رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء أحمد رجائي مؤسس فرقة الصاعقة «777»: مؤشر العمليات الإرهابية «في النازل»

فيتو

  • القاهرة لم تتخذ أي إجراءات ضد الكيانات المتورطة في الإرهاب
  • تطبيق قانون الطوارئ.. هو الحل

عامان مرا على تفويض الشعب للرئيس عبد الفتاح السيسي والقوات المسلحة بمواجهة الإرهاب، ورغم اتخاذ الجيش والشرطة للتدابير اللازمة للتصدي للإرهابيين ونجاحهما خلال عامين في توجيه ضربات قوية للجماعات الإرهابية، إلا أن الإرهاب نجح في الاستمرار وارتكاب عمليات نوعية لعل أبرزها اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، الأمر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام التي حاولت «فيتو» الإجابة عليها في السطور التالية.

ورغم سلسلة النجاح التي حققتها القوات المسلحة وأجهزة الأمن التابعة لوزارة الداخلية، في مواجهة الجماعات الإرهابية، إلا أن عمليات التكفيريين هذه لا تزال في تزايد وتشعب، فما أسباب نجاح الإرهاب في الاستمرار بعد عامين من التفويض، ولم لا يتم وضع إستراتيجية موحدة لمواجهة الإرهابية؟

بخبرة ممزوجة بتفاؤل وثقة كاملة، تحدث اللواء أحمد رجائي، مؤسس فرقة الصاعقة 777 بالقوات المسلحة، عن خريطة مقاومة الإرهاب في مصر، وأساليب مواجهته، سواء بالقوة العسكرية، أو الإجراءات غير المعتادة التي رأى أن الوضع الحالي يفرض علينا اتخاذها.

اللواء رجائي.. تطرق في حديثه أيضًا، لما أطلق عليه «بطء الإجراءات الدبلوماسية»؛ حيث رأى أن عددًا من الجهات المصرية مقصرة في أداء واجبها في حربنا ضد الإرهاب، ودلل على حديثه هذا بالإشارة إلى أن القاهرة لم تتخذ حتى وقتنا الحالي أي إجراءات دبلوماسية أو سياسية تجاه الكيانات الدولية التي ثبت بالقطع، أنها متورطة في دعم وتمويل الإرهاب.

وأكد أن مؤشر العمليات الإرهابية «في النازل»؛ بسبب الضربات التي تقوم بها الأجهزة، وعن هذا الأمر وتفاصيل أخرى كان الحوار التالي..

- بداية.. هل يمكن القول إننا أخطأنا في تقدير قوة الجماعات الإرهابية.. بدليل استمرار معاركنا معها لأكثر من عامين؟
- يجب التوضيح أولا أننا لسنا في حالة إرهاب، لكننا في حالة حرب، وهذا النوع من الحرب تخوضه ضدنا أمريكا والغرب والصهيونية بأجهزة مخابراتهم وأسلحتهم، وأفراد يقومون بانتقائهم.

الأمر ليس هينًا، فهناك قوة تمد هؤلاء الإرهابيين، ومصر قادرة على التغلب على أمريكا، ففي عهد جمال عبد الناصر تمكنت مصر من الوقوف في وجه العدوان الثلاثي.

ما سبق يضاف إليه أيضا أنه عندما تتم عملية إرهابية داخليًّا، هناك عشرات المجاميع تدعمهم من الخارج، وبالرغم من ذلك يجب أن أن نشير أيضا إلى أن الفترة الماضية شهدت تقلص عدد العمليات الإرهابية، وفي سيناء أيضًا تقلصت العمليات الإرهابية، مع مراعاة العقيدة القتالية للجيش، التي تقضي بعدم الإضرار بأهل سيناء، وذلك ما أدى لتأخير عملية القضاء التام على العمليات الإرهابية، خصوصًا أن تلك العمليات تقف وراءها أجهزة استخباراتية عالمية، مستخدمين عناصر داخلية من أهل البلد، لكن مصر ستكون صخرة تتكسر عليها تلك الأجهزة بعملياتهم الإرهابية.

- هناك عدد من الجماعات الإرهابية التي تطلق على نفسها أنصار بيت المقدس أو ولاية سينا أو العقاب الثوري وغيرها.. هل ذلك الانتشار للمجاميع الإرهابية يعمل على صعوبة مكافحتها؟
- أي اسم لجماعة إرهابية يخرج سواء أنصار بيت المقدس أو القسام أو حماس أو الإخوان أو داعش أو النصرة، لا يعني شيئا سوى أنهم أبناء القوة العظمى أمريكا، وهي لا تحاربهم إلا في المناطق التي تمثل مصالحم، لكن أمريكا تحافظ على تلك التنظيمات الإرهابية، وبذلك يمكن أن نؤكد أنها تساند التنظيم الإرهابي في سيناء.

- هل لدينا إستراتيجية أمنية لتحجيم والقضاء على العمليات الإرهابية وردع الإرهابيين؟
- الإجراءات الأمنية بحاجة لرؤية دبلوماسية سياسية، فمثلًا هناك محاكمات لمجموعة تخابرت مع دولة قطر، ونعلم جيدًا أنها تمول الإرهاب في مصر حتى الآن، ومع ذلك لم تتخذ أي إجراءات دبلوماسية سياسية حاسمة، ولم يتم قطع العلاقات، وهذا أمر مهم في إطار الإستراتيجيات المطلوبة لتحجيم الإرهاب.

أيضًا بالرغم من إلقاء القبض على أعضاء من حماس في عمليات إرهابية، لكننا لم نتخذ إجراءات دبلوماسية حيال ذلك، بجانب التحرك العسكري الأمني الذي يتم، ولا نعرف لماذا التحركات الدبلوماسية والقضائية حيال تلك القضايا مؤجلة؟!، فالإجراءات الحاسمة تجاه المجموعات الخارجية التي تدعم أو تنفذ العمليات الإرهابية ستعمل على القضاء عليه بشكل أسرع.

- من وجهة نظرك.. هل تتوقع حدوث عمليات إرهابية أثناء الاحتفال بافتتاح القناة الجديدة؟
- الجماعات الإرهابية تعد العُدة منذ شهر للقيام بعمليات إرهابية، لكن كل مخططاتهم الإرهابية يتم دحرها والقضاء عليها، إلا من بعض العمليات القليلة غير المؤثرة، وستحاول تلك الجماعات إفساد فرحتنا، لكنني أثق في إجراءات التأمين التي يقوم بها الجيش والشرطة لتأمين حفل قناة السويس، وأثق أن الله يحمي مصر.

وأريد أن أشير أيضًا إلى أن المرحلة الحالية تشهد تصاعدا في عملية القضاء على البؤر الإرهابية، وألمس الإجراءات التي تتم لتأمين احتفالية قناة السويس الجديدة، وذلك ملموس من خلال تأمين قناة السويس، فهناك إجراءات أمنية قوية في ذلك المضمار.

- هل نحن بحاجة للدفع بالمزيد من قوات الأمن - جيش أو شرطة - داخل سيناء للقضاء على التنظيمات الإرهابية هناك؟
- الإجراءات العسكرية في سيناء محجمة لاعتبارات اجتماعية، القوات المسلحة تخشى أن توجه ضربة قوية داخل سيناء فتضر بالأهالي، فهناك آلاف الإرهابيين الموجودين بين أهالي سيناء.

هذا بجانب أن المخابرات الحربية والعامة والأمن الوطني، غير مقصرين، فمقابل العمليات الإرهابية القليلة التي يتم تنفيذها، نجد أن هناك عددًا من البؤر الإرهابية تم القضاء عليها والقبض على عناصرها؛ حيث تم القبض مؤخرًا على عدد من التنظيمات الإرهابية بأسلحتهم وباعترافاتهم تتم معرفة مخططاتهم، وكل تلك العمليات الأمنية تأتي في إطار العمليات الاستباقية للقضاء على الإرهاب.

وعملية التحرك تأتي من خلال معلومات أمنية، مع مراعاة أننا نعمل ضد إرادة وإمكانيات الدول العظمى، بل الغرب بالكامل حتى لا نستثني من ذلك فرنسا، التي حصلنا منها على طائرات الرافال، من غير المستبعد أن تكون مخابراتها تعمل في إطار آخر بمصر، لتنفيذ مصلحتها، كما تفعل مخابرات الغرب.

- في ذات السياق.. هل ترى أن قانون الإرهاب قادر على الحد من العمليات الإرهابية؟
- أي قانون استثنائي يجب أن يُفرض فورًا، سواء كان قانون مكافحة الإرهاب، أو قانون الطوارئ، أو الأحكام العرفية أو العسكرية، ومن يعترض على تلك القوانين يصبح خائنًا، ويجب أيضا ألا ننتظر إقرار أو عدم إقرار القانون، فلدينا أحكام عسكرية للعمليات الإرهابية التي تتم ضد عسكريين، ونحن في أحوج الأمر لتطبيق قانون الطوارئ.
الجريدة الرسمية