رئيس التحرير
عصام كامل

لا تنسوا دعوة أمير قطر لافتتاح قناة السويس


بعد أيام قلائل يقف العالم شاهدا على افتتاح قناة السويس الجديدة، بحضور عالمي مكثف وعلى مستوى عالٍ، يتقدمه عدد من قادة وزعماء العالم، وحتى كتابة هذه السطور ليس من الواضح إذا ما كانت القاهرة قد وجهت دعوة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد؛ لحضور الافتتاح من عدمه، غير أنني أعتقد أنه إذا لم يكن قد تمت دعوته من قبل، فلا بد من تدارك الموقف والإسراع بدعوته لحضور الافتتاح، ورغم ما قد يثيره هذا الطرح من رفض، إلا أنني أسوق عدة أسباب أتصور وجاهتها في هذا الصدد.


أولا: في العلاقات الدولية لا خصومات دائمة ولا عداوات دائمة، وإنما مصالح دائمة، فإذا سنحت الفرصة لتحويل خصم أو عدو إلى صديق، فما الذي يضيرني في ذلك بل على العكس فإنه سيجعلني أتحلل من أعباء كثيرة.

ثانيا: أنه في حال قبول أمير قطر للدعوة والحضور وهو أمر مرجح، فإن الإعلام القطري وخاصة قناة الجزيرة لن تستطيع أن تتجاهل مشاركة أمير قطر بهذا الاحتفال، كما تعمد إلى تجاهل هذا الحدث الآن، كما أنه لن يكون من المستصاغ، أن تعمد إلى التشكيك فيه والتقليل من أهميته، أو إثارة الشائعات المغرضة حوله.

ثالثا: أن أمير قطر سيرى ويدرك ويعرف هو والآخرون من هي مصر، وكيف أن مصر كبيرة وعظيمة وذات تاريخ تليد لا تتوقف عند الصغائر، ولا تؤثر فيها المكائد والضغائن، ولا يمكن أن ينال منها حاقد أو حاسد أو مكابر، وأن التاريخ والحضارة والمكانة والدور لا يباع ولا يشترى وإنما يوهب من الله، وتنتزعه الشعوب عبر سنوات طويلة.

رابعا: أن دعوة أمير قطر لحضور الافتتاح وسواء حضر أو لم يحضر، وسواء حضر راضيا أو مكرها، فسوف يصدق فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، من أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن لي قرابةً أصلهم ويقطعوني، وأُحسن إليهم ويسيئون إلىَّ، وأحلمُ عنهم ويجهلون علىَّ، فقال: (لئن كنت كما قلت فكأنما تُسفّهم الملّ، ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمت على ذلك) رواه مسلم.

خامسا: أن هذه الدعوة ربما يكون لها تأثير إيجابي حتى إن كان ذلك ضعيفا، في تحسين العلاقات بين القاهرة والدوحة، خاصة في ضوء الاتصالات التي تجريها العواصم الخليجية حاليا؛ للتقريب بين القاهرة والدوحة، في إطار إعادة ترتيب البيت وتنسيق المواقف بعد الاتفاق الإيراني مؤخرا مع الدول الغربية بخصوص الملف النووي.

سادسا: من المؤكد أن أمير قطر يدرك ويعرف حجم الإخفاقات التي مُنِّي بها جهاز مخابراته، والضربات المتكررة التي وجهت له، التي لا شك سيتم الإعلان عنها في وقتها، ودعوته للحضور ستكون ضربة جديدة.

كل ذلك يجعل من دعوة أمير قطر لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة والمشاركة فيه، والاستماع بأذنيه إلى المشروعات العملاقة التي سيتم إطلاقها مسألة هامة، حتى إن تم ذلك باتصال هاتفي على أعلى مستوى.
الجريدة الرسمية