رئيس التحرير
عصام كامل

جريمة طبية بالشرقية.. خطأ طبي حول«هالة» لأنقاض امرأة في أول يوم«أمومة».. جرعة بنج زائدة أثناء الولادة سببت لها شللا.. الطب الشرعي أثبت كارثة الطبيب.. والأم لـ«السيسي»: عا

فيتو


استمرارا لحالات الإهمال الطبي التي تشهدها العيادات الخاصة والمستشفيات، تسبب طبيب نساء في حرمان سيدة لم تتجاوز الـ 25 من عمرها، من حياتها الطبيعية، بسبب خطأ منه أصابها بتلف بالمخ وضمور بالأطراف، وبدلا من أن يعطيها حياة جديدة في أول يوم لها كأم، يحولها لعظام متراكمة على كرسي متحرك.


يقول "فايز عبد الفتاح المراكبي"52 عاما، ويعمل فني كهرباء، والد الفتاة "هالة" 24 عاما حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية وموظفة بالتربية والتعليم ضحية الإهمال الطبي بمدينة أبوحماد ":" مكنتش أتخيل يوما أننى سأكون أحد هؤلاء المبتلين، الذين حملوا فلذات أكبادهم وأجساد بناتهم طوعا أو كرها؛ ليضعوها تحت رحمة من لايرحم وتحت يد من لايعلم، ومن لايراعى لمهنة الطب أصولها وأمانتها فيعبث بأرواح الخلق وأبدانهم، وهو مطمئن أن يد العدالة لن تطوله؛ لانعدام المساءلة والرقابة والمتابعة؛ واستغلالا لمهارة لاتبارى في إخفاء الجرم ولجهل الناس بحقوقهم أو بإثباتها .

يروي الأب المكلوم تفاصيل ماحدث لابنته " كانت ابنتي تتردد على إحدى العيادات الخاصة المملوكة لـ"أيمن س و"طبيب نساء وولادة، ومدير مستشفى حكومي حاليا، وعند تمام الحمل أخبرهم بأن موعد ولادتها في الغد، وذلك في شهر ديسمبر عام 2013 م، وأن ولادتها ستكون عن طريق الجراحة القيصرية.

ويضيف، توجهت أنا وابنتي وبرفقتنا زوجها وعمها وعدد من أفراد الأسرة والعائلة، إلى عيادة المذكور وبعد إجرائه الكشف عليها طلب الانتظار لحضور طبيب التخدير وعند حضوره دخلت ابنتي غرفة العمليات بداخل العيادة، وبعد فترة رأينا طبيب التخدير ويدعى"عصام" خارجا من الغرفة وقد انجبت ابنتي "ولدا" تسلمناه من الممرضة، وبقيت ابنتي بحجرة العمليات فترة غير طبيعية، ثم فوجئنا بالطبيب يخرج من غرفة العمليات مرتبكا وأخبرنا أنه يحتاج أن يحقن ابنتي بنوع من الدواء، وقد رفض أن يعطينا بيانه لنحضره له وغادر العيادة تاركا ابنتي بالغرفة، ثم عاد وحقنها بتلك الحقنة، وبعد فترة أخرى خرج وهو في قمة الارتباك؛ ليخبرنا بأن ابنتي تحتاج لنقلها من عيادته وتحويلها المستشفي العام؛ لعمل تنفس صناعي لها وقام بنقلها لمستشفي أبوحماد العام، وابنتي في حالة غيبوبة تامة وضربات قلبها غير محسوسة ولامسموعة، ولما شعرنا بتدهور حالتها قمنا بنقلها إلى مستشفى الدكتور حمدي السيد الخاص بمدينة الزقازيق، لمدة يومين ونصف ثم نقلتها إلى مستشفى التيسير الدولي الخاص.

وهناك علمت بعد إخضاعها لفحص دقيق أن ابنتي تم إعطاؤها جرعة زائدة من المخدر"البنج"، مما أدخلها في غيبوبة تامة ترتب عليها عجز شديد في أطرافها الأربعة، وقصور في الدورة الدموية واتلاف في المخ انتهى بعاهة مستديمة ناتجة عن خطأ، وإهمال طبي جسيم مشترك بين كلٍّ من طبيب النساء والتخدير، الذي استعان به في إجراء الجراحة القيصرية لابنتي في عيادته والتي تبين أنها غير مؤهلة لإجراء مثل هذه الجراحات.

وتابع: إزاء تدهور الحالة واجهنا الطبيب بما فعله في حق ابنتي من خلل وخطأ مهني وطبي جسيم إلا أنه تنصل من فعلته، وقال لنا إنه بذل كل مافي وسعه في سبيل تدارك الكارثة التي الحقها بابنتي .
مٌشيرا إلى أنه تم عرض ابنته على الطب الشرعي بالزقازيق الذي أدان طبيبي النساء والولادة والتخدير حيث كشف تقرير الطب الشرعي عن وجود إهمال طبي، وأخطاء أخرى في الواقعة مليئة بالأخطاء الطبية، والخروج عن القواعد الطبية.

وينهى الأب حديثه بنبرة حزن: أنا لدي 5 فتيات أكبرهم هبة وأصغرهم ابنتي أسماء في الصف السادس الابتدائي، ولكن مرض هالة حطمنا أنا ووالدتها، فابنتنا تحولت لأنقاض امرأة.

فيما قاطعته زوجته الحاجة فايزة " والدة هالة " قائلةً: "حسبنا الله ونعم الوكيل في كل طبيب مش بيراعي ربنا في شغله، بنتي كانت بدر منور وكانت دايما بتحب تضحك وتهزر، كانت فرحتنا وسط البيت، المفتري حولها لمجرد عضم قاعد على كرسي متحرك منه لله دمرها ودمرنا معاها وكسر قلبنا".

وتابعت الأم، "كلنا في البيت ضحكتنا ضاعت من يوم اللي حصل لهالة، ويوم المصيبة دي كنت فرحانة وسعيدة إني هشيل حفيدي بين إيديا وخاصة أنه هيكون ابن هالة اللي كلنا بنحبها، وبنعتمد عليها، لكن منه لله الدكتور لم يكمل لنا فرحتنا ".

وأضافت الأم، أنا عايزة الرئيس السيسي ووزير الصحة يجبولي حق بنتي، الدكتور ضيع لها حياتها وهتفضل طول عمرها على كرس، ومش بتقدر تتكلم، وابنها هيتربى على إيد واحدة تانية".
الجريدة الرسمية