رئيس التحرير
عصام كامل

«الثقافة» تغتال سفيرها في الخارج

وزارة الثقافة - صورة
وزارة الثقافة - صورة ارشيفية

ترجمة الأدب العربي للغات الأجنبية، سلاح ذو حدين، فهو يساهم في تعريف الغرب بالثقافة العربية، بالإضافة إلى استخدامه لتشويه صورة العرب بترجمة الأعمال التي تصفه بـ - المتخلف- الذي تحكمه أنظمة ملكية عائلية أو عسكرية ديكتاتورية، طبقا لسياسات كل دار نشر أجنبية.


فشل الوزارة

الغرب أيضا يهتم بأسماء الكتاب الذين يحصدون الجوائز العالمية، ويجبرونهم على ترجمة أعمالهم ويحققون شهرة واسعة، مثل جمال الغيطاني، وصنع الله إبراهميم، ونجيب محفوظ، رغم أن الأخير اشتكى الفرنسيين من عدم تحقيق أعماله مبيعات بشكل جيد.

الأدب العربي عموما، والمصري خاصة، لم يجد له حتى الآن مكانا في بلاد الغرب، رغم كثرة الأعمال والأسماء الكبيرة، وأرجع البعض ذلك إلى فشل الدولة متمثلة في وزارة الثقافة في إيجاد وسيلة لتنشيط وإقناع الغرب بترجمة الأعمال المصرية.

للترجمة أهداف

الدكتور جمال التلاوي، نائب رئيس اتحاد كتاب مصر، أكد أن مصر والعالم العربي، مسئولان بدرجة كبيرة عن ضعف الترجمة للأدب والثقافة العربية للغات الأخري، وبالتالي عندما تقوم مؤسسة أو جامعة أجنبية باختيار مناهج للترجمة من الأدب العربي، وغالبا في مجال الرواية فهذه الاختيارات تخضع لقواعد المؤسسة أو الهيئة التي تتولي الترجمة، وبالتالي اختلاف المعايير والأهداف بيننا وبينهم، يتسبب في ظهور هذه المشاكلات المتداولة.

نوال السعداوي «نموذجا»

وأوضح لـ«فيتو»، أن المؤسسات التي تقوم بنشر أدبنا للغات الأخري، لا تراعي الجودة الفنية، ولا التمثيل للنماذج الجيدة، وإنما تهتم بمضمون العمل الذي يخضع لأهدافها، لذا من الطبيعي أن تتصدر أعمال نوال السعداودي مشهد الترجمة، مع أنها ليست ممثلة للرواية العربية أو المصرية، ويمكن القول أن من يمول يختار من يخدم أهدافه.

الترجمة والهوية

وتابع: سبق ووضعت تصورا لحل أزمة الترجمة، وقدمته لمؤتمر الترجمة والهوية العام الماضي، ونفذت جزءا منه في الفترة القصيرة التي توليت فيها رئاسة هيئة الكتاب، وخلاصة هذا التصور أن تتولي وزارة الثقافة المصرية من خلال التعاون بين المركز القومي للترجمة وهيئة الكتاب ترجمة النماذج الممثلة للثقافة المصرية والعربية، وذلك بعمل اتفاقيات مع الدول التي تترجم إلى لغاتها، على أن تقوم تلك الدول بالنشر والتوزيع والتسويق الإعلامي والأدبي للعمل المترجم، وأن تقوم مصر بنفس الدور لنفس عدد كتب مرشحة من قبل تلك الدول، وكنا قد وقعنا اتفاقات مع خمسة دول لتنفيذ هذا المشروع، ويمكن أن يعاد هذا المشروع بشكل أكبر.

لجنة للترجمة

وأشار إلى أن الاقتراح الثاني يتمثل في أن تشكل لجنة أيضا من وزارة الثقافة المصرية، واتحاد الكتاب، وتضم ممثلين لوزارات الثقافة واتحادات الكتاب العربية، وبتمويل وإشراف جامعة الدول العربية، لاختيار وترجمة وتسويق النماذج الممثلة للأدب والثقافة العربية.

الصورة كما يراها القارئ

بينما أكد المترجم الدكتور خالد البلتاجي، أن ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأخرى ضعيف جدا؛ وذلك بسبب عدم الترويج له من خلال مؤسسات الدولة إطلاقا، وبالتالي ما تختاره دور النشر الأجنبية، يكون وفق أحكام مسبقة عن العالم العربي، وإرضاءً لخيال القارئ، الذي يحب أن يرى الصورة كما هي في خياله.

عنصرية

وأوضح لـ«فيتو»، أن الغرب يرون العرب أنهم عالم ثالث بمعنى الكلمة؛ حيث نقص في التعليم والخدمات وانغلاق وعنصرية وتخلف عن العالم الحديث في الأفكار وأسلوب الحياة، وأنظمة سياسية عائلية، أو عسكرية ديكتاتورية.

شخصية مصرية

وأضاف: أن الحل لترويج الأدب العربي كما نريده، يحتاج سنين طويلة لبناء شخصية مصرية قوية متعلمة ومتحررة من فساد أجيال الخمسينيات وما بعدها، والحل باختصار هو الاستثمار في بناء الشخصية، واستثمار حقيقي من خلال تحسين التعليم ونشر العلم والثقافة بين الناس، والابتعاد عن الأفكار المتطرفة سواء كانت دينية أو حتى وطنية.
الجريدة الرسمية