رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ترك قضايا الوطن.. وتفرغ للدجل والتفاهة!


لا يزال الإعلام وشاشاته السوداء يمارس هوايته في التقسيم كل ليلة في برامج التوك شو، التي انفض الناس عنها مللًا وسخطًا بعد أن تشبعوا بالإحباط، وكرهوا نفاق النخبة.. الإعلام قسم الجميع.. هذا خائن وذاك عميل.. وذلك بطل مغوار، بينما ترك الناس حائرين بين الدين والسياسة والمصالح.. بين المال والقناعة.. بين أصحاب الفكر وتجار المصالح.. بين الثوار الأنقياء ونشطاء السبوبة.. بين فلول الوطني وفلول الإرهاب.. بين من امتلكوا كل شيء وإن لم يقنعوا.. ومن فقدوا كل شيء ولم يرضوا!!


ترك الإعلام وخاصة برامج التوك شو، قضايا الوطن وشبابه وهجرته للخارج ومهددات الإدمان والإلحاد والعزوف والسخط، وتفرغ للدجل والشعوذة والخرافة وهتك الأعراض والخوض في الخصوصيات والنميمة وتغييب العقول.

تحول "التوك شو" لأداة هدم لا إصلاح، ومصدر حيرة وتشويش بدلًا من أن يكون وسيلة تنوير وإرشاد وإيقاظ للهمم، وتعبئة للوطن في حربه للإرهاب وقوى التآمر والشر.

نحن أمام إعلام غاب عن أجندة الوطن وحضرت فيه كل الأجندات الخاصة.. أجندات المال والأعمال والمصالح الضيقة.. إعلام غيب الضمير ونشر البذاءة والأنانية والقبح ببرامج فارغة ومسلسلات رديئة.. إعلام يتاجر بأحلام الغلابة وينافق نخبة فاسدة.

نحن أمام إعلام كان أحد أسباب تعثرنا بعد ثورة يناير.. أسهم في "السيولة السياسية" والانفلات والاستقطاب والتوتر بعد أن تخلى عن "الرسالة" وتحول إلى سلعة تباع لمن يدفع أو خدمة مدفوعة الأجر.

من الصعب أن تعثر في إعلامنا على قواسم مشتركة أو قضايا وطنية عولجت إستراتيجيًا بأنماط مختلفة حتى لا يفهم أننا ننادي بإعلام الصوت الواحد، فالاختلاف مطلوب.. اختلاف على كيفية خدمة الوطن وليس اختلافًا على الوطن ذاته.
Advertisements
الجريدة الرسمية