رئيس التحرير
عصام كامل

حكمت ففرقت فلم تأمن يا مرسى!!


حين سمعت عن الشباب المخربين الذين يدخلون البيوت قسرًا لتتعالى صيحات النجدة من داخل البيوت " الحقونا مجموعة بلطجية بيهاجمونا "...تذكرت ترديدهم لكلام فضيلة الشيخ " محمد متولى الشعراوى " بأن مبارك والدنا " وهو كل واحد فى خلاف مع أبوه علشان يزودله المصروف يروح يعتصمله قدام البيت !!! ".


لأفاجأ بعدها أن الشيخ الشعراوى عندهم هو "حسن يوسف" ، وطبعًا لم أفاجأ عندما وجدت كل من يسألنى يتابع "التليفزيون المصرى"، حاولت إقناعهم بكذب ما يردده التليفزيون، وأن البيوت آمنة فى مصر، وأن التظاهر بشكل سلمى فى ميدان التحرير يقابل بكل أنواع التنكيل والبطش من قبل قوات " الأمن المركزى "، وكل أنواع التشويه من قبل  "قنوات التليفزيون المصرى" ، وما إن أدرت جهاز الريموت كنترول على قناة الجزيرة إلا وأسمع أحدهم يردد " جايب الجزيرة ...القناة بتاعت الجزائر!! ".

أعترف أن الصعيد عانى كثيرًا من الإهمال وعدم الاهتمام ورغم أن اكثر ثلاثة مناطق فى مصر ما زالت تحفظ وتحتفظ بـ "الروح المصرية الأصلية" وعادات وأصول الحضارة الفرعونية القديمة وهى (النوبة والصعيد وسيناء) إلا أنها أكثر المناطق التى تعانى الجهل والفقر والمرض .

راهن على جهل وطيبة هذه المناطق أعضاء النظام البائد، ليضمنوا أصواتهم فى انتخابات البرلمان، فزادوا من قبليتها وتحزبها، رسخ "أشر" خلق الله فى عقول " أطيب " خلق الله فكرة الوراثة وأن " العمدة " لازم يكون ابن " عمدة "، و" نايب الدايرة " لإما هلال أو جمل " هو ده اللى مع الحكومة واللى مع الحكومة دايما يكسب ". ودليل ذلك أنهم اختاروا الصعيد بعد الثورة مقرًا لعقد مؤتمراتهم، وكأن " الفلول " حالفين لا يسيبوه لا قبل الثورة ولا بعد الثورة، حتى مرشحى الرئاسة لم يفكر أحدهم فى زيارة قرى الصعيد... وعندما فكروا زاره عمرو موسى وتوفيق عكاشة!

فلتأت معى عزيزى القارئ، إلى الصعيد الجوانى وبالتحديد محافظة سوهاج التى يفتتح الرئيس خلال زيارة قصيرة لها مصنعا لـ"المكرونة أو الصلصة" كما يقول الأهالى كان يحمل اسم "مصنع مبارك" ليستبدله باسم "مصنع النهضة" لنطالع هذا المشهد...

مشهد قبيل زيارة مرسى لم يتغير منذ أيام "المخلوع مبارك": (أعين هاجرت النظر إلى محصول "القمح" الذى يتراقص بأشعة الشمس ذلك ""الترزى الربانى" الذى يمنحه فستانه الأصفر، لتطالع ثلاث طائرات هيلكوبتر تقطع صمت الأجواء، تمشط المناطق الجبلية بالمحافظة تحسبًا لأى عمل ضد الرئيس).

المشهد أثار تساؤلات لدينا هنا فى سوهاج: "ألم يكن أولى بالرئيس تمشيط تلك المناطق منذ توليه الرئاسة لينعم الأهالى هنا بالأمن، ولا يضطر غالبيتهم إلى حمل السلاح..ألم يكن أولى بالرئيس الذى تغنى مؤيدوه بمقولته: "إن اخطئت فقومونى" أن ينام "نومة" عمر مطمئنا ليأتى أحد أهالى المحافظة ويقولها مدوية: " حكمت فعدلت فنمت فأمنت يا مرسى!!".

لم ولن يقولها لك أحد سيدى الرئيس...بل سيكتبونها لك بدماء "الجندى" و "الحسينى" و "جيكا": " حكمت ففرقت فسافرت فلم تأمن يا مرسى!".

الجريدة الرسمية