رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. عضو لجنة الفيروسات الكبدية: 13 مريضا من بين 100 لم يصلح معهم السوفالدي

فيتو

  • 4 ملايين مواطن مصري يجهلون إصابتهم بفيروس سي
  • 8 آلاف مريض تم شفاؤهم بنسب استجابة 93.5%
  • الهارفوني أظهر نسب استجابة لغير المستجيبين للسوفالدي بنسب 100%
  • مش لاقيين مرضى نعالجهم تنفيذا لمبادرة الرئيس 
  • لدينا تحفظ على مجموعة دواء شركة إبفي الأمريكية
  • معظم مرضى فيروس سي بمصر منتشر لديهم النوع الجيني الرابع 
  • نحتاج لكيان قومي قوي للقضاء على فيروس سي
  • الريبافيرن له آثار جانبية ويجب اتباع عدة احتياطات عند تناوله 
  • اللجنة مهمتها وضع بروتوكولات العلاج وليس لديها صلاحيات 
  • أطالب بإجراء فحص فيروس سي على كل الشباب المتقدمين للتجنيد 
  • قوائم الانتظار "غصب عننا"


أكد الدكتور يحيي الشاذلي، عضو لجنة الفيروسات الكبدية وأستاذ جراحة الكبد والجهاز الهضمي بكلية الطب جامعة عين شمس، أن هناك 13 مريضا من بين كل 100 مريض تم علاجهم بعقار السوفالدي 13 لم ينفع معهم العقار.

وأوضح في حوار لـ"فيتو" عن تقييم نتائج علاج السوفالدي بعد 10 شهور من تطبيقه أن 7 من هؤلاء الـ13 استجاب جسمهم للعلاج إلا أن الفيروس عاد مرة أخرى و6 آخرين لم يستجب الجسم للعلاج.

وبعث عضو لجنة الفيروسات الكبدية والمتحدث باسمها رسالة اطمئنان لهؤلاء المرضى بألا يصيبهم الاكتئاب والإحباط، وأن لهم فرصة في العلاج بالأدوية الأحدث، منها عقار الهارفوني والذي سيتوفر في مصر نهاية العام الجاري. 

وأكد لــ"فيتو" ضرورة وجود كيان قومى منظم لديه الصلاحيات للقضاء على فيروس سي، مشيرا إلى أننا ليس لدينا أي أزمات في التمويل أو إنتاج العبوات الدوائية بل هي أزمة فكرة وتنظيم.. وإلى نص الحوار:

*بداية ما هو عدد المرضى الذين تقدموا للعلاج حتى الآن؟
تقدم مليون و100 ألف مريض تم تسجيل بياناتهم على موقع اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية وتم علاج أكثر من 130 ألف مريض من المتقدمين.
وقد تم بدء العلاج في منتصف أكتوبر الماضي للمرضى من خلال بروتوكولات العلاج سواء الثنائي وهو عقار السوفالدى مع حبوب الريبافيرن لمدة 6 شهور أو العلاج الثلاثي وهو عقار السوفالدى مع حقن الإنترفيرون مع حبوب الريبافيرين لمدة 3 شهور، ومنذ أن بدأنا العلاج في منتصف أكتوبر يتم إجراء تحاليل للمرضي كل شهر لبيان مدى استجابة الجسم للعقار بالإضافة إلى إجراء تحليل آخر بعد مرور 3 شهور من انتهاء كورس العلاج وقد بدأت بوادر النتائج في الظهور.

فالمرضى أصحاب العلاج الثلاثي من بدأوا في منتصف أكتوبر انتهوا في منتصف يناير وأُجْري لهم التحليل النهائي منتصف مارس الماضي بينما المرضى الذين بدءوا العلاج الثنائي في أكتوبر الماضي انتهوا من الكورس العلاجى في منتصف مارس الماضي.
 
بينما المجموعة الثالثة التي حصلت على عقاري السوفالدى والأوليسيو معا لمدة 3 شهور بدأت العلاج فعليا في مايو الماضي، وانتهت منه بداية أغسطس، ولكن لم تظهر نتائجهم بعد، فيجب أن ننتظر 3 شهور أخرى لإجراء تحليل لهم للتأكد من اختفاء الفيروس. 

وأؤكد أن عدد المرضى الذين ظهرت نتائجهم قليل والنتائج النهائية تظهر بعد مرور 3 شهور من انتهاء كورس العلاج، والمرضي الذين اجريت لهم التحاليل وتبين وجود استجابة كاملة لهم عددهم بلغ 8 آلاف مريض بنسب استجابة 93.5% وبعد 3 شهور أخرى يتم إجراء تحليل آخر، وإذا استمر سلبيا نستطيع حينها القول إن المريض شفي تماما.

*وما هي نسب المرضى الذين حققوا نسب شفاء كاملة؟
بلغت نسب الشفاء الكاملة 87% للمرضى الذين أجريت لهم تحاليل، ومن كل 100 مريض تم علاجهم بعقار السوفالدي يوجد 7 مرضى لم يستجيبوا و7 آخرين استجابوا، ولكن لم يتم شفاؤهم وعاد إليهم الفيروس مرة أخرى. 

* وماذا عن هؤلاء المرضى المنتكسين وغير المستجيبين للعلاج ما مصيرهم؟
يجب أن نطمئن هؤلاء المرضى بأنه ليس معنى عدم شفائهم من عقار السوفالدي أنه لن يتم علاجهم بالعكس يوجد أدوية أخرى سيتم توفيرها في مصر أفضل من السوفالدي وتحقق نسب شفاء مرتفعة. 

*وما هي تلك الأدوية؟
منها عقار الهارفوني وهو عبارة عن قرص واحد مكون من عقارين منهم السوفوسبوفير "السوفالدي" ومادة الليدباسفير وسيتم توفيره نهاية العام أو بداية العام المقبل، بالإضافة إلى أدوية "الفيروباك" من إنتاج شركة أبفي الأمريكية إلا أنه يصلح لمرضى فيروس سي من النوع الأول فقط. 

وتم تجربة العقار وأظهر نسب استجابة لغير المستجيبين للسوفالدي بنسب 100%، ويجب على المرضى الذين لم يستجيبوا ألا يقلقوا أو يكتئبوا، وكنا قديما نعالج مرضى فيروس سي بحقن الإنترفيرون وكان من كل 100 مريض يعالج يتم شفاء 40 فقط، ونصف الـ40 يعود إليهم الفيروس مرة أخرى، أي إن النسب التي وصلنا إليها تعد إنجازا مقارنة بالعلاج القديم وهو حقن الإنترفيرون.

*وماذا عن مجموعة أدوية شركة "إبفي" الأمريكية؟
"الفيكيرا باك" مجموعة عقاقير أربعة تم إنتاجها لعلاج النوع الجينى الأول لمرضى فيروس سي المنتشر في أمريكا وهو مكون من 4 أدوية، منها "أومبيتاسفير، ريتونا فير، باريتابفير، داسابيوفير"، ويضاف إليهم حبوب الريبافيرن للبالغين، وهو بالنسبة للنوع الجينى الأول من المرض يحقق نسب استجابة مرتفعة.

وقد أقرت منظمة الدواء والغذاء الأمريكية عقار "الفيكيرا باك" بدون عقار الداسابيوفير المكون الأخير في المجموعة الدوائية حتى يمكن أن يتناسب مع النوع الجينى الرابع المنتشر في مصر، وأصبح العقار الذي يصلح للمصريين من مجموعة أبفي مكون من 3 عقاقير، منها: "أومبيتاسفير، ريتونا فير، باريتابفير". 

ونحن أطباء الكبد لدينا تحفظ على مجموعة شركة إبفي لأنها تحقق نسب استجابة 90% من المرضى للنوع الجينى الرابع، ويجب قبل استخدام منتجات شركة أبفي أن نجرى اختبارا جينيا لنحدد نوع الجين لدى المريض، إلا أن معظم مرضى فيروس سي في مصر منتشر لديهم النوع الجينى الرابع ونسبة 10% لديهم النوع الجينى الأول.

وفي كل من المجموعة الدوائية سواء التي تصلح لمرضى النوع الجينى الأول أو الرابع يضاف عقار الريبافيرين، وهو من إحدى عيوبها، نظرا لأن الريبافيرن له آثار جانبية، ويجب اتباع عدة احتياطات عند تناوله يحددها الطبيب.

*ومتى يتم إجراء ذلك الاختبار الجينى؟
يتم إجراؤه للمرضى المنتكسين أو المرضى المصابين بفيروس سي والإيدز معا، أو المرضى القادمين من الدول الخارجية أو من لديهم فيروس سي وبي معا، ولكن 90% من الحالات تكون من النوع الجينى الرابع.

*هل الأدوية الحديثة تؤخذ بمفردها؟
كل الأدوية الحديثة عبارة عن أقراص مركبة فلا يوجد نوع دواء يؤخذ بمفرده، فمثلا السوفالدي لا يؤخذ بمفرده يصاحبه الريبافيرين أو الإنترفيرون أو الأولسيو وهكذا، وحتى عقار الهارفونى عبارة عن قرص مركب من عقارين هما السوفوسبوفير والليدباسفير، وكذلك مجموعة شركة أبفي الأمريكية عبارة عن 4 مواد فعاله في قرصين. 

* وما هي بروتوكولات العلاج الموجودة حاليا والتي تطبقها وزارة الصحة على المرضى؟
حاليا، لا يوجد غير 3 بروتوكولات علاجية، الأول وهو السوفالدي مع الريبافيرين والإنترفيرون، والثاني هو السوفالدي مع الأوليسيو لمدة 3 شهور والثالث هو سوفالدي مع ريبافيرين لمدة 6 شهور إلا أن لجنة الفيروسات الكبدية قررت وقف البروتوكول الأخير سوفالدي مع ريبافيرين نظرا لتوفر الأوليسيو وهو البروتوكول الأحدث، وكذلك سيتوفر السوفالدي مع الداكلانزا قريبا بمراكز الكبد. 

ويتم استخدام السوفالدي مع الريبافيرين في حالات محدودة منها مرضى زراعة الكبد أو المرضى الذين يتناولون عقار "إميونادور" للقلب لأنه ممنوع أن يؤخذ مع عقار الأولسيو حتى لا تحدث تفاعلات بينهم.

*ماذا عن مبادرة الرئيس بعلاج مليون مريض مجانا بالأدوية الجديدة؟
جارٍ تطبيقها ولكن الأزمة لدينا ليست في علاج مليون مريض مجانا أو أزمة توفير تمويل، بل الأزمة تتمثل في إيجاد مرضى فيروس سي، فعدد كبير من المرضى يجهل إصابته بالمرض.

ويجب وجود منظومة كاملة للقضاء على فيروس سي يكون لديها الصلاحيات الكاملة والسلطة للتعاون مع كافة الجهات في المجتمع ووجود أطباء مدربين للتعامل في تلك المنظومة وإجراء الفحوصات والكشف على كل المصريين لإيجاد المصابين بالمرض، فالأزمة ليست في توفير عبوات الأدوية أو الأموال.

وعدد المرضى الذين سجلوا بياناتهم على موقع لجنة الفيروسات الكبدية منذ انطلاق الموقع بلغ مليونا و100 ألف مريض فقط خلال مدة تقترب من العام ووفق المسح الصحى الأخير لوزارة الصحة لعام 2015، فإن عدد المصابين بالفيروس بلغ ما يقرب من 5 إلى 7 ملايين مواطن، أي إننا لدينا ما يقرب من 4 ملايين مواطن يجهلون إصابتهم بفيروس سي، فكيف نعثر عليهم ونكتشفهم ليتم علاجهم خاصة، الأخطر في الأمر إن المريض طالما يجهل إصابته بالمرض سوف يؤذى الآخرين والمحيطين به، ولن نستطيع السيطرة على المرض، والحل الأمثل للقضاء على المرض خلال سنوات قليلة هو وجود منظومة قوية يكون لديها السلطة التنفيذية.

*أليست لجنة الفيروسات الكبدية هي المسئولة عن تطبيق كل ذلك؟
لجنة الفيروسات الكبدية هي لجنة علمية مكونة من أساتذة جامعة مهمتها وضع البروتوكولات العلمية فقط للعلاج والأدوية الحديثة، والتعاقد مع الشركات من خلال وزارة الصحة وليس لديها صلاحيات أخرى.

ويجب وجود منظومة وكيان مسئول عن اكتشاف جميع المرضى وإعطائهم العلاج وتسجيلهم والكشف عليهم، وعلينا أن نبدأ بطلاب الجامعة وإجراء كشف طبي عليهم جميعا لاكتشاف المصابين، ومن ثم بعد ذلك إجراء كشف لأسرهم، وكذلك المدارس، وبذلك يمكننا السيطرة والكشف على كل المصريين والتعاون مع كل الجهات وتطبيق الكشف على كل المتقدمين للتجنيد الإجبارى للتأكد من خلوهم من فيروس سي والمصاب يقدم له العلاج وهكذا.

*كم عدد المرضى الذي يمكن تقديم العلاج لهم ولدينا القدرة على ذلك؟
نحن منذ بدء العلاج في منتصف أكتوبر الماضي عالجنا ما يقرب من 130 ألف مريض، ومن الممكن أن نعالج أكثر، ولكن الأماكن وعدد الأطباء المدربين والوقت من ضمن العوائق.

*ما هو عدد المراكز التي تقدم العلاج؟
سيكون لدينا 50 مركزا موزعة في المحافظات، وتم افتتاح مراكز في جامعات عين شمس والقاهرة ومعهد كبد المنوفية، كذلك التعاون مع وزارات الكهرباء والبترول وهيئة قناة السويس، ومن ضمن المنظومة والكيان الذي يجب توفيره للقضاء على فيروس سي إنه توجد دراسة للمراكز العلاجية والقدرة الاستيعابية لها.

*ماذا عن قوائم الانتظار لمرضى فيروس سي بمراكز لجنة الفيروسات الكبدية؟
قوائم الانتظار "غصب عننا" فيوجد 1000 طبيب فقط تم تدريبهم لعلاج المرضى بالعلاجات الحديثة في كل المراكز يباشرون المرضى، وكل طبيب لديه طاقة استيعابية، لذلك قوائم الانتظار ستظل موجودة إلا أنها خلال الفترة الحالية قلت كثيرا عن فترة بدء العلاج. 

وختاما نحن بحاجة إلى كيان قومى لعلاج مرضى فيروس سي، والقضاء على المرض يبدأ من طلبة الجامعة، ثم أسرهم، ويعالجهم مجانا، ويكون لديه سلطات وجمع التمويل من التبرعات لعلاج المواطنين.

*وماذا عن خطة الوقاية من المرض التي اعدتها لجنة الفيروسات الكبدية ؟
لى رأي في تلك النقطة وهو أن الوقاية ليست بأهمية العلاج بالرغم من انها خير من العلاج ولكن ذلك في الأمراض المعروف وسائل نقل العدوى بها فعلى سبيل المثال معروف أن السبب في الإصابة بالملاريا هو البعوض.

ولكن الأمر مختلف في فيروس سي لأن الإنسان هو مصدر العدوى ولو تم شفاء المريض لن توجد عدوى.

إذن شفاء المريض أفضل طريقة للوقاية من المرض وهو الوحيد المعدى ومعظم المرضى لا يعلمون أنهم مرضى فكيف سيتبعون سبل الوقاية، ومهما تحدثنا عن طرق الوقاية ومنها استخدام الأدوات الشخصية وأساليب العمل داخل محال الحلاقة والكوافيرات، إلا أن ذلك سينحصر على الطبقة المثقفة فقط ولكن الطبقة البسيطة الفقيرة لن تلتفت لتلك النصائح، إلا أن العلاج سيقي كل من حول المريض والمخالطين به، فالشاب ينقل المرض لـ3 أو 4 أفراد وفق بحث أجرته لجنة الفيروسات الكبدية، لذلك لو تم شفاء ذلك الشاب سوف نمنع إصابة أربعة أشخاص آخرين محيطين به، فالوقاية من فيروس سي أهم من العلاج وأهم طريقة للوقاية هي علاج المريض.

ولدينا أزمة في مصر وهى أن المرضى يكتشفون الإصابة بالصدفة إذا رغب في السفر وأجرى تحاليل، ولكن لا يوجد لدينا ثقافة إجراء التحاليل والفحص الطبي المستمر.

وأود أن أوضح مثالا على صعوبة تطبيق طرق الوقاية منها طبيب الأسنان في العيادة الخاصة أو الحكومية لديه طوابير من المرضى، فلن يوجد لديه وقت لتعقيم الآلات المستخدمة، وكذلك المراكز التي تجرى جراحات منظار للمرضى، فيحتاج تعقيم المنظار 45 دقيقة قبل استخدامه للمريض فمن هو الطبيب أو المكان الذي سيجرى تعقيما يستمر 45 دقيقة قبل كل مريض، وهو لديه عدد كبير من المرضى منتظر ليس لديه صبر ويريد أن ينتهى أمره، وكذلك ليس لديه سوى منظار واحد فقط تكلفته نصف مليون جنيه، لذلك الجهات الحكومية أفضل كثيرا من العيادات الخاصة في جراحات المنظار، لأن لديها عددا كبيرا من المناظير.
الجريدة الرسمية