رئيس التحرير
عصام كامل

تكريم الجيش للشاذلي والهجوم عليه.. ماذا يعني ؟!


ولأن التناقضات تملأ الكون وخصوصا في التيارات السياسية وأولها التيار الناصري الذي ننتمي إليه..لذا كان منطقيا أن نتوقف عند الملاحظات التالية خصوصا وأن الهجوم على الفريق سعد الشاذلي يتجدد بكل قوة رغم تكريم القوات المسلحة له للمرة الثانية في شهر واحد..وهنا نسأل خصوم الرجل ومهاجميه: ألم تكن حجتكم في الدفاع عن الرئيس مبارك وما يتعرض له من هجوم هو دوره العسكري؟ إذن لماذا لا تحترم من كان دوره في الحرب أكبر وأهم من مبارك وكان رئيسه في الحرب والجيش؟ ثم نسألكم: ألم تقل أنه لا يصح حبس الرئيس مبارك نظرا لدوره في حرب أكتوبر؟ إذن كيف تري حبس مبارك نفسه للشاذلي لسبب شخصي لا علاقة له بأي عمل سياسي أو مخالف للقانون؟


وهنا نصل بك للسؤال الأهم لنعريك أمام نفسك ونكشف لك زيف ما تدعيه وأنك كاذب وهو: ألم تقل أن إسرائيل تريد الانتقام وتشويه كل من اشترك في هزيمتها في حرب أكتوبر سواء بالقتل الحقيقي أو بالاغتيال المعنوي؟ إذن لماذا تساعد إسرائيل اليوم وتشوه أحد أهم قادة الجيش المصري في تاريخه ورئيس أركان الجيش في حرب أكتوبر وصاحب خطة العبور ذاتها؟

آه..هنا ستكون أمام أمرين..إما أنك مغفل وجاهل..أو أنك جزء من مخطط معين تساعده بوعي أو بغير وعي وفي الحالتين النتيجة واحدة..ألا تصدق؟

خذ الدليل الثاني المباشر..ألم تكن أنت ممن يقولون ليل نهار أنك خلف قواتك المسلحة؟ وأنك ستستجيب لما تقوله أو تراه مهما كان؟ ها هي القوات المسلحة الرائعة المحترمة العريقة تكرم الرجل وتسمي دفعة الأمس من خريجي القوات الجوية باسمه بعد أن أنتجت فيلما عنه قبل أسابيع..لماذا هنا تحديدا لا تلتزم برؤية الجيش المصري العظيم؟ هل لأن الشاذلي هاجم الرئيس السادات؟ آه..قل ذلك..إذن الأمر ليس أمر مصر..ولا جيش مصر.. ولا قادة مصر ودورهم..ماذا إذن هو؟.

في الحقيقة أثبتت القوات المسلحة للمرة المليون أنها مدرسة الوطنية الأولى بكل ما تعنيه الكلمة..لا تنسي أبطالها ولا رجالها..وهي تدرك تماما مخطط تشويه قادتها وتدرك أن ما بين قادتها من خلافات واختلافهم شىء..وتشويه سيرتهم من جهات مغرضة شىء آخر..وهنا نسأل ما هي تلك الجهات المغرضة؟ هل هي مؤسسة من داخل البلاد تشرف على مثل هذه المعارك الداخلية وتشعلها كل حين؟ وهل هي جهة رسمية تخالف السياق العام لسياسة الدولة المصرية؟ أم هي شلل من منتفعين ومشبوهبن لكنهم منظمون جدا وتأثيرهم كبير؟ أم هي لجان الإخوان الإلكترونية تشعل المعارك بين قوي كتلة 30 يونيو كل حين ويستجيب لهم الحمقى؟ أم هي في الأصل لجان إلكترونية بالفعل لكنها قادمة من خارج البلاد ومن المكتب المتخصص المكلف بالمهمة بمقر الموساد بتل أبيب ويدير آلاف الصفحات على المواقع الاجتماعية بأسماء عربية ومصرية وهمية توجه الرأي العام في مصر إلى حيث الارتباك والانشقاق والفتن؟ كم بيننا من مغفلين يهاجمون الموساد ويحققون في الوقت نفسه كل أهدافه؟

ونسأل: هل أنتم وطنيون أكثر من الجيش؟ ولماذا تكذبون في هجومكم على الناس وعلي أنفسكم وتقولون إنه عارض السادات في المعركة؟ وهل كانت معارضة أم اختلاف؟ وإن لم يقل رئيس الأركان رأيه فمن يقوله؟ ولماذا لا تقولون إن الشاذلي ذهب سفيرا لمصر في لندن بعد حرب أكتوبر أي إن الحرب انتهت دون إقصاء للرجل وأن الخلافات الكبى حدثت بعد الحرب بسنوات؟ لماذا إصراركم على تشويهه كأنه تآمر أثناء الحرب؟ هل هو جهل؟ أو سوء نية؟
الإجابة لديكم..كما هي لدينا..كما هي عند القوات المسلحة العظيمة!!
الجريدة الرسمية