رئيس التحرير
عصام كامل

حكايات على مع الحياة «في المنفى».. يرفع شعار «أحلى من الشرف مفيش»..ترك أسرته في الصعيد وسافر إلى الإسكندرية ليعمل في تلميع الأحذية.. يعيش على الرصيف من أجل الإنفاق على والده وأشقائ

على محمد
على محمد

نفسى آكل لقمة هنية وأعيش مثل باقى الناس وأجيب هدوم جديدة بدل من تعرضى للخطر والتشرد من قبل البلطجية في الشارع.. بهذه الكلمات بدأ على محمد محمود ملمع الأحذية الذي ترك منزله ودفء الأسرة بإحدى محافظات الصعيد، وجاء إلى الإسكندرية والمآسى التي تعرض لها في طفولته مؤكدا أن لديه 4 أشقاء أصغر منه يحتاجون إلى كل قرش يتكسبه من عمله الشاق.


يحمل على على كتفيه صندوقا صغيرا يجمع فيه اصواف تلميع الأحذية، باحثا عن رزقه، تاركا أهله وإخوته في الصعيد لا يعرف عنهم أي شىء سوي الذهاب إليهم بين الحين والآخر.. يعمل بشوارع المحافظة بحثا عن لقمة العيش لا يتسول بل يصارع من أجل العيش والبحث عن المال يكد ويعمل ويجتهد ويتعرض للمخاطر بين الخارجين على القانون، يعيش على الأرصفة حتى يجمع المال ويقوم بإرساله إلى اسرته.

وعن حياته والمعاناة التي يتكبدها يقول على: «عملت في العديد من الأعمال مثل بيع المناديل وألعاب الأطفال في الشارع خاصة في الأعياد والمواسم التي تشهد إقبال الأطفال والمواطنين، وهذا بعد ترك أسرتى ومنزلى منذ 5 سنوات وقدومى إلى الإسكندرية حتى أعمل وأقوم بجلب الأموال من أجل الإنفاق على أسرتى وإخوتى بدلا من تشردهم، وتركت تعليمى بالمرحلة الإعدادية بسبب عدم استطاعة والدى الإنفاق علينا وسداد مصاريف المدرسة لى أنا وإخوتى».

ويضيف: « ذهبت إلى بعض المحافظات قبل أن أستقر بالإسكندرية عندما تركت أسرتى للهروب من الفقر والجوع الذي نعانيه أنا وإخوتى، كنت أعمل بائعا للمناديل بمحافظتى الغربية وكفر الشيخ ومن ثم جئت إلى الإسكندرية أبيع المناديل حتى التقيت أحد الأطفال يعمل في تلميع الأحذية، وقال لى إن هذه المهنة تجلب مالًا أكثر دون شقاء بدلا من التجول في شوارع المحافظة دوما، فقمت بعمل صندوق صغير وشراء بعض مواد الورنيش للقيام بتلميع الأحذية للناس في الشوارع «.

وعن المضايقات التي يتعرض لها قال: «أتعرض لمضايقات كثيرة من قبل البلطجية بالشارع وأصحاب السوء من خلال إجبارى على العمل السيئ تحت هذه الظروف التي تحيط بى إلا أننى كنت أرفض تماما الخروج معهم والعمل في بعض الأعمال التي تضرنى وكثيرا ما كنت أدخل في خناقات بسبب رفضى المشاركة في أعمال غير مشروعة وتمسكى بالعمل بشرف».

وعن أسباب تخليه عن تعليمه والعمل بهذه المهنة أجاب: «الظروف التي تمر بها أسرتى بعد إصابة والدى بالمرض وعدم قدرة والدتى على العمل وتلبية مطالب إخوتى أجبرتنى على ترك التعليم والعمل في أي مهنة من أجل توفير احتياجاتى أنا وإخوتى، وبالرغم من مطاردات الشرطة والأجهزة الأمنية لنا في الشوارع إلا أننا نحاول أن نحصل على رزقنا بالحلال ودون اللجوء إلى طرق غير شريفة».

وعن الاتهامات التي توجه للأطفال العاملين في الشوارع بالتسول قال: « ما حدش بيسيب بيته عشان التسول والتعرض للخطر بل إن قسوة الحياة والزمن وعدم قدرة الأسر على الإنفاق علينا هو ما يجعلنا نعيش في الشوارع والأرصفة وفى الخطر من أجل الإنفاق على أهالينا وليس التشرد».

وأضاف: «ليس لى مطالب غير توفير المسكن والعيش والحياة الكريمة بدلا من المخاطر والأمراض والجوع الذي نتعرض له وكمان نفسى الشرطة تسيبنا في حالنا بدلا من مطاردتنا والقبض على البعض منا بسبب النوم في الشوارع، وأن يتم توفير الحماية من البلطجية اللى عاوزين الأطفال والشباب يمشى غلط زيهم».

وحول طريقة تعامل الناس معهم في الشارع قال: «بعض الناس ينظرون إلينا على أننا بلطجية أو خطر عليهم، وأن من يريد العيش في هذا البلد عليه ألا يعمل سوي بمهنة نظيفة حتى ينظر إليه الناس بطريقة مفضلة ولا شىء آخر ونجد آخرين يقومون باستخدام القوة والعنف معنا من خلال مطاردتنا في الشوارع ومنعنا من العمل، وهناك بعض الناس يعطوننا أموالا وملابس ويقدمون لنا الطعام والشراب طوال أيام السنة».

وعن أحلامه التي يتمنى تحقيقها في المستقبل قال: «أتمنى إيجاد عمل جيد يراعى الظروف التي تحيط بنا بدل من سكن الشارع والأرصفة دون منزل والسكن بين الحشرات والفئران والخوف ليلا من تعرض البلطجية لنا، وأن يكون هناك مسكن يجمع هؤلاء الأطفال ولا يعرضهم للخطر وأن تكون هناك مؤسسة تراعى والدى وأسرتى وتحمى إخوتى من التشرد، وكان أحد أهم أحلامى أن أصبح مهندسا لكن الظروف التي تحيط بنا هي التي منعتنى من استكمال دراستى والوصول إلى هذا الحلم الذي كنت أتمناه».
الجريدة الرسمية