رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عن الصحفيين ونقابتهم أتحدث !!



المأساة التي تعيشها نقابة الصحفيين انعكاس للمأساة التي تعيشها مهنة الصحافة.. ما يقرب من سبعة آلاف صحفي مقيد بجدول النقابة، ٩٠٪ منهم على الأقل لا يتعايشون بكرامة من ممارسة المهنة ولا تكفيهم المرتبات الهزيلة التي يتقاضونها لتلبية أبسط الاحتياجات الحياتية، والغالب من أولئك الزملاء شبه عاطلين، ولكنهم صابرين وساكتين على الصدقة غير المخفية التي تدفعها لهم الدولة تحت مسمي البدل الصحفي، صابرين أيضا على فشل إدارات المؤسسات التي يعملون بها في علاج المشكلات المتراكمة منذ عشرات السنين وكذلك على فشل مواجهة المشكلات التي تتضاعف يوما بعد يوم نتيجة عدم مواكبة التطور الذي تشهده مهنة الصحافة على مدي اللحظة !


هناك صحفيون أتعس حالا من أولئك، إنهم صحفيو الجرائد الحزبية الذين تجاوز عددهم ٢٥٠ صحفيا تقطعت بهم أسباب الحياة، بعد أن توقفت الجرائد التي يعملون بها عن الصدور، بعد أن ماتت الأحزاب التي كانت تُصدر تلك الصحف، أولئك الزملاء دخلوا في اعتصام مفتوح داخل مبني نقابة الصحفيين، وللأسف لم يجدوا من يحنو عليهم، أو يحاول أن يجد لهم حلا يتيح لهم ممارسة المهنة من جهة ويعفيهم من احتراف التسول لإعاشة أسرهم من جهة أخرى.

أيضا هناك المئات من الزملاء الصحفيين في العديد من الصحف الخاصة، وبالأخص جريدتي المصري اليوم والشروق، تم إنهاء خدماتهم وأصبحوا بين ليلة وضحاها في الشارع، وهناك زملاء لهم، ولنا، يقتربون شيئا فشيئا من نفس المصير!

أمام هذه المأساة التي يعيشها غالبية الصحفيين يقف مجلس نقابة الصحفيين متفرجا عاجزا عن اتخاذ أي إجراء فعال لنجدة أو إنقاذ زميل أو زميلة أصبحت عاطلة وعالة على المجتمع، رغم أن جموع الصحفيين يكونون فئة من بين الفئات التي تضطلع برسالة مهمة في التنوير وتشكيل وجدان الرأي العام !

مجلس نقابة الصحفيين الحالي، شأنه شأن المجالس السابقة وخصوصا بعد ثورتي يناير ويونيو، لا يزال بكل أعضائه، ولهم كل الاحترام على المستوي الشخصي، لا يزالون مصرين على إدارة ظهورهم للمآسي التي تعانيها المهنة ويعانيها غالبية الصحفيين، ويقومون بإحياء الأنشطة والفعاليات التي تحركها الشعارات الفارغة، ولم نر من مجلس النقابة أية محاولة لا تدخل لضبط الأداء الصحفي !

واليوم - الثلاثاء - أعلنت لجنة الحريات أنها سوف تعقد اجتماعا، سبقته بحملة ترويج واسعة، لإعلان رفض اللجنة لبعض مواد مشروع قانون الإرهاب، وللأسف كشفت هذه الدعوة عن خروج الجماعة الصحفية عن الإجماع المعتاد بين الصحفيين ومجلس نقابتهم، فمن يتابع مقالات الرأي والعديد من الصفحات والحسابات الخاصة لكثير من الصحفيين على شبكات التواصل الاجتماعي، يلاحظ أن هناك اتجاها واسعا بين الصحفيين يرفض دعاوي لجنة الحريات وبعض أعضاء مجلس النقابة لإسقاط المواد محل الانتقاد داخل مشروع قانون الإرهاب، وبرر أولئك الرافضون لمساعي النقابة اعتراضهم، بأن قالوا ما هو سر انتفاضة مجلس النقابة ضد مواد تجرم نشر الشائعات وترويج بيانات لجماعات إرهابية !

وهناك من تساءل كذلك عن سبب انعدام أي دور للنقابة في محاسبة أي عضو متجاوز من أعضائها، ولماذا لم تبادر النقابة بتطبيق ميثاق الشرف الصحفي مرة واحدة، رغم السيل الجارف من التجاوزات التي ثبتت بحق الكثير من الصحفيين !

وأنا من جانبي لا أتعاطف بأي صورة مع أي كيان يبادر دائما إلى البحث عما يعتقده حق ولا يبادر أبدا بأداء الواجب الملقي على عاتقه.. أن حرية الرأي وحرية ممارسة مهنة الصحافة غاية نتمناها ونسعي جميعا لانتزاعها، ولكن هذه الحرية لا يجب أبدا أن تكون مطلقة وبلا حدود، فالحرية المطلقة مفسدة مطلقة!. 
Advertisements
الجريدة الرسمية