رئيس التحرير
عصام كامل

المؤامرة الصهيونية على مصر.. وزراعة الإرهاب !!


شهدت مصر خلال الأربعة عقود الماضية وبعد انتصارها في حرب أكتوبر مؤامرة كبرى لتدمير جيشها المنتصر كمقدمة لتقسيم وتفتيت مصر، يليها الانقضاض على الأمة العربية بعد أن يكون قد تم تدمير الجيش العربي العراقى والجيش العربي السورى، ودائمًا كانت مصر وجيشها هما الهدف الأول لأى مؤامرة دولية على الأمة العربية، فمصر هي القاطرة التي تجر وراءها الأمة كلها، فإذا كانت مصر متعافية كانت الأمة بخير وإذا مرضت مصر أصاب الوهن والضعف الأمة كلها، ولذلك أدرك الأمريكان والصهاينة الأمر جيدًا فسعوا لمحاولة فصل الرأس عن الجسد، فوجدوا ضالتهم في ذلك الرجل الضعيف الذي جاء رئيسًا لمصر في غفلة من الزمن وهو السادات الذي قام منذ اللحظة الأولى بتنفيذ أوامر السيد الأمريكى وتابعه الصهيونى.


حيث قال قولته الشهيرة إن 99% من أوراق اللعبة في يد الأمريكان فرهن بذلك مصير الوطن بإرادة سيده الأمريكى، الذي بدأ في تنفيذ مخططه الجهنمى، حيث أمر السادات بالتخلى نهائيًا عن القطب الآخر في العالم في ذلك الوقت وهو الاتحاد السوفيتى فقام بطرد الخبراء الروس الذين ساعدوا مصر في بناء نهضتها خلال فترة الستينيات، ثم طالبوه بإخراج الجماعة الإرهابية من السجون والمعتقلات والسماح لهم بالانتشار داخل ربوع الوطن، فانتشروا كالسرطان في الجسد، ثم طالبوه بالتخلى عن نصر الجيش في أكتوبر ووقف إطلاق النار، ثم الدخول في مفاوضات مع العدو انتهت بما عرف بكامب ديفيد، وهى اتفاقية الخزى والعار التي منحتنا أرض سيناء دون سيادة عليها فلا يحق لنا تنميتها ولا يحق لجيشنا دخولها.

ومات السادات بعد أن دمر مصر على كل المستويات، فصناعة القرار تتم في واشنطن وتل أبيب، وجيشنا لا يمكنه الدفاع عن سيناء، وشعبنا أصبح فريسة سهلة يتلاعب بها أصحاب الفكر التكفيرى.

وجاء مبارك ليستمر على نهج السادات ولمدة ثلاثة عقود كاملة تمكن من خلالها الأمريكان من تنفيذ مشروعهم وخطتهم الجهنمية، حيث تم ربط الاقتصاد المصرى بالاقتصاد الرأسمالى العالمى، وأصبحت مصر دولة تابعة اقتصاديا، وبناءً على هذه التبعية فقدت مصر قرارها السياسي وتدهورت الأوضاع الاجتماعية للغالبية العظمى من شعب مصر ووصلت نسبة الفقر إلى ما يقرب من 70%، وخلال هذه السنوات تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من زرع عصابتها الصهيونية التابعة للرئيس المخلوع حسنى مبارك.

ولم يستطع الشعب المصرى التحمل فخرج ثائرًا على عصابة مبارك الصهيونية وأطاح بها، وعاد الشعب في انتظار حصاد ثورته، فما كان من الولايات المتحدة الأمريكية إلا ودفعت بجماعتها الصهيونية الإرهابية ورجلها محمد مرسي، ولم تسعد أمريكا طويلا، حيث استرد الشعب المصرى وعيه سريعًا وخرج ثائرًا على عصابة المعزول محمد مرسي وأطاحت بهم خارج فناء السلطة، وفى هذه الأثناء تعالت الأصوات الوطنية التي فضحت المؤامرة وأكدت أن المستهدف هو تقسيم وتفتيت مصر بواسطة المشروع الأمريكى الصهيونى وما عصابة المخلوع وعصابة المعزول إلا أدوات في يد هذا السيد الأمريكى يلعب بها كما يشاء من أجل تدمير مصر وجيشها.

وهنا جاء الوعى الشعبى ليطالب قائد الجيش بتولى أمورهم ويقدم له تفويضًا لمكافحة الإرهاب المتمثل في عصابتى المخلوع والمعزول الصهيونيتين، وجاء الرجل وبدأ في محاولة إجهاض المخطط الأمريكى الصهيونى لتقسيم وتفتيت مصر ونجح ومعه الشعب المصرى في محاصرة الجماعة الإرهابية الصهيونية، لكنه لم يستطع حتى الآن في مواجهة عصابة مبارك الصهيونية، وفى ظل هذه المعركة المزدوجة ضد أذرع المشروع الأمريكى الصهيونى، قامت جماعة المعزول الصهيونية بعمليات يائسة ضد جيشنا بسيناء بدعم من العدو الصهيونى الذي يمدها بالمال والسلاح.

لذلك لابد من مواجهة شاملة لتفكيك المؤامرة والقضاء على عصابتى المخلوع والمعزول، وليعلم الرئيس السيسي أن شعب مصر معه وخلف جيشه، وعليه ألا يعتمد على جماعة المخلوع في حربه مع جماعة المعزول، فكلاهما ذراع صهيونية، لكن عليه أن يعتمد فقط على شعبه، وليتذكر قول "الحجاج بن يوسف الثقفى" لطارق بن عمرو يوصيه بالمصريين فقال:

«لا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم، فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه، فإياك وغضبهم فلا تشعل نارًا لا يطفئها إلا خالقهم، وانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض واتق فيهم ثلاثًا، نساءهم فلا تقربهن بسوء وإلا أكلنك كما تأكل الأسود، وأرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم، ودينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك».

هذا هو شعب مصر الذي يقف الآن خلف جيشه في معركته الشرسة ضد المشروع الأمريكى الصهيونى وعلى استعداد تام لتفكيك المؤامرة وحصد كل رءوس الإرهاب وتجفيف كل منابعه سواء بسيناء أو بالداخل، فلا تخذلهم فهم لم يخذلوك، اللهم بلغت اللهم فاشهد.
الجريدة الرسمية