رئيس التحرير
عصام كامل

شرق أوسط بدون مصر!!


بات من الواضح أن محادثات تجرى برعاية روسية بين الرياض ودمشق، وفي ذات الوقت يشير الحوار الروسي التركي إلى اتفاق على بقاء نظام الأسد لتقوية جبهة الحرب على داعش.. هكذا ترتسم حدود القوى في المنطقة ونحن مشغولون بالبلدوزر والتوك توك.. العواصم المهمة تتقاسم الحوار والنصيب والدور في المستقبل.. مستقبل القرن الجديد.. لإمكان دول أصرت على تسليم مفاتيح قوتها إلى دول أخرى بلا مبرر.


أنقرة على الساحة تقول كلمتها بقوة.. دمشق المنهكة لا تزال تمتلك من أدوات القوة ما جعل الأطراف الدولية تعود إليها.. الرياض تستطيع وبكل قوة أن تدير دفة مصالحها وسط أجواد عاصفة بمنطقة الخليج عامة والسعودية خاصة.. طهران تعزف على أوتار تباين المصالح الدولية وتتمكن ببراعة من وضع نفسها على خارطة القوى المؤثرة في إدارة المنطقة.. القاهرة منهكة بفعل الهواة والسطحية والاستسلام لمنطق التبعية.

مناطق النفوذ تتوزع الآن ولا يزال المنطق لدينا هو منطق يا أغلى اسم في الوجود.. منطق السبعة آلاف سنة من الحضارة.. منطق الاستغراق في الذات دون النظر إلى ما يدور حولنا من واقع جديد.. مصر التي كانت ترى منذ البداية أن ما يحدث في سوريا هو شأن مصرى وأن الحرب عليها هى حرب غاشمة تمارسها جماعات وأنظمة وقفت مكتوفة الأيدي ولا تزال .. ما يحدث في اليمن من حرب قذرة تستهدف إشعال فتيل الحرب الأهلية بين أبنائه، تركتها القاهرة تعاني ويلات القتل والتدمير والتخريب ولم تحاول أن تقدم للعالم مبادرة سياسية تحميها وتحمي أبناءها لنكتب من جديد نهاية دور كان من الممكن أن نكون أبطاله.. طهران التى لم يكن بيننا وبينها سوى خلافات وهمية كان من الممكن ولا يزال إدارة حوار هادف يجنب المنطقة ويلات الصراع الطائفى ويرسم ملامح مهمة لدورنا في المنطقة.

اخترنا المقاطعة لإيران رغم أن الخليج كله يقيم علاقات طبيعية معها.. فضلنا أن نكون ملكيون أكثر من الملك دون وعى منَّا.. نتنازل عن حقوقنا في صياغة أهدافنا ومصالحنا بلا أي مبرر قوي يقودنا إلى تسليم كل مناطق القوة إلى أطراف أخرى.
لا مكان للضعفاء في التشكيل الجديد للمنطقة.. لا مكان بالأغانى والأماني.. الدول الفاعلة في محيطها هي التى سيكون لها دور في القادم من التاريخ أما المترددون فلن يكون لهم إلا مقعد في «السبنسة»!!.
الجريدة الرسمية