رئيس التحرير
عصام كامل

حقوقي ليبي: أستبعد تنفيذ عقوبة الإعدام بحق سيف الإسلام

فيتو

قضت محكمة جنايات طرابلس بالإعدام رميا بالرصاص على سيف الإسلام القذافي وعدد من رموز نظام العقيد الراحل معمر القذافي.. غير أن الناشط الحقوقي الليبي المقيم في مصر ناصر الهواري، يستبعد في حوار أجراه معه موقع دوتش فيله الألمانى، تنفيذ الحكم على ابن القذافي، ناصر الهواري، أحد مؤسسي المرصد الليبي لحقوق الإنسان، ويتولى مسئولية المدير الحالي للمرصد الذي يتخذ من الإسكندرية مقرا له.

و رغم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتفعيل خطة سلام لوقف الصراع على السلطة في ليبيا، لا تزال البلاد مسيرة بحكومتين: الحكومة المعترف بها دوليا ومقرها طبرق، وحكومة أخرى يقودها الإسلاميون وتتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها.. هذا الفراغ في السلطة استغلته مختلف الميليشيات المسلحة والجماعات المسلحة بما فيها "الدولة الإسلامية"، للسيطرة على أجزاء عديدة من البلاد التي نشأت فيها معسكرات لتدريب الجهاديين.

وإلى تفاصيل الحوار:

* صدر حكم بالإعدام يوم الثلاثاء 28 يوليو 2015 على سيف الإسلام، أحد أبناء الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، من قبل محكمة جنايات في طرابلس، كيف تقيّم الحكم؟

لا أظن أنه سيتم تنفيذ الحكم، فسيف الإسلام يوجد تحت قبضة إحدى الميليشيات الرئيسية في الزنتان المعارضة للحكومة في طرابلس، والحكومة المعترف بها دوليا ليس لديها أي نفوذ هناك، وبالتأكيد فالميليشيات لن تسلمه إلى طرابلس، ذلك لن يحدث، وفي حال قاموا بتسليمه، ربما سيسلمونه للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، لكن يجب ألا ننسى أنه لا يزال بإمكان المتهم أن يطعن في الحكم.

* تحدثت تقارير منظمات حقوق الإنسان عن عدة حالات تعرض فيها المحامون والقضاة للتهديد.. في هذا السياق هل يمكن الحديث عن وجود نظام قانوني فعال في ليبيا؟

لا، النظام القانوني لم يعد يعمل، والتعذيب داخل السجون منتشر على نطاق واسع.. الكثير من الناس لا يحصلون على محام أو مستشار قانوني، كما أن العديد من المتهمين لا يحصلون على المساعدات القانونية اللازمة والسجناء لا يحصلون على الرعاية الطبية المناسبة، فعلى سبيل المثال رئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي، لم يحصل بعد على محام.. مشكلة أخرى هي أن العديد من المحامين لا يجرؤون على الدفاع عن المتهمين في مثل تلك القضايا، فهم خائفون من أن يعرّضوا أنفسهم للخطر.

* لنعد إلى حالة سيف الإسلام القذافي.. في العام الماضي تم تسليمه للسلطات الليبية من النيجر التي فر إليها بعد سقوط نظام والده عام 2011، وهو متهم بإثارة الاضطرابات في جنوب ليبيا من منفاه في النيجر، ما تأثير عائلة القذافي التي حكمت البلاد لفترة طويلة اليوم؟

سيف الإسلام بعيد عن السلطة والنفوذ اللذين كانا لدى والده وعائلته في السابق.. صحيح أنه يحظى بدعم بعض القبائل، غير أن قبائل أخرى سحبت دعمها له، لأن لديها أفرادا ينتمون إلى إحدى الحكومتين، بالتالي فالأمر لا يتعلق كثيرا بدوافع سياسية بل بالروابط القبلية، وبسبب ذلك فقد سيف القذافي معظم المؤيدين.

لكن في السنوات الأخيرة ازداد عدد الناس الذين يدعون لدعم عائلة القذافي ورئيس المخابرات السابق السنوسي، فهم يعتقدون أن عشيرة القذافي ستعود لقيادة الدولة، لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" والمتطرفين.

* الميليشيات الإرهابية نجحت في تثبيت أقدامها في ليبيا، والجيش الليبي يقاتل تحت قيادة الجنرال خليفة حفتر ضد الجهاديين، بعد أن عينته الحكومة المعترف بها دوليا في طبرق، ما تأثير تلك الحكومة على تلك المعارك؟

الجيش الليبي يقاتل عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" في بنغازي وفي معظم المدن في شرق البلاد، غير أن التنظيم الإرهابي يسيطر على طرابلس ومناطق أخرى في الغرب، الجنرال خليفة حفتر يعمل بشكل مستقل، وقال إنه لا تربطه أي صلات بأي من الفصائل المتحاربة في ليبيا، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الجماعات العلمانية وأيضا الإسلاميين يخشونه، فهو مستقل تماما، لكن الكثيرين يخشون أن يسلك نفس نهج عبد الفتاح السيسي في مصر.

* في عام 2013 استجاب الرئيس السيسي لإرادة ملايين المصريين، وأطاح بالرئيس الإخوانى محمد مرسي، هل تعتقد أن السيناريو يمكن أن يتكرر في ليبيا؟

بعد كل ما قاله "حفتر" حتى الآن، أستبعد تكرار السيناريو في ليبيا.
الجريدة الرسمية