رئيس التحرير
عصام كامل

دراسة: الخلافات بين الأبوين تصيب الأطفال بالاكتئاب

فيتو

في بعض الأحيان يحتدم النقاش بين الزوجين، وقد يثير كلام أحدهما أعصاب وعواطف الطرف الآخر، ويكون ذلك أمام أعين الأطفال، وننشر طريقة يمكن من خلالها للأبوين حماية أطفالهم من مثل هذه المواقف.


غالبا ما يعاني الأطفال الذين يعيشون في منازل يتكرر فيها الصراع والجدل بين الأبوين من الاكتئاب، والقلق، واضطرابات النوم، ومشاكل الانتباه في المدرسة، والعزلة الاجتماعية.

وأظهرت دراسة بريطانية، أن الأطفال الذين يتعرضون باستمرار لمواقف النزاع بين الأبوين يشبه نشاط الدماغ لديهم نشاط الدماغ لدى الجنود في ساحات القتال.

وقد يكون للتوقف عن الحديث والجدال أمام الأطفال في بعض المواقف دلالة غير مرغوبة، خاصة إذا كانت تعني الموافقة أو القبول بأشياء ليس صحيحًا أنك تقبلها، ومن ناحية أخرى قد يؤثر قول بعض الأشياء أمام الأطفال عليهم عاطفيًا ونفسيًا.

تفيد الأبحاث التربوية، بأن الأطفال يتأثرون بقدر قد لا نتصوره، وأظهرت الدراسات ارتفاع ضغط الدم لدى الصغار بمن فيهم الرضع عند غضب الأم وانخراطها في جدال مع الأب.

وأوضحت دراسات أخرى، أن الأطفال الذين يعيشون في منازل يتكرر فيها الصراع والجدل بين الأبوين يعانون من الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم، وقد يعانون أيضًا من مشاكل الانتباه في المدرسة، والعزلة الاجتماعية وعدم القدرة على تكوين الصداقات.

من ناحية أخرى، بينت أبحاث تربوية فوائد امتناع الأبوين عن الصراخ والحدة في النقاش تجاه بعضهما البعض، لافتة إلى أن إظهار الأبوين لاحترام وجهة نظر بعضهما البعض، يساعد على تعزيز إحساس الطفل بالأمن العاطفي، وتطوير مهارات اجتماعية لحل المشاكل.

وينبّه خبراء التربية، إلى خطورة رفع الصوت والصراخ بين الزوجين أمام الأطفال؛ لأن الطفل ليس لديه القدرة على ترجمة ما يعنيه ذلك بالفعل، وأنه لا يفهم الفرق بين الجدال والقتال.

تؤذي الشتائم من أحد الأبوين للآخر الطفل على نحو بالغ، وتسبب خلطًا لديه في المشاعر بين ما حدث وبين ما هو أسوأ، ولا تساعد الصغير على تنظيم مشاعره على الإطلاق.

حتى لو وقع الطلاق بين الزوجين عليهما تجنب الجدال أمام الأطفال، الوقت المناسب للجدال هو بعد ذهاب الأطفال إلى الفراش، أو وقت غيابهم عن البيت في المدرسة أو الملعب مثلًا.

يمكن للأطفال تعلم الكثير من طريقة جدل الأبوين، بداية من إبقاء الكلمات القبيحة والنابية بعيدًا عن الحديث، والتأكد من أن سياق الجدل الذي يدور أمام الطفل يستطيع فهمه وترجمته، وتوضيح حقيقة المشاعر الإيجابية من الأب والأم تجاه الأسرة ومستقبلها، والامتناع عن الصراخ والحدة، ومعالجة الصراع والأمور العصبية بعيدًا عن مجال سمع وبصر الطفل.
الجريدة الرسمية