نحن وإيران (2)
لكي نجيب على سؤال ماذا نفعل مع إيران، يتعين أولا أن نعرف ماذا تضمر إيران لنا وكيف تتصرف معنا كمصريين أولا وكعرب ثانيا؟
وحتى لا يطول شرح ذلك، نذكر فقط بواقعة مهمة جدا وشديدة الدلالة، وتنطق بها أوراق قضيتي التخابر واقتحام السجون، فهذه الأوراق تكشف عن تورط عناصر الحرس الثوري الإيراني في تقديم الدعم اللوجيستي لتلك العناصر غير المصرية التي اخترقت حدودنا وتسللت عبر أراضينا وشاركت في اقتحام السجون خلال شهر يناير 2011، وخاصة عناصر حزب الله التي قدرت من قبل أجهزة الأمن المصرية بنحو 90 عنصرا، مستخدمين جوازات سفر مصرية تم تزويرها، وقام بنقلها شخصيا إلى الإيرانيين خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
أما بعد أن تم اقتحام السجون وتحرير عناصر حزب الله وحماس المحبوسة في السجون المصرية (وادي النطرون وأبو زعبل تحديدا)، فقد أشرف القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية بالقاهرة، على عملية تهريب عنصرين لحزب الله عبر الحدود المصرية السودانية، بنقلهما أولا إلى أسوان ضمن رحلة تبدو سياحية، وبالاتفاق مع مهربين، وهذا تسجله تليفونات تم رصدها في هذا الصدد، وتتضمن أوراق قضيتي التخابر واقتحام السجون تسجيلاتها.
إذن.. إيران لا تهدد الأمن القومي خارج مصر وخاصة في منطقة الخليج سواء في العراق أو الإمارات أو البحرين أو اليمن أو حتى المملكة العربية السعودية، وإنما إيران تتصرف تصرفات تلحق الأذى بالأمن القومي المصري في داخل مصر أيضا.. وأنا هنا لا أتحدث عن خطر التشيع الذي يروق للبعض التركيز عليه؛ لأنني أرى مصر بعيدة عن هذا الخطر رغم حب المصريين لآل البيت، وإنما هنا أتحدث عن طموحات قوية لإيران تتعارض أو تتصادم مع مصالحنا القومية.. وما بيننا وبين إيران (كمصر وكعرب) هو تنافس تحول إلى صراع مؤخرا، في ظل التمدد الإيراني في منطقتنا.. ونكمل غدا.
