رئيس التحرير
عصام كامل

بدلا من انتظار كرسى البرلمان!


أغلب الصحف الغربية مازالت تضع السم في العسل.. أغلبها لم يغير استراتيجيتها تجاه الإرهاب في مصر. بالعكس..الفترة الأخيرة زادت الوتيرة في صف الإرهاب.. وعلى المتغطى.


الموقف من الإخوان لم يتغير.. ربما حدثت بعض التغيرات على المستوى الرسمى.. لكن بالنسبة للصحافة والإعلام في أوربا.. ليس بعد.

الجارديان مثلا، بدأت منذ فترة قصيرة تغطية الأحداث في سيناء بوصفها حربا بين الميليشيات المسلحة وبين القوات الحكومية.. رغم أن الواقع، أنها مطاردات ضد مسلحين متطرفين تلاحقهم القوات المسلحة.

مصطلح "المليشيات" جديد..الجارديان تطلق اللفظ نفسه على الحركات الانفصالية في بلدان الشرق الأقصى.. وإسبانيا.. صحفا أوربية كثيرة تطلق المصطلح على المتنازعين مع المغرب على الصحراء المغربية.

النيويوركر تصف الإرهابيين في سيناء مؤخرا، بـ "مليشيات الإخوان المسلمين". الواشنطن بوست.. نحتت مصطلحا جديدا فاسمتهم "الميلشيات الإسلامية".. وفى قنوات التليفزيون الأمريكية الخاصة يطلقون عليهم «أنصار الرئيس محمد مرسي"، مع أن الواقع أن "مرسي" ليس رئيسًا..هو رئيس "سابق"..يقف أمام القضاء الآن في قضايا تجسس وتخابر وتآمر على المصريين.

الألفاظ موحية.. والوصفات ذات دلالة.. المغزى البعيد أن الأحداث في مصر ليست صراع دولة ضد الإرهاب، إنما هي "تناحر" بين ميلشيات من أنصار رئيس متنازع على سلطته.. وبين قوات "انقلابية" !!

اللعب بالرأى العام الدولى "على ودنه".. تصوير ما يجرى على الأرض في المحافظات المصرية، وفى سيناء على خلاف الحقيقة للركب، مقابل إعلام مصرى يحاكى بعضه.. وقنوات فضائية مصرية تغنى وترد على نفسها.. بلا قدرة على اختراق الحدود الجغرافية لأراضي القطر المصرى.

كل يوم تغوص أرجل إعلامنا في "الوحل"..مزيدا من الوحل يوميا.. هوجة من الهرى الإعلامي بلا أثر يتخطى الحدود.

في إحدى دول المغرب العربى سألنى زائيرى مسلم عن ديانة السيسي.. لم يكن يعرف أنه مسلم.. ولا أن اسمه الأول "عبد الفتاح". في أغلب بلاد أفريقيا.. وربما أغلب أوربا.. لا تلفت الفضائيات المصرية الأعين والأنظار. لو قارنت بين ام بى سى.. وبين قنوات الحياة.. تكسب ام بى سى !

لماذا؟ لأن فضائيتنا غارقة في المحلية.. غارقة في ضجيج بلا طحين.

سألنى الزائيرى: لما السيسي مسلم..فلماذا يقتل الإسلاميين في الشوارع ؟

سؤال مصيبة.. تساؤل كارثة. فلا السيسي يقتل الإسلاميين في الشوارع، ولا يجوز وصف أنصار بيت المقدس بالإسلاميين من الأساس.

من أين أتى مواطن من زائير وسط أفريقيا بهذه الانطباعات عن مصر؟

من إعلام الإخوان.. ومن وسائل الإعلام الغربى، حركة الإخوان إعلاميا.. على المستوى الدولى والإفريقى أكبر.. اتصالهم بقنوات التأثير في الرأى العام الغربى "أجرومية".. يعنى أشبه بحركة الأجرام السماوية.. منتظمة.. مستمرة.. في مدى لا يتغير.

فولكهارد فينفورد رئيس جمعية المراسلين الأجانب بمصر قال هذا الكلام منذ أيام.. لا كأننا سمعنا.. ولا كأننا عرفنا. الرجل قال إن الموضوع في حاجة إلى مزيد من النشاط الإعلامي.. في حاجة إلى التواصل مع وسائل الإعلام ومندوبي الصحف الغربية في مصر.

من المفروض أن يتواصل؟

الذي يجب أن يتواصل هم رؤساء الأحزاب وكبار السياسيين غير الرسميين.. والرسميين أيضا. مطلوب حملات شعبية، ولقاءات على مستوى السفارات الأجنبية وأعضاء البعثات الدبلوماسية الأوربية في مصر شرحا للأوضاع.. وشرحا لما يعانيه المصريون.

بدلا من "الهرى" الذي بلا لازمة خلافا على المادة 33 من قانون الإرهاب مثلا.. وبدلا من الهرى في مئات الخلافات في الصغائر.. بدلا من مئات الاشتباكات في غير الضروريات.. هناك مليون قضية جوهرية.

لو أن الذي يحدث في مصر لا يبدو للرأى العام الدولى أنها حرب ضد الإرهاب.. فماذا يفعل السياسيون تبعنا؟ وما الدور الذي يجب أن يقوموا به.. خلافا لانتظار الانتخابات البرلمانية.. والنزاع على كرسى البرلمان.. ووجاهة كرسى البرلمان؟
Twitter: @Wtoughan
Wtoughan@hotmail.com

الجريدة الرسمية