رئيس التحرير
عصام كامل

صناعة الفزاعات فى دولة «محمد مرسى»


الفاشلون عندما يشعرون أن سقوطهم أصبح قريبا جدا يحاولون بكل قوة توصيل رسائل عديدة للقوى التى تدعمهم داخليا وخارجيا أنهم صناع الاستقرار والأمان، وأن خروجهم من السلطة سيخلق كيانات متطرفة لا أحد يستطيع السيطرة عليها، خصوصا فى حالة المشهد المصرى الذى يعانى حالة كبيرة من الاستقطاب السياسى، وتجرى عملية سيطرة إخوانية سريعة على الدولة المصرية.


ولكن المهم: لماذا تريد وتحاول الجماعة إيهام الجميع داخليا وخارجيا أن الخطر قادم وأنهم الوحيدون القادرون على السيطرة علية بكل قوة؟ فهل يريدون ضمان الدعم الأمريكى مقابل الحفاظ على أمن وسلامة إسرائيل؟ أم يريدون تفزيع المواطنين فى مصر بأن الإرهاب والفوضى قادمين لولا قيادتهم الحكيمة وسيطرتهم على جماعات العنف والدم التى تتربص بمستقبل الدولة المصرية وتريد إغراق مصر فى بحور من الدم والفوضى؟

فى عصر مبارك كان يرسل رسائل للعالم أن الإسلاميين هم مصدر الإرهاب والتطرف، وهو الوحيد القادر على قمعهم وحفظ العالم من شرهم، كما كان يردد، ولكن المصيبة الكبرى أن جماعة الإخوان المسلمين تمارس نفس الفعل، وكأنها تسير على درب مبارك فى إيهام العالم أنها القوة الوحيدة القادرة على حفظ الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، والدلائل على رؤيتى أن نظام الإخوان برعاية الدكتور مرسى يخلق فزاعات جديدة لتخويف الداخل والخارج طلبا لدعمهم ومنها:

تصريحات عديدة للقيادى السلفى الشهير حازم صلاح أبو إسماعيل أن مصر تتعرض لمؤامرة أمريكية كبرى، وأنها الشيطان الأعظم الذى يعبث بالمنطقة ويريد وأد المشروع الإسلامى، وأنه يرفض التبعية الأمريكية ويهاجم الرئيس مرسى على حفاظة على العلاقات مع إسرائيل واحترام اتفاقية كامب ديفيد والأهم هو هجوم أبو إسماعيل على الهدوء الأمنى على الحدود بيننا وبين إسرائيل، وكأنة يرسل رسالة للجميع أمريكا وإسرائيل هم أعداؤنا ويجب علينا قطع العلاقات معهم، ولكن الأهم هل ترك الرئيس مرسى لأبو إسماعيل عقد مؤتمرات والحشود وتصريحات من هذا النوع، هى وسيلة ليرسل رسائل لأمريكا وإسرائيل ادعمونى وإلا القادم مدمر وبشع أم ماذا؟

لماذا الصمت الرئاسى غير المبرر على وجود جماعات جهادية فى سيناء بالقرب من الحدود الإسرائيلية، والجميع يعلم أن سيناء أصبحت مركزا مهما للعائدين من أفغانستان، وتنظيم القاعدة يعمل بشكل واضح فى جبال ودروب سيناء، وتعالت رايات تنظيم القاعدة عدة مرات، فهل الرئيس يترك ذلك ليقول للعالم فى حالة خروجنا من الحكم لا بديل أمامكم سوى الدخول فى عمليات عنف وجهاد ضد إسرائيل أم ماذا؟

عدم تقديم حلول للمشاكل الأمنية فى مصر فى ظل تصاعد لغة الغضب بين الشرطة والرئاسة يدلل على شيء هام، وهو أن الرئاسة إما غير قادرة على احتواء الأزمة أو أنها تريد ذلك فعلا لتستخدمة ذريعة لتقول للشارع: الفوضى قادمة ونحن نحاول حل الأزمة. فتنتشر السرقات وأعمال البلطجة والإرهاب النفسى للمواطنين، فدولة بلا أمن بلا مستقبل، فهل تستخدم الدولة الغياب الأمنى فزاعة جديدة فى وجه المصريين تحت عنوان: إما نحن أو الفوضى.

ارجموا المعارضة فهى سبب الانهيار الاقتصادى والفوضى الأمنية وهروب الاستثمار، هكذا الحكومة، تريد أن تفزع المواطنين من المعارضة، فهى من وجهة نظر الرئيس السبب الرئيس فى انهيار الاقتصاد المصرى، وكأنهم لا يتعلمون السياسات والقرارات الحكيمة هى الحل الحقيقى لكل مشاكل مصر، وليس خلق فزاعات جديدة لخداع الشعب وتضليلة.

على الرئيس وحكومتة العمل على سيادة دولة القانون، والعمل على تحقيق مبادئ الثورة وأهدافها بدلا من سياسة التفزيع وتضليل الشعب المصرى.
الجريدة الرسمية