رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وماذا بعد غضب الرئيس؟!


كنت أنوي عدم الكتابة مرة أخرى عن مسلسلات وبرامج رمضان التافهة، ولا عن المليار ونصف مليار جنيه التي أنفقت عليها، وتأثيرها السلبي على قيم وأخلاق المجتمع، ولكن حينما يقول رئيس الجمهورية إنه غاضب من دراما رمضان، فهنا يجب أن نعود للكتابة مرة أخرى في هذا الموضوع، ونتساءل وماذا بعد غضب الرئيس؟.. هل هناك جديد سوف يحدث؟.. هل صناع الدراما سوف يتأثرون بغضب الرئيس ويضعون ذلك في اعتباراتهم في الأعمال الدرامية القادمة؟.. وهل غضب الرئيس مثل غضب الآخرين مثل غضبي أو غضب القراء والمشاهدين؟.. وما هو الفرق بين غضب الرئيس وغضب المواطنين؟

المواطنون من حقهم أن يغضبوا، فقط لأنهم لا يملكون سوى ذلك، وليس لديهم سلطة منع هذه الأعمال التافهة، ولكن غضب الرئيس يجب أن يكون له ألف اعتبار، ويتحول إلى إجراء عملي بمنع تكرار هذه المهزلة مستقبلا، وأنا أستطيع القول من اليوم وقبل عام إن دراما وبرامج رمضان 2016، سوف تكون أسوأ من رمضان الماضي؛ لأن صناع هذه التفاهات لا يشغلهم غضب الرئيس ولا حتى مصلحة البلد، ومصطلحات مثل الانتماء والولاء والصالح العام يتاجرون بها ويستخدمونها وقت اللزوم؛ لأكل العيش فقط، ويضربون بها عرض الحائط حينما تتعارض مع مصالحهم وزيادة أرصدتهم في البنوك.

والدليل أن الرئيس كان قد طالبهم بأعمال محترمة، وقال لهم ربنا سوف يحاسبكم على أعمالكم، ومع ذلك لم يستجيبوا وفعلوا ما فيه مصلحتهم فقط، وحتى بعد أن أعلن الرئيس عن غضبه من دراما رمضان هذا العام، يعاد عرضها الآن مرة ثانية في تحدٍ صارخ ليس فقط لغضب الرئيس، ولكن لمشاعر ملايين المصريين، السؤال الأهم الآن هو كيف يتحول غضب الرئيس إلى واقع وإجراء عملي يمنع هذه التفاهات في رمضان القادم؟

الإجابة سهلة جدا، وهي صدور تعليمات صريحة لأصحاب القنوات الفضائية الخاصة بعدم عرضها، وللهيئات الحكومية وبنوك وشركات القطاع العام، بعدم عمل إعلانات داخل هذه الأعمال، لو حدث ذلك فإن منتجي الأعمال الهابطة سوف يشربونها ويتخرب بيوتهم ولن يفعلوها مرة أخرى، وهذا لا يعتبر ضد حرية الفن والإبداع بل تدخل الدولة هنا مطلوب، وسوف يجد دعما قويا من الشعب؛ لأنها تحميه من الإسفاف وتحافظ على قيمه وأخلاقه؛ ولأن القنوات الفضائية كلها مشاكل فلن تخالف التعليمات ولن تذيع هذه الأعمال الهابطة.

وبذلك يتحول غضب الرئيس إلى إجراء عملي، ولا يكون مثل غضب المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة، كلام الرئيس وغضبه يجب أن يكون له ألف حساب، ويترجم إلى قرارات ليس فقط في الدراما والإعلام، ولكن في كل المجالات.
Advertisements
الجريدة الرسمية