في البحث عن التميز
توماس إديسون، من منا لم يسمع يومًا عن ذلك المخترع الذي بفضله نعيش اليوم بفضل اختراعه للمصباح الكهربي، توماس إديسون لم يتمكن للوصول إلى هدفه من أول مرة لكن فشل أو دعونا نسميها حاول 99 مرة وفي المرة المائة استطاع أن يحقق هدفه وأن يصل إلى حلمه وهو المصباح الكهربائي.
لماذا نسميها محاولات ولا نسميها فشلا ؟! الفشل هو ألا تتعلم من المرات التي سقطت بها ولكن المحاولات هي أن تتعلم فتصبح لديك مرونة فتبتكر فتصل للنجاح.
تخيل معي لو أنك بعد يوم عمل شاق للغاية وأنت متجه إلى بيتك الذي يمكن أن تصل إليه من خلال طريقين الأول وهو المختصر لكن يومها وجدت أن بذلك الطريق كلبا كبيرا وضخما ومن الممكن أن يهاجمك، والثاني طويل لكن لا يوجد به كلب وأنت معتاد دائمًا أن تصل إلى بيتك من خلال المختصر فماذا سوف تقرر ؟؟ ستقرر أن تجتاز في الطريق الذي أنت معتاد عليه ومن الممكن أن يهاجمك الكلب أم أن تسير في الطريق الطويل لكن لم يكن به الكلب ؟؟ بالتأكيد الذي لم يكن به الكلب وذلك القرار يعتبر مرونة لأنك قررت أن تتغير لتضمن الوصول إلى هدفك وهو المنزل.
في سنة 1973 ألف الكاتب الأمريكي (توم بيترز) كتابا بعنوان (In Search of Excellence) ( في البحث عن التميز) وفي ذلك الكتاب استعان بنموذج بشري مكون من مائة شركة عالمية وقال بأن تلك الشركات ستظل الرائدة لمدة كبيرة جدًا ويجب دائمًا أن نسير وراءهم إذا أردنا التميز لكن بعد 20 عاما جاءت مجلة النجاح أو (success magazine) أجرت بحثًا عن تلك الشركات فوجدت أن 80% من تلك الشركات اختفت من الحياة العملية أو الأسواق ببساطة لأنها اعتمدت على أنها متميزة الآن فستستمر في تلك المرتبة إلى الأبد فلم تجدد من نفسها فصارت قدرتها على المنافسة ضعيفة فبدأت بالاختفاء.
يجب دائمًا أن تبتكر وأن يكون لديك القدر الكافي من المرونة حتى تسطيع مواكبة ما يحدث حولك من منافسات وابتكارات تحدث كل يوم وإلا ستشهر إفلاسك معنويًا قبل أن يكون ماديًا.
Twitter: @PaulaWagih