رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. أهالي «بنداري» بالشرقية: مالك العزبة يعاملنا كالعبيد

فيتو

يعيش أهالي قرية بنداري التابعة لمركز الحسينية في محافظة الشرقية، في ظل انعدام الخدمات الأساسية من مياه للشرب والصرف الصحي، بالإضافة إلى حرمانهم من المواصلات العامة.


وينحصر التعليم في القرية على شهادة الثانوي الفني الصناعي والزراعي والذي يقتصر على الشباب دون الفتيات، ويقوم ملاك الأراضي التي يعملون فيها بحرمانهم من أبسط حقوقهم في عيش حياة كريمة.

وقال الحاج محمد إبراهيم «65 عاما»، من أبناء عزبة بنداري بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية: «نعيش في العزبة منذ عشرات السنين، فأجدادنا وآباءنا جاءوا لعزبة بنداري للعمل تحت أمرة كبير العزبة وهو البنداري من المراكز الأخرى بالمحافظة بسبب انتشار الفقر وعدم قدرتهم على الحصول على عمل أو طعام».

وأضاف الحاج محمد: «لكن آبائي وأجدادي لم يعلموا انهم هربوا من الفقر ليتحولوا إلى عبيد تحت أيدي مٌلاك مزرعة البنداري التي تعدت الـ 113 فدانا، للحصول على لقمة عيش مقابل عملهم بالأرض الخاصة بعائلة بنداري».

وتابع الحاج محمد: «أجدادنا قاموا بزراعة الأرض الخاصة بعائلة بنداري وخدمتهم مقابل السكن في منازل بنوها من الطين والأكل من الزرع، وبعد سنوات قاموا باستئجار الأرض من الملاك وإعطائهم الإيجار عقب جمع المحصول وظللنا على ذلك لسنوات عديدة حتى قامت عائلة بنداري ببيع العزبة لحسن المحلاوي صهرهم، عام 1990م». 

وأضاف «منذ ذلك الوقت أخذ منا الأرض ولم يتركنا نزرعها أو حتى نعمل بها باليومية وأجرها لأهالي من خارج العزبة، رغم علمه أننا لا نملك قوت يومنا وعملنا بالأرض هو الشيء الوحيد الذي يجعلنا أحياء حتى الآن».

وقال محمد عبدالجليل سالم «52 عاما»: «رغم كل هذا الانفتاح والتقدم الذي تشهده جميع البلاد، إلا أن صاحب العزبة ما زال يعاملنا وكأننا عبيد لديه وليس لنا حق في عيش حياة كريمة».

وتابع عبدالجليل: «بيوتنا مازالت بالطين وعروشها بالخشب القديم الذي أكله السوس، ولا نستطيع أن نهدمها ونبنيها مرة أخرى فالمالك الحالي حسن المحلاوي يمنعنا من ذلك وإذا قام أحد بتجديد منزله أو ترميمه ومحاولة البناء بجواره أو دور ثاني عقب ترميمه يقوم بتحرير محاضر لنا ويهدم المنزل، ولم يكتفي بذلك بل يمنع دخول المياه لنا رغم مرور مواسير المياه داخل العزبة وتوصيلها لقصره والاستراحة بالعزبة، ونقوم بالذهاب للعزب المجاورة لنا لنأتي بالمياه لنشرب ونأكل».

وأضافت أمينة على محمد «110 أعوام- أكبر مسنة بالعزبة»:«إن جميع من بالعزبة بها من عشرات الأجيال وجميعهم من محافظة الشرقية».

وتابعت أمينة:« كنا زمان بناكل من زرع الأرض عندما كنا نستأجرها من الملاك وكنا نخدمهم ونقضي لهم حوائجهم ولا يستطيع أحد أن يقول لهم لا على أي شيء، وعندما كان كبير العزبة يمر بالأرض لمتابعة الأحوال لا يستطيع أحد الجلوس أثناء وجوده ويظل الجميع واقفا ومحنيا له حتى انصرافه».

وقالت: «رغم أخذ المالك الجديد الأرض من أبنائنا إلا أنهم مازالوا يروننا مجرد عبيد لا قيمة لنا في الحياة، فشباب العزبة تعدوا الـ 30 عاما وما زالوا عُزاب، لا يستطيعون الزواج لعدم توافر أي مكان يتزوجون به أو نقود لينشأوا بها أسرة، فكل منزل هنا بالعزبة متزوج به 3 و4 أفراد كل فرد يعيش هو وزوجته وأولاده بغرفة واحده فقط فأين سيتزوج نجله؟».

وطالب الأهالي من الرئيس عبدالفتاح السيسي وجميع مسئولي الحكومة المصرية بالتدخل وتخليصهم من براثن العبودية.
الجريدة الرسمية