رئيس التحرير
عصام كامل

ربيع الشيعة.. في الشرق الأوسط


يمكن وصف الاتفاق الذي جرى إبرامه مع إيران حول برنامجها النووي مؤخرا بأنه إعلان بانطلاق ما يوصف بـ "ربيع الشيعة في الشرق الأوسط".

أكبر المستفيدين من الاتفاق هي إيران، ومن ورائها شيعة المنطقة.. فبالتأكيد هناك بنود سرية، وتفاهمات غير معلنة في الاتفاق التاريخي.. وبعد أن أيقنت واشنطن من فشل خططها لتثبيت أقدام "الإخوان" في مصر، أملا في بسط نفوذ الإسلاميين السُنة في المنطقة، لجأت إلى ورقة الشيعة، وعدّلت من استراتيجيتها لتصبح طهران هي رأس الحربة الجديد، أو – كما وصفها الكاتب البريطاني – شرطي الخليج الجديد.


ولو لم يجانب هذا التفسير الصواب، لكان علينا أن ننتظر اشتعالا للحروب والصراعات الدائرة، على الحدود اليمنية – السعودية، وفي الشمال ضد "داعش"، وفي سوريا.. وأيضا في ليبيا، فيما لن تتوقف الحرب ضد الإرهاب في مصر.. قد تخفت قليلا مع رجحان كفة الجيش والشرطة، لكن ذلك لن يرضي قطر وتركيا اللتين لن يكفا عن دعم الإرهابيين.

في الوقت ذاته ستضطر الولايات المتحدة للقبول ببقاء نظام الأسد في سوريا، ولو مؤقتا، إلا أنها لن تسمح بسقوط "داعش" بل ستحافظ على استمرار التنظيم الدموي كورقة ضغط وفزاعة لإيران والشيعة.. ومن ضمن نتائج هذا التحليل – لو صح – استمرار الحرب على ضفاف اليمن؛ إرضاء لإيران، من جانب، واستنزاف قواها، من خلال الدعم المستمر للحوثيين، واستنزاف السعودية أيضا، من جانب آخر.
الجريدة الرسمية