رئيس التحرير
عصام كامل

يحدث في مصر.. لأول مرة!


في مصر الآن أخبار كان من المستحيل تخيلها في سنوات سابقة.. الكثيرون لا ينتبهون لنوعية الأخبار التي لها دلالة هامة جدا تشي إلى الحال الذي وصلنا إليه، وهو أفضل بكثير مما كنا عليه.. فمثلا ربما لأول مرة تجد خبرا عن القبض على نجل مدير أمن - في الخدمة وقتها - لاتهامه بالغش في الثانوية العامة..

وكان من الصعب تخيل خبر عن مصادرة أي أراضٍ في الطريق الصحراوي القاهرة الإسكندرية، إن لم يوفق صاحبها أوضاعه وتسديد فرق السعر، وهو ما تم فعلا؛ حيث سدد الجميع الفروق قبل الموعد المحدد، وارتفع العائد منها من خمسة إلى اثني عشر مليارا من الجنيهات!

كما أنك ستجد لأول مرة، خبر إقالة رؤساء أحياء بتهمة الإهمال بعد ساعات أو حتى دقائق من ثبوت إهمالهم، وستجد لأول مرة أنباء عن قيام النيابة العامة بالتفتيش على السجون أو حجز الأقسام، كما أنك ستجد لأول مرة خبرا عن إغلاق ثلاثة مصانع هي من كبرى شركات إنتاج اللحوم والأغذية في مصر، وبما يستحيل توقع مثل ذلك السنوات الماضية؛ وذلك لقدرة أصحاب رءوس المال في شراء الذمم قبل أو بعد ارتكابهم للمخالفات.

والمدهش أن مصر تنتقل من صيغة الاتهام بالمخالفات من درجة إلى درجة أخرى تماما.. ففي حين كانت الاتهامات السنوات السابقة تتراوح بين استخدام لحوم فاسدة بالكامل إلى وجود كميات من الإنتاج منتهية الصلاحية تتحول الآن إلى وجود صدأ على الأجهزة المستخدمة وقمامة داخل العنابر، وأقصاها كان وجود ذباب على بعض المنتجات!

الأخبار السابقة هي حصيلة الشهر الأخير، وأغلبها في الأسبوع الماضي وحده ولكننا - جميعا - بالطبع تابعنا الأشهر الماضية أخبارا شبيهة، كان من الصعب قراءتها في الماضي مثل القبض على نجل شقيق أحد مساعدي وزير الداخلية المعروفين بتهمة تعاطي المخدرات، والحكم على نائب مأمور أحد مدن سوهاج وأربعة من رجال الشرطة بينهم ضابطان، بتهمة اقتحام مقر للنيابة، وخبر عن إحالة ضابطين في الأمن الوطني للمحاكمة بتهمة تعذيب متهم وغيرها وغيرها!

صحيح تبقى أزمات وظواهر كثيرة مزمنة لا يمكن الانتهاء منها وهزيمتها بسرعة، وتحتاج وقتا أطول.. ولكن التغيير كبير وهو إلى الأفضل، ومن ينكره لا يمكن إلا وصفه بأن "على قلوب أقفالها"، وأن "الغرض مرض" كما يقولون!
الجريدة الرسمية