رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«4 أخطاء» ارتكبتها الثقافة في حق نفسها

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

«الثقافة» ذلك السلاح الناعم الذي أهمله الوطن العربي، فدب الصدأ في أوصاله حتى أصابه الإعياء، على الرغم من أهميته وجدواه في بناء مواطن سوي، لا تستطيع القوى والمنظمات ذات السلطة اللعب بأفكاره وتوجيه كيفما أرادت.


ومثلما همشت الأوطان العربية ثقافتها، وجعلتها آخر الحلول التي تلجأ إليها في مشكلاتها، عملت الثقافة نفسها على إرتكاب بعض الحماقات والأخطاء في حق نفسها، حتى صارت في جزيرة منعزلة، لايخطوها إلا المحبين والمريدين فقط.

أسلوب الكتابة
ويمكن تلخيص تلك الأخطاء في 5 عناصر أساسية، أدت إلى نفور المواطن العادي من الالتحاق بالركب الثقافي، وتبدو أولى هذه العناصر في إصطناع بعض الكتاب والمثقفين للغة خاصة بهم، لغة صعبة الفهم على المواطن العادي، فيكتب المثقف منهم بطريقة بحثية وأكاديمية بحته، تجعل من الكتاب أو العمل المقروء، مادة لايمكن إلا للدارسين والمتخصصين استيعابها.

على الرغم من أن التجربة الثقافية على مستوى العالم أثبتت أنه كلما كان أسلوب الكتابة سهل على القارئ، كلما زاد نهم المطلع على قراءة الأعمال الثقافية، خاصة الأعمال الروائية، فأشهر الروائيين لم يلجئوا إلى استعراض عضلاتهم البلاغية والبحثية في مؤلفاتهم، حتى يسهل على القارئ العادي استيعابها.

قلة الترويج
كما تعاني الأنظمة الثقافية في الوطن العربي من قلة التمويل للترويج للفعاليات الثقافية والفنية، مايعمل على تهميش تلك الفعاليات، وهذا مانجده خلال الكثير من المؤتمرات والفعاليات التي لايحضرها سوى أهلها وذويها، وتكون خالية على عروشها من المواطنين والشباب العاديين، وكأن تلك المؤسسات تعمل على إقامة تلك الفعاليات كنوع من العمل الروتيني فقط، في عدم اهتمام بحضور المواطن العادي أو مغيبه.

شخصية المثقف
وتصور بعض الأعمال الدرامية والسينمائية شخصية الكاتب، على أنه يعاني دائمًا من اضطرابات نفسية تميل إلى الجنون، إضافة إلى هيئته الرثه التي يبدو عليها دائمًا، فأزياء الشخصيات الثقافية تظهر طويلة الشعر الغير مصفف، ومرتديه نظارات «كعب كبايه»، إضافة إلى أفكار ذلك المثقف التي تبدو وكأنها في غاية الصعوبة ومستعصية على الفهم، مايجعل أغلب الشعب العربي تنفر من المثقفين.

غير أن تلك الصورة المروجة ليست صحيحة على الإطلاق، فما المثقف إلا شخص عادي يحمل هموم وأعباء الوطن في صدره، ويعبر عنها عبر قلمه أو ريشته أو المجال الإبداعي الذي ينتمي إليه.

العزلة
وكان من أسوء مااقترفته الثقافة في حق نفسها، التفرقة بين أبنائها حسب الفئات العمرية المختلفة، وتمييز كل فئة عن الأخرى، وتخصيصها بمجموعة من الهبات التي لاتعطى لسواها، لتنشأ خصومة أقرب إلى العداء بين المثقفين كبار السن والشباب، في محاولة لكل جهة من التقليل من الفئة الأخرى، حيث يحتقر المثقف كبير السن، الكاتب الشاب، ويصفه أنه قليل الخبرة وضئيل المعلومات والتشبيهات البلاغية، ومن الجهة الأخرى تجد شباب الكتاب، يروجون لفكرة أن كبار السن «راح عليهم»، وصارت كتاباتهم أقرب إلى الروتينية المملة.

ويصب هذا في تراجع الثقافة العامة، حيث ملَّ الشعب من تناحر كل فئة على الريادة الثقافية، على الرغم من أن الثقافة ليست حكرًا على أحد أو فئة بعينها.
Advertisements
الجريدة الرسمية