نحن وإيران «٤»
لم تصل مخاوف الأشقاء في الخليج من إيران في أي وقت مضى، مثلما وصلت له الآن.. وهناك بالطبع ما يبرر هذه المخاوف من تصرفات وسياسات إيران.
فإن إيران لا تخفي طموحاتها الإمبراطورية في محيطها الإقليمي، ولا تنكر أطماعها في منطقتنا، بل إنها تتباهى الآن بأنها تمددت إقليميا وعلى نطاق واسع وأصبح لها وجود في عدد من الدول العربية ابتداءً من لبنان ومرورا بسوريا والعراق وحتى اليمن.. بل إنها تحاول أيضا في البحرين.. ولذلك نحن نتفهم في مصر مخاوف الأشقاء في الخليج من إيران، ولعل ذلك هو الذي يدفع المملكة العربية السعودية لاعتماد سياسات تحاول تجميع تحالف شتى في مواجهة إيران الشيعية، وإن كنا ندرك أن المواجهة العربية الإيرانية ليست مواجهة دينية، أي بين دول شيعية وأخرى سنية، وإنما هي مواجهة قومية، أي بين قوميتين ارتفعت حدة الصدام بينهما الآن في ظل الطموحات الإمبراطورية الإيرانية ومطامع الإيرانيين في منطقتنا، التي تصل إلى حد سعيهم إلى فرصة لهيمنتهم على منطقتنا.
ومنذ زادت هذه المخاوف العربية خاصة الخليجية في السياسات الإيرانية أكثر، بعد إبرام الاتفاق النووي الإيراني الذي بجانب أنه اعتراف بحقها في برنامج نووي سلمي يتضمن تخصيبا لليورانيوم عند حد معين، إلا أنه يحرر مستحقاتها المالية المجمدة، ما سيضيف لها قوة مالية واقتصادية إضافية وجديدة ستجعلها أكثر قوة، والأخطر أكثر عدوانية تجاه دول المنطقة.
ونحن في مصر بحكم قناعنتا، بأن أمن الخليج جزء من الأمن القومي المصري، يتعين أن تقدر هذه المخاوف العربية للأشقاء في الخليج، ونحن ندرس سياساتنا تجاه دول المنطقة ومن بينها إيران.. ونستكمل بعد غد.
