ما هو سر التوتر بين التيار الشعبى وحزب التجمع؟
*انا سر التوتر في العلاقة بين التيار الشعبى والتجمع، فعندما تشكلت لجنة الـ50 وكنت شاهدا على ذلك جاء حمدين صباحى في اجتماع جبهة الإنقاذ وقال لنا لو لنا 15 ممثلا باللجنة نشكل منهم قوة ضغط ولا نطالب بتعديل المادة الخاصة بتفسير الشريعة وقال بصراحة كفاية إن في ناس فينا هاجموا الإخوان وقالو عنهم أنهم ليسوا مسلمين إلى جانب أننا قد نحتاج التحالف معهم في الانتخابات القادمة فهاجمتة وردت عليه زميلة قائلة: "إنت شوارعى" وذهب حمدين إلى مكتب الإرشاد.

**كيف ترى رؤساء مصر عبد الناصر والسادات ومبارك؟
*عبد الناصر كان عظيم المجد والاخطاء والسادات تعاملت معة شخصيا فهو عمدة فلاح لا تعرف ما بداخلة اما مبارك في سنواتة العشر الأولى كان هادئا ومستمعا ووديعا ولا انسى عبارة قالها عندما ذهبنا الية انا وخالد محيى الدين "معنديش خطوط حمراء بشرط عدم مهاجمة الجيش وجيهان السادات وعندما سألناه لماذا جيهان السادات قال حتى اضمن الا تهاجموا زوجتى بعد موتى وبعد هذه السنوات ظهر التوريث والفساد وسيطرة رجال الأعمال. 

**هل تعتقد أن نواب مبارك سيكونون في البرلمان القادم ؟
*نعم سيدخل البرلمان سواء من كانوا نوابا في السابق أو من خلال أبنائهم وهو أمر ليس جديدا ولو رجعنا لعهد الخديو إسماعيل نجد نفس العائلات القديمة تتوارث النيابة أو المقعد ولديهم المال والعائلة والحاكم لا يخاف منهم لانهم معه للوجاهة.
الجريدة الرسمية