رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تقزم أطفالنا!


إن الاستثمار في البشر هو استثمار في المستقبل بصناعة حاضر يليق بنا ومستقبل موصول بتاريخنا العريق. ولتكن البداية بالتركيز على إصلاح منظومة التغذية المدرسية، وانخراط الطلاب في كافة مراحل التعليم في الأنشطة الرياضية والبدنية، فأغلب أطفالنا من (3 : 15 سنة) يعانون سوء التغذية والأنيميا، ولا خير في طالب لم يتغذ بصورة سليمة ولم ينشأ بدنيًا وعقليًا بطريقة صحيحة.. ولعل غياب هذه المعايير جرنا إلى آفة خطيرة تتمثل في ظاهرة " تقزم الأطفال " وهو ما نلحظه حتى على بعض طلاب الكليات العسكرية.. الأمر الذي يشكل خطرًا على الأجيال القادمة ما لم ننتبه إليه ونسارع إلى علاجه.


الاستثمار في الأطفال منذ نعومة أظفارهم له عوائد كبيرة تعادل 1: 17 أي أن إنفاق جنيه واحد يقابله 17 جنيهًا عائدًا استثماريًا في المستقبل.. ومن هنا فثمة ضرورة قصوى للاهتمام بمسألة التغذية المدرسية ولو بالتعاون مع بعض البنوك التي يمكنها المساعدة في تنفيذ مثل هذا البرنامج ضمن رسالتها الاجتماعية لصعوبة تحمل الموازنة العامة مثل هذه النفقات حاليًا.

وثمة تجربة دولية ناجحة في هذا المجال جرى تنفيذها في قطاع غزة بمساعدة برنامج الغذاء العالمي الذي تبنى إعداد فطيرة بالبلح للطلاب هناك وجاءت النتائج مبشرة للغاية وتستحق المحاكاة.

ويمكن للحكومة الاستعانة بالبنوك لإقامة مصنع في كل محافظة يتولى تجهيز مثل هذه الفطيرة لتغذية طلاب المدارس، كما أن هناك تجارب مماثلة نجحت في الهند والصين والبرازيل وغيرها إن أردنا تطوير قدرات البشر وصنع جيل جديد قادر ومختلف.. ولا ننسى تجربة محمد على في إنهاض مصر من قاع التخلف إلى ذروة التقدم والمنافسة.

الحكومة لا تقدر وحدها على صناعة النهضة ما لم يكن هناك تجاوب من المجتمع وخصوصًا المثقفين الذين هم أساس أي نهضة، فالحكومة عنصر مهم لكن الأفراد أساس التقدم ووقوده وعقله المفكر وهويته.. وهو ما يدركه الرئيس السيسي جيدًا ولا تمر مناسبة دون أن يذكرنا به قائلًا: لا أستطيع وحدي فعل كل شىء، إنما نستطيع معًا ما دمنا على قلب رجل واحد متحدين.. نستطيع عمل المستحيل.

ثقافة المجتمع لا بد أن تتغير حتى تتجاوب مع متطلبات التغيير وتسانده وتوفر بيئة حاضنه للنجاح.. والتغيير يمر عبر بوابة التعليم أولًا.. وتطوير التعليم لن يتحقق إلا بالحسم ومعاونة الوزارة التي اتخذت إجراءات يمكنها أن تساعد في القضاء على ظاهرة غياب الطلاب بتخصيص 10 درجات للحضور والسلوك ومحاربة الدروس الخصوصية وتحقيق لائحة الانضباط وعودة النشاط الرياضي وتقليل زمن الحصص المدرسية وتعديل المناهج.. نتمنى أن تنتظم العملية التعليمية وأن تختفي الطريقة التقليدية في التنسيق حتى تختفي معها ظاهرة الغش وتسريب الامتحانات.
Advertisements
الجريدة الرسمية