رئيس التحرير
عصام كامل

لا عزاء للشعب !



كنت عائداً إلى منزلي يوم الإثنين الماضى برفقة الزميلين العزيزين مختار محمود وسيد حمودة ، وعندما استقل ثلاثتنا سيارة ميكروباص فى منطقة البحوث بالدقى ، وقبل أن يكتمل عدد ركاب السيارة ، فوجئنا بصرخات وأصوات استغاثة من المارة ، وقبل أن ندرك ما يجرى ، فوجئنا بطلقات الرصاص تدوى فوق رؤوسنا ، وأحد "البلطجية" يحطم زجاج السيارة التى نستقلها ، وكدنا نتعرص لإصابات لولا ستر الله .


كان المشهد مرعباً ، مفزعاً ، وخطيراً ، فقد شاهدنا عشرات البلطجية يقودون "معركة ترويع" غير عادية .. أسرع سائق السيارة بنا محاولاً الفرار ، وشاهدنا  السيارات تصطدم وهى تحاول الهرب ، وسط صرخات النساء والأطفال وهرولة المارة فى الشارع.

"كابوريا" و"البراجيلي" ، هذان هما بطلا هذه الواقعة ، كما علمنا من السائق ، الأول يسمى محمد الشهير بـ "كابوريا" والآخر عمرو وشهرته "البراجيلي" .. صديقان اختلفا على أولوية "خطف" الركاب ، لتندلع بينهما معركة ساخنة بدأت بالعضلات ولم تنته بـ "السنج" و"المطاوى"  والسيوف بين فريقين يساند كل منهما أحد المتصارعين.

وصلنا حى فيصل ، أنا وصديقاى مختار وسيد ، ونحن لا نزال نستجمع قوانا التى كادت تنهار تماما على وقع دوى الرصاص ، فى واقعة لم يتعرض لها ثلاثتنا من قبل ، وحين جلسنا على أحد المقاهي ، وجدت نفسي شارد الذهن ، أتساءل : متى ينتهى هذا الانفلات الأمني ؟ .. هل الانشغال بالسيطرة على الدولة من قبل الرئيس محمد مرسي وجماعته أهم من أمن الناس وأمانهم ، الذى كان أحد أهم أولويات الرئيس فى برنامج المائة يوم الذى نسيه الجميع؟ .. وإلى متى يظل هذا الوضع ؟

لم أجد فى ذهني إجابة واضحة لتساؤلاتي  ، وشعرت أننا – كمصريين – ندور فى دائرة مفرغة ، من العنف والفقر وفقدان الثقة فى المستقبل ، على خلفية ما يجري فى مصر ، والانقسام السياسي الحاد ، ولا أحد يهتم بمشاكل الناس وهمومهم ، فالرئيس وحكومته مشغولون بـ "أخونة" الدولة ومؤسساتها ، ووزارة الداخلية المنوط بها حماية الناس وفرض الأمن فى الشارع لا هم لها إلا "أولاد أبواسماعيل" وأحداث "القائد إبراهيم" فى الإسكندرية ، ولا عزاء للشعب .
الجريدة الرسمية