رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رقصة الموت الأخيرة لأردوغان!


أردوغان الذي رفض قبل أشهر - ولو صوريا - الاشتراك في التحالف الدولي ضد داعش وطلبوا منه استخدام المطارات التركية - ولو شكليا - في ضربات التحالف ورفض أيضًا.. كان في حاجة إلى مبرر مقنع ليبدأ حربه ضد الأكراد؛ لإجهاض مشروع الدولة الكردية التي وعدت وتعهدت بها أمريكا في العراق وتتردد فيها في تركيا لأسباب تتعلق بخدمات أردوغانية في المنطقة..


سيبدو الهدف من موافقة تركيا على السماح لأمريكا باستخدام قاعدة "إنجريلك" العسكرية التركية فيما يسمى بالضربات ضد داعش، بينما الهدف الحقيقي أن تحقق تركيا ثلاثة أهداف مهمة لأردوغان هي: تصدير الأزمة الداخلية التي توشك على الانفجار إلى أزمة خارجية تتيح له مخالفة كل قواعد لعبة الديمقراطية في بلاده، وكذلك تتيح له الاستمرار في الموقف التركي الداعم للإرهاب في سوريا، إذا ما نجحت الجهود الروسية المصرية في تغيير الموقف الخليجي من الأزمة هناك.. وهنا يبرز الهدف الثالث وهو ما تردد عن منح القوات الأمريكية حق تحديد مناطق حظر طيران في الشمال السوري، كما حدث في العراق، وستبدو شكليا أنها للحرب على داعش ودعم التنظيمات المناوئة لها على الأراضي السورية، بينما سيكون الهدف الحقيقي منع الجيش السوري من الميزة الأساسية التي يتمتع بها في مواجهة العصابات الإرهابية المسلحة، التي تثمر الآن بالفعل عن تحرير مساحات واسعة من الأرض في الطريق إلى تحرير مدينة "تدمر" الأثرية المهمة، التي نتوقع تحريرها خلال أيام على الأكثر!

ويبدو - منطقيا وتاريخيا وسياسيا - أن ثمة طرف لن يتراجع عن هدف إسقاط سوريا بأي حال، هي إسرائيل.. ولذلك فأردوغان يواصل تقديم خدماته لحلفه الثلاثي مع إسرائيل وأمريكا، وهو الحلف الأصيل المتسبب في الأزمات العربية كلها، والمستفيد منها ضمن خطة إعادة ترسيم المنطقة، وبالتالي فخلاف تركيا مع داعش صوريًا لا معنى له وخصوصًا أن الإرهابيين يتدفقون حتى اللحظة من عند أردوغان إلى سوريا والعراق، وبالتالي فالأكراد في كل من سوريا والعراق ذاهبون إلى المعركة ضد أردوغان بكل قوة، وهو ما سيدفع أردوغان إلى مزيد من القمع الذي سيقابل بالسيارات المفخخة والعمليات العسكرية على الحدود والتظاهر السلمي الذي سيقابل بدوره بكل العنف الأمني الأردوغاني الممكن، ووسط كل ذلك سيفشل الجميع في تركيا في تشكيل الحكومة الجديدة، والحل سيكون في الدعوة إلى انتخابات مبكرة يكون تزويرها هو الحل؛ للعودة إلى أغلبية مزيفة لحزب أردوغان..

وهنا تركيا إلى مزيد من الاضطرابات، وربما تتصاعد إلى حد تدمير تركيا ذاتها، أو أن يتدخل الجيش التركي ويوقف مهازل أردوغان إلى الأبد!!

إنها رقصة الموت الأخيرة لأردوغان.. فتابعوها!
Advertisements
الجريدة الرسمية