رئيس التحرير
عصام كامل

متر في متر


حبيبي هو أنت مش ناوي تتقدم؟
لسه أنا بكون نفسي..
على مهلك بس أنا عايزة شقة تكون ٢٠٠ متر..

من زمان والمتر بقى هو المقياس، هو إللي بيقود العلاقة في أي موضوع، المتر بقى هو دريكسيون حياتك، يعني لازم يكون مكتبك كبيرا جدًا ويكون كذا متر، ولما تسكن في شقة لازم تكون قد المقام، وتكون كذا متر، ولما تيجي تدفع فلوس لأي مكان، لازم تشوفه يسوى كام متر، ولو عملت مصيبة وروحت في حديد، هتفضل تردد جملة بتقول "اتصرف يا متر"!


أصبح شيئا مهما جدًا، أنك تسعى في حيازة كذا متر في حياتك، عقارات، أراضي، شركات مش فارقة، المهم المتر.

بقينا نهتم بوحدة القياس، وبننسى هنقيس أيه، بنهتم بالموضوع دون الدخول في تفاصيله، عينينا دايمًا بتشوف التباهي وبس، لكن مش بنفكر هنتباهي بأيه أو حتى ليه؟!

أصبح المتر زيه زي العربية والموبايل واللاب توب والتيشرتاية البراند، والجزمة الواو، والساعة إللي ماحصلتش.

العديد من الناس بقى بيتعامل مع كل الحاجات دي على أنها مقياس، وتناسى أنها مُجرد وحدة للقياس.. الفكرة أننا لازم نركز، بنقيس أيه، وهو الإنسان.

الإنسان ده حد مهم جدًا، وربنا هو إللي قال كدة مش أنا، مش لازم يكون موبايله أحسن نوع، ولا لبسه أغلى لبس، مش شرط ريحته تجلجل المكان لما يخش أصله غالي!

كل دي حاجات تُسمى "إكسسوارات"، بلاش تهتموا بأنكم توسعوا الشقة والفيلا وتتعاملوا بالمتر، فتحوا قلوبكم وافرحوا وخليه أوسع من متر في متر!
الجريدة الرسمية