رئيس التحرير
عصام كامل

عندما يكذب رئيس الحزب!!


المهندس محمد سامي رئيس حزب الكرامة، وهو في ذات الوقت رجل أعمال ويقال إنه يمتلك «أجنس عربيات»، وهو كما قيل لي من ثقات تعاملوا معه عن كثب الممول الوحيد لحزب الكرامة، قبل وأثناء وبعد التأسيس، ويقولون عن سيادته، إنه أيام الانتخابات الداخلية للحزب أثناء التأسيس كان كريما مع أتباعه و«إيده فرطة حبتين»، أما هؤلاء الذين لم يكونوا من أتباعه وينضوون تحت لواء واحد من الناصريين «الكحيتي»، فإن نصيبهم يبدأ بالفول وينتهى بالكشري في يوم الانتخاب.

ما علينا من زمان وأيام زمان فالأهم أن الرجل الذي اعترك الحياة السياسية من داخل «حتة كابورليه»، قال لأحد المواقع الإلكترونية في معرض حديثه عن المال السياسي في الانتخابات البرلمانية القادمة، إن السيد البدوى أعلن عن تخصيص مائة مليون جنيه للإنفاق على الانتخابات البرلمانية، وأن ساويرس أعلن أنه خصص ٥٠٠ مليون دولار للانتخابات!!

لم يصمت «المهندز» محمد سامى، بل بدأ عملية التحويل بالمصري وضرب ٥٠٠ في ٨ ولأنه خريج مدارس رياضيات حسبها العبقرى وكان الرقم هو أربعة مليارات جنيه خصصها ساويرس للبرلمان القادم.. عظيم .. من أين أتى «الباشمهندز» سامى بهذا الهراء، والهراء في اللغة هو الكلام الذي لا يخضع للمنطق، كلام هذيان .. كلام بلا معنى .. طبعا الإجابة غير معروفة، ومع الضغط على سيادته شويتين لكي يعترف فإننا سنجد أنفسنا أمام الحاج «قالوله» بتاع عادل إمام في مسرحية شاهد مشفش حاجة.

وآفة القوم إنهم يكذبون ويكذبون حتي يصدقهم الناس وآفة الكذاب ليست في عدم تصديق الناس له وإنما في عدم تصديقه لنفسه أو لغيره وما قاله «المهندز» سامى يقع تحت دائرة الهراء.. تحت دائرة الكلام الكاذب ونتحداه إن كان لديه مصدر أو دليل واحد على ما ذكره إضافة إلى أن بلادنا تزخر بمآثر الأقوال وأطيبها لدينا ذلك المأثور الشعبى الذي يقول: «إذا كان المتحدث مجنون فليكن المستمع عاقل» عافانا الله وعافاه وثبت عقولنا وعقله وأدام علينا فضل المنطق!!

وأخيرا قد لا يعرف «المهندز سامى» أن الصينيين يقولون ليس للكذب أرجل ولكن للفضيحة أجنحة.. وكان شاعرنا العربي الكبير محمود درويش يقول: «الخطابة هي الكفاءة العالية في رفع الكذب إلى مرتبة الطرب وفي الخطابة يكون الصدق زلة لسان».. غير إننا على يقين أن سيادته وهو يتقول على نجيب ساويرس بما لم يقله  لا يمكن أن يكون متأثرا بما كان هتلر يردده: «السواد الأعظم من الناس يسقطون بسهولة أكبر ضحايا لكذبة كبيرة وليس لكذبة صغيرة».. ولذلك فإن فخامته ضرب هذا الرقم من بنات خياله ليكون هتلري الثقافة ليس إلا!!
الجريدة الرسمية