رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نحن وإيران «٥»


لا يمكن اختصار العلاقة مع إيران في العلاقات الدبلوماسية وحدها.. ولذلك لا يجب أن يكون أي حديث حول هذه العلاقة ينصرف أو يركز على استئناف العلاقات الدبلوماسية المصرية الإيرانية.. قبل ذلك يجب أن يسبقه حوار مع إيران حول مخاوفنا المصرية والعربية تجاهها والناجمة من إصرار إيران على التمدد في منطقتنا وداخل دولنا العربية على حساب المصالح العربية وبما يهدد الأمن القومي المصري.


ولكن يبقى السؤال حول توقيت هذا الحوار ضروريا.. فإن استئناف أو بدء حوار مصري إيراني يجب أن تكون الظروف المحيطة بنا مهيأة له.. وهذه الظروف لن تكون مهيأة في ظل مجاهرة من إيران بمعاداتنا عربيا ومصريا، ولن تكون مهيأة في ظل تدخل إيراني في عدد من الدول العربية- نعم المتحاربون يجلسون في نهاية المطاف على مائدة التفاوض للوصول إلى تسوية هذا التفاوض يتم في قصف المدافع والطائرات.. وهذا تم مؤخرا بين الأطراف المختلفة في اليمن وإن كان بشكل غير مباشر.. ولكن يتعين أن تبادر الأطراف المتفاوضة بأمور تشجع بقية الأطراف على النقاش والتحاور أو لتقتنع بجدوى هذا الحوار.

والكرة الآن في ملعب إيران وهي التي بيدها أن تهيئ مناخا ملائما لأي حوار مصري وعربي معها.. فكيف يبدأ حوار معها في ظل تصريحات لبعض مسئوليها تتباهى بأنها صارت إمبراطورية عاصمتها بغداد «العربية» ووجودا في سوريا ولبنان؟!

الأمر هنا يتجاوز اسم شارع أو اسم ميدان أو حتى تمثال لقاتل يحتفى به الإيرانيون.. الأمر يقتضي أن يبادر الإيرانيون بتقديم تطمينات تشجعنا في مصر على أن ندخل حوارا معها حول القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية.. ولعل أهم التطمينات هنا يتعلق بالموقف الإيراني في اليمن، أي وقف دعمها للحوثيين وحليفهم صالح حتى يتمكن الفرقاء اليمنيين من التوصل لحل سياسى للازمة اليمنية .

Advertisements
الجريدة الرسمية