رئيس التحرير
عصام كامل

ساخرون.. اعترافات خطيرة لسائق مركب الموت بالوراق

فيتو

بعد تسليم سائق المركب المنكوب بالوراق نفسه إلى قسم الشرطة، تخيلت الأسئلة التي يوجهها إليه مسئولو التحقيق، وردوده عليها، على النحو التالي:-


المحقق: اسمك وسنك؟

سائق المركب: اسمي «أحمد خالد»، وعمري 20 سنة.

س: إيه إللي حصل يوم الواقعة؟

ج: كنا ماشيين في أمان الله، زي كل يوم، لغاية ما الصندل دخل في المركب والكارثة حصلت.

س: وإيه إللي حصل بعد كده؟

ج: نطيت من المركب؟

س: ونطيت ليه؟

ج: العمر مش بعزقة يا باشا.. مش المثل بيقولك إديني عمر وارميني البحر.. آهو دا إللي حصل.. أول ما ليقت المركب هيغرق نطيت منه، وفضلت أعوم لحد ما وصلت للشاطئ.

س: ولماذا هربت ولم تسلم نفسك للشرطة؟

ج: أسلم نفسي لمين يا باشا.. دا أنا لو كنت سلمت نفسي في الوقت ده مكنتش هشوف النور تاني.. ولو الشرطة طلعت كريمة معايا، الأهالي هيقوموا بالواجب وزيادة.

س: أنت متهم مخالفة الشروط والقواعد الخاصة بالنقل النهري، فما قولك؟

ج: شروط وقواعد نقل إيه يا بيه؟ وهو من إمتى وإحنا بنمشي على قواعد ونعمل حساب للشروط وعوامل الأمان؟ يا باشا البلد كلها ماشية على حل شعرها، وكل واحد بيعمل إللي هو عاوزه، ومجتشي يعني على العبد لله.

س: إحنا هنهزر ولا إيه؟

ج: هزار إيه يا باشا.. أنا بتكلم جد والله.. ولا هي مش بتيجي غير على الغلابة إللي زي حلاتي..
س: وهو انت غلبان؟

ج: طبعًا يا باشا.. وأغلب من الغُلب كمان والله.

س: غلبان ومتهم بقتل وإصابة أكثر من «40 مواطنًا»؟

ج: محصلش يا باشا.

س: كل الدلائل ضدك.. متحاولش الإنكار.. وقول الحقيقة عشان نقدر نساعدك.

ج: حاضر يا باشا.. هقول الحقيقة وأمري لله.

س: إزاي حصلت على ترخيص المركب؟

ج: وهو فيه طريقة للترخيص غير الرشوة؟.. الفلوس يا باشا بتفتح الأبواب المقفولة.. الفلوس تيجبلك لبن العصفور.. تشغلك في أحسن وظيفة.. تخليك نائب في البرلمان.. ولا حضرتك مش عارف؟!

س: ودفعت الرشوة دي لمين، ولأي جهة؟

ج: لمين دي، ولأي جهة، متعدش يا باشا.. كان كل إللي بيقابلنا وإحنا رايحين نرخص المركب بياخد إللي فيه القسمة، وكل مرتشي على قد حجمه.

س: الناجين من الغرق أكدوا أن المركب كان لا يوجد به أدوات إنقاذ، وآليات للاتصال السريع بشرطة المسطحات، للتقليل من حجم الكارثة؟

ج: أدوات إنقاذ إيه، وآليات اتصال إيه يا باشا؟ سيادتك بتتكلم عن مركب رحلات نيلي بتاع الغلابة، إللي ما بيصدقوا يشبطوا في أي حاجة رخيصة.. مش زي بتوع البواخر السياحية..

س: انت كمان متهم بعدم الالتزام بالأعداد القانونية المسموح بها، وإجراء صيانة دورية للموتور والأمن الصناعي والحالة الفنية للمركب حرصًا على سلامة المواطنين؟

ج: صحيح يا باشا.. بس وهو مين إللي بيلتزم بالقانون في البلد دي.. ولو سيادتك قولتلي جهة واحدة ملتزمة بالقانون أنا مستعد أحط رقبتي في حبل المشنقة.. يا باشا إحنا ماشيين بمبدأ «ربك هو الحارس».. والمركب لو كانت وصلت بالسلامة محدش كان هيتكلم عن السلامة، والأمن والمتانة.. وبالنسبة للحاجات اللي ذكرتها سعادتك إحنا مش بنلتزم بيها غير لما بنجدد الترخيص، غير كده الكدب خيبة.

س: طيب بتعملو إيه لما يكون فيه تفتيش على المراكب؟

ج: تفتيش إيه يا باشا.. كله بيخلص بالفلوس.. وبعدين إحنا بيكون عندنا علم بموعد التفتيش من قبلها، وكل واحد بيعمل احتياطاته، ولو فيه حاجة ناقصة بـ«نسلك أمورنا» مع المفتشين.

س: فيه شهود عيان بيقولو إنك مكنتش طبيعي وإنت سايق، وكنت بتهزر مع البنات بالليزر لغاية ما حصلت الكارثة؟

ج: يا باشا.. ده «ليزر» كحيان.. زي اللي بيلعب بيه جماهير الألتراس، ويعاكسو بيه حراس المرمى.. وعمرك شفت جون دخل في حارس بسبب «ليزر»؟

س: ما قولك فيما هو منسوب إليك بالتسبب في قتل وإصابة ركاب المركب؟

ج: قتل مين وإصابة مين يا باشا؟.. إنتو عاوزين تشيلوني القضية لوحدي ولا إيه؟

س: تقصد إيه بالكلام ده؟

ج: أقصد إن الناس دي كانت ميتة ميتة.. الحكومة موتتهم بالحيا.. سابتهم للي زينا يبيعوا ويشتروا فيهم.. والأمور بتمشي آخر حلاوة، ولما تحصل كارثة، الحكومة تتنحرر وتصرف لأهلهم شوية فلوس، وتاخد شوية قرارات محدش بينفذها، ولا بيلتزم بيها.. بالظبط زي إللي بيحصل بعد حوادث القطارات والعبارات والسيارات.. تلاقي المسئول بيطلع في التليفزيون يحمر وشه، ويبرق عينه، ويعلي صوته وهو بيقول مش هنسمح بالإهمال ده تاني، ولما يدي ضهره للكاميرا ولا كأن حاجة حصلت!

س: هل لديك انتماءات لأحزاب أو حركات وجماعات سياسية معارضة للدولة؟

ج: انتماءات معارضة للدولة إيه يا باشا.. لو هتبقى كده، يبقى أنا إللي قتلت الناس دي.. وأنا إللي ورا ارتفاع الأسعار.. وأنا سبب الفساد.. وأنا المسئول عن الإهمال في البلد.. وأنا إللي عملت سحر للزمالك عشان يتهزم من الأهلي.. ومستعد أبصم بالعشرة على الكلام ده.
الجريدة الرسمية