قناة السويس الجديدة.. ما بين الحلم والواقع

«كان حلمًا فخاطرًا فاحتمالًا … ثم أضحى حقيقة لا خيالًا … عمل من روائع العقل جئناه بعلم … ولم نجئه ارتجالًا».

بهذه الأبيات الرائعة المقتبسة من قصيدة «السد» للشاعر الراحل عزيز أباظة، وغنتها كوكب الشرق السيدة أم كلثوم بمناسبة بدء العمل فى السد العالى عام 1959، أبدا مقالى فعظمة ومعجزة المصريين فى تحقيق الصعاب وتحدى الواقع شىء معروف لدينا، فهو موثق ومحفور على جدران المعابد، نراه أمام أعيننا متجسدًا فى أهراماتنا، قوي ومنيع مثل السد العالى، الحقيقة أن المصريين إذا أرادوا أن يحققوا شيئًا صعبًا فبإراداتهم وتوحدهم وبإيمانهم العميق يتم تحقيق الهدف مهما كان صعبًا.

قناة السويس الجديدة كانت حلمًا يصعب تحقيقه فى وقتنا الحاضر نظرًا لما تمر به مصر من أزمات شديدة، تصعب عليها أن تتحرك نحو البناء والتعمير، وفى هذه الظروف ظهر المنقذ الرجل الذى حمل روحه على كفه وأنقذ مصر من براثن الفتنة والتقسيم، إنه الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أعطى الأمل والثقة للمصريين مرة آخرى، هو الذى أعطى إشارة البدء فى تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، وأن يتم تنفيذها فى عام واحد بدلًا من ثلاث سنوات، وهو الذى دعا المصريين إلى المساهمة فى بناء القناة بأموالهم، فما كان من المصريين إلا أن لبوا نداء الوطن، وتكاتفوا على قلب رجل واحد ليسهموا فى بناء الوطن بعد ثورتين متتاليتين أطاح المصريون خلالهما بأنظمة الفساد والاستبداد والإرهاب.

والواقع هنا يترجم نفسه فنحن نقول للعالم كله أن مصر نجحت بعد ثورتين متتاليتين، وبدأت تخطوا أولى خطواتها نحو البناء والتعمير والاستقرار، هذا هو النتاج الحقيقى للثورات، أما من يتآمرون على الوطن والمصريين ويحاولون أن يزرعوا الأشواك على الطريق، فالمصريون هم الذين سيقفون فى وجوه هؤلاء، أيديهم فى أيدى بعضهم، قلوبهم ثابتة، واثقين فى قيادتهم الحكيمة، خلف جيشهم الوطنى الذى يعمل ليل نهار فى مواجهة قوي الظلام والإرهاب.

ويأتى دور قواتنا المسلحة المصرية وما قامت به فى تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، فى وقت قياسى وسريع، مما يبرهن لنا أن الإرادة المصرية وعزيمتها تتخطى كل المعوقات والصعاب، فقواتنا المسلحة تحارب الإرهاب فى سيناء، وتحمى حدود الوطن، كما أنها تشارك وتدعم فى مواجهة الحوثيين فى اليمن، وتنشئ مشروعات خدمية وقومية فى مصر كل هذا وأكثر، فالدور الذى تقوم به قواتنا المسلحة دور قوى وعظيم ولا يوجد جيش فى المنطقة العربية يقوم بكل هذه الأعمال سوى الجيش المصرى العظيم، فتحية لقواتنا المسلحة المصرية الباسلة.

قناة السويس الجديدة فخر لمصر والمصريين، وهدية مصر للعالم، الطريق يبتدئ نحو البناء والتنمية الحقيقية وخلق مناخا للاستثمار، مما يؤدي إلى انتعاش الاقتصاد والقضاء على مشاكل الفقر والبطالة والمرض والجهل، وهذا كله لن يتحقق إلا بالإرادة القوية وتوحيد الصفوف للمضي قدمًا إلى الأمام… وتحيا مصر.