رئيس التحرير
عصام كامل

الصحافة والإخوان.. دونت ميكس

 جماعة الإخوان الإرهابية
جماعة الإخوان الإرهابية

كانت الصحافة المصرية طوال تاريخها وحتى الآن، في مقدمة القوى المجتمعية والسياسية التي تدافع عن حرية الصحافة وعن استقلال الوطن، ولم تتوقف يومًا عن أداء هذا الدور على الرغم من كل الضغوط التي كانت تمارس عليها ومحاولات قمعها أحيانًا على مختلف العصور.


وعلى مدى عام حكمت فيه جماعة الإخوان الإرهابية مصر منذ 30 يونيو 2012، كانت الصحافة المصرية على موعد مع محاولات لقمع حريتها وكتم صوتها بالترهيب والتهديد بالقتل أحيانًا، بل ووصلت للقتل بالفعل كما حدث مع الشهيد الحسينى أبو ضيف الذي اغتالته ميليشيات الجماعة بمحيط قصر الاتحادية، بعد 6 أشهر فقط من تولى الرئيس المعزول محمد مرسي مقاليد الحكم بالبلاد.

فقد شهدت الصحافة حالة من الاشتباك مع جماعة الإخوان منذ أن اشتبكت ميليشيات الجماعة مع القوى الثورية والسياسية في ميدان التحرير في جمعة كشف الحساب بعد مرور 100 يوم على حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وقد كان لكاميرات الصحفيين النصيب الأكبر من المنع والاعتداء من قبل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، واستمرت تلك الاعتداءات بتشكيل لجان إلكترونية متخصصة في مهاجمة الإعلاميين والصحفيين عبر مواقع التواصل الاجتماعى، بالإضافة لتسخير قنوات الجماعة التي كانت تبث قبل 30 يونيو 2013، لمهاجمة الإعلاميين والصحف.

ومن أبرز الهجمات التي تعرضت لها الصحافة المصرية في عهد الإخوان، كان تصريح مرشد جماعة الإخوان محمد بديع، حينما اتهم الصحفيين بأنهم سحرة فرعون، بعدما تزايد هجوم الصحافة على ممارسات الجماعة وكشف حقيقة سيطرة مكتب الإرشاد على مقاليد الحكم، وأن قرارات الرئيس المعزول محمد مرسي كانت تصدر من مكتب الإرشاد بقيادة محمد بديع مرشد الإخوان وخيرت الشاطر نائبه الأول، والعقل المدبر لكل أحداث العنف التي شهدتها مصر خلال حكم الإخوان وما بعدها.

وكان الصحفيون على موعد مع حدث من أهم وأبرز الأحداث التي تعرضت لها الجماعة الصحفية في عهد الرئيس المعزول، وهو يوم 5 ديسمبر 2012، حيث نظمت القوى السياسية مظاهرات أمام قصر الاتحادية واعتصامات قامت ميليشيات جماعة الإخوان بفضها لتبدأ الاشتباكات التي استمرت طيلة الليل، وسقط خلالها شهيد الصحافة الحسينى أبو ضيف الذي أصيب بطلق ناري أدى لوفاته بعدما ظل في المستشفى حتى صعدت روحه وتوفى في 12 ديسمبر بمستشفى قصر العيني متأثرًا بإصابته.

ومع الأيام الأخيرة لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي، تواردت أنباء سربت من داخل الجماعة عن وجود قوائم بالاعتقال لعدد كبير من النشطاء والقوى السياسية، ولم تكن الجماعة الصحفية بمعزل عن تلك القوائم، فقد شملت قوائم الجماعة الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق، وضياء رشوان نقيب الصحفيين الأسبق، وعددا من الكتاب والصحفيين منهم جمال فهمى وإبراهيم عيسى وعبد الله السناوى وعبد الحليم قنديل والكاتب الصحفى عصام كامل رئيس تحرير فيتو ووائل الابراشى ويسرى فودة ومحمود سعد، وقد تحولت تلك القائمة عقب سقوط حكم مرسي، إلى قائمة اغتيال بعدما بدأت الجماعة في انتهاج العنف عقب فض اعتصاميها بميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر، وذلك لأن الجماعة اعتبرت الصحفيين أحد أهم الأعداء الذين كان لهم دور بارز في سقوط تلك الجماعة.
الجريدة الرسمية