رئيس التحرير
عصام كامل

فريدة!


لم يستسلم آسر لتلك المخاطر، تلك الأشياء التي لم تجعله يراها فيما بعد، تلك الحياة المليئة بالحرمان المنظور، لم يتوقع كل هذه التطورات السريعة في العلاقة! 


هو شاب عادي بيحلم، والمفروض أن أحلامه تكون مشروعة، ماكانش يعرف أن القدر والظروف أقوى من المحبة، ولا كان يتخيل أنه ممكن يوصل للمرحلة دي! 

هي بنت حلوة بس غير كل إللي شافهم، غريبة وجدعة وشاطرة وكمان حنينة، بتعرف تعمل كل حاجة حلوة، ومن زمان كان نفسه يشوف حد زيها، وكان محتاج يعيش معاها.

"آسر" شافها في مرة وساعتها قرر أن هي دي، من غير ما حتى يعرف تفاصيلها، وقرر أنه هيواكب عصر محبتها، وكمان شاف أنه لازم يمشي على هواها! 

"فريدة" كانت مش بس فريدة في الاسم، لأ دي كانت فعلًا فريدة من نوعها، وده في كل حاجة، فريدة في مشاعرها، فريدة في ضحكتها، فريدة حتى في كلامها، بس هي دايمًا غريبة، ومش عارفة هي عايزة أيه.

"آسر" كان نفسه يقولها من بدري إنه حبها، بس كالعادة كان خايف من رد فعلها، وكان دايمًا شايف أنه لازم يقول لقلبها بس كان خايف هي تكسفه، فقرر يقول لها بس كان خايف قلبها هو إللي يكسفه، فقرر مايقولش للاتنين ويكسف نفسه!

ماعرِفش يعمل أيه في الورطة إللي دخل قلبه فيها، بس هو قرر أنه يحب، ويفضل يحب ويعيش مستني أي أمل.

كان بيعمل كل حاجة حلوة، وشايف أن التعب في الحب راحة، فكان واخد عهد على نفسه أنه يفضل يتعب بالراحة.

كان بيقول كل الكلام إللي أي بنت تحب تسمعه في الزمن ده، كان بيعمل حاجات تخليها هي نفسها تكون مستغربة.

عُمره ما شاف إللي بيعمله ده ذُل، بالعكس كان دايمًا فرحان، وعايز يعمل أكتر وأكتر، بس كان عنده إحساس أنه ما باليد حيلة، وزي إللي قبلنا ما قالوا "العين بصيرة، والأيد قصيرة".

عُمر ما سكاتها خلى قلبه يسكت، رد فعلها الغريب كان دايمًا ليه رد فعل أغرب منه عنده هو.

"آسر" رفض يمشي تحت ظل الأحكام الوضعية إللي فرضتها "فريدة" وشاف أنه كدة أحسن من مفيش، وأن وجودها في قلبه أهم كتير من أي وجود.

كانت على طول تسيبه وهو يجري يحضن صورتها بالليل، ويحكي لها ويشتكي منها ليها، وهي برضه ساكتة.

وكان عايش على أمل ماحدش فاهمه غيره، كان ليه نظرة مستقبلية غريبة، وكان صابر.

"فريدة" بالنسبة له كانت حد مُريح، ومكان بيلاقي نفسه فيه، شخص غير كل الأشخاص إللي موجودة دلوقتي، ببساطة "آسر" كان بيحبها أوي..

لحد ما في يوم في قعدة صفا، أخوه قال له مش ناوي تسيبك منها، وتشوف غيرها؟
هو أنت ليه مش مقتنع أنه مستحيل؟
يا ابني فوق بقى إنت بتحب حاجة مش بتحبك..

رد "آسر" وقال له:
أنت من الناس إللي شوهت مفهوم الحب، مش معنى أنها مش موجودة أني أنساها، ولا معنى أني حبيت حد وراح يبقى أروح على غيره، المشاعر مش بالسهولة دي، في بينا عِشرة وكلام وتفاصيل ماحدش عارفها غيرنا إحنا الاتنين!
في دنيا كانت متعاشة وياها وأحلام المفروض تتحقق..
ثم أكمل آسر حديثه ماسحًا دموعه قائلًا: "الله يرحمك يا فريدة".
الجريدة الرسمية