رئيس التحرير
عصام كامل

عن السبب الحقيقي من هجوم الأربعاء الفاشل !


ماذا كان سيحدث لو نجح الإرهابيون في مخططتهم الأربعاء الماضي؟ أي ماذا سيكون الحال لو نجح الإرهابيون في احتلال الشيخ زويد؟ للإجابة عن السؤال ينبغي القول إن الشيخ زويد مدينة تقع بين العريش ورفح وهي أقرب إلى رفح وعلينا ونحن نناقش ذلك أن نذّكر الناس والذكري تنفع المؤمنين بالحقائق التالية:


-مساحة سيناء هي 60 ألف كيلو متر أي ستة أضعاف مساحة بلد شقيق وعزيز جدا مثل لبنان !! وهذا لا يقلل من لبنان.. مطلقا.. لكن نتخذه مثلا لنذكر الناس بتركيبة لبنان ولظروفه التي عاشها..فهذا البلد الجميل المسالم يضم على أرضه المسلمين والمسيحيين والدروز بطوائفهم جميعا وهي السنة والشيعة والموارنة والروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس والكلدانيين وغيرهم..هذا في التقسيم الطائفي أما عن التقسيم السياسي فحدث ولا حرج وبما لا يمكن حصره من حركات وأحزاب ومجموعات ولكل من هؤلاء مناطق نفوذه الجغرافية والسياسية والاجتماعية!!

سيناء-التي نتحدث عنها- تتكون من ستة جمهوريات مثل لبنان !! فضلا عن الطبيعة الوعرة لها والشيخ زويد يقترب عدد سكانها من عدد زوار أصغر ميادين القاهرة ولا يوجد نسبة بين مساحتها إلى نسبة مساحة سيناء أصلا!!

لماذا نقول ذلك؟ نقوله لأن العدد المحتمل للإرهابيين في سيناء يتراوح ما بين ألفين في أقل التقديرات إلى خمسة آلاف إرهابي في أقصى تقدير ومع الضغط المتزايد من الجيش المصري بتدابيره المهمة من حصار مشدد وإغلاق وتدمير الأنفاق يكون عدد الإرهابيين بلا مدد وفي تناقص مستمر اللهم إلا من يتسرب إليهم متخفيا من داخل الوادي ويحتاج الواحد منهم إلى عشرات الخطوات لكي يصل إلى هناك..وبالتالي فلا يمكن بحال أن يقبل هؤلاء الدخول إلى مصيدة تنهي وجودهم تماما إذا ما أرادوا إحتلال الشيخ زويد والبقاء فيها..ليس فقط لقوة الجيش المصري وقدرته على أي شىء..من حصار المدينة إلى اقتحامها وسحقهم تماما.. وإنما أيضا لوطنية أهلها وعدم قبول أغلبهم بوجود الإرهابيين بينهم ولنا في حادث استشهاد محمد أبو قويدر البطل الذي منع الإرهابيين من استغلال سطح منزله في الهجوم الأخير فقتلوه وأصابوا ابنه ويرقد في حالة خطرة يحتاج الدعاء!

وبالتالي فإدراك الإرهابيين أن هروبهم في الجبال الوعرة وأوكار المجرمين هو سبيلهم الوحيد للبقاء بعيدا عن قبضة ونيران القوات المصرية وبالتالي فلا يمكن أن يكون سبب الهجوم الأربعاء الماضي هو احتلال الشيخ زويد..ولا حتى على سبيل الشو الإعلامي ولا حتى لو كان هناك ترتيب لهجوم متزامن من الحدود الليبية لأن الجيش قادر تماما علي العمل على عدة جبهات في وقت واحد ولا يغير ذلك من مصيدة الشيخ زويد شيئا!!
السؤال الآن..ماذا أراد الإرهابيون بهجوم الأربعاء الفاشل ؟
الإجابة في مقال قادم إن شاء الله
الجريدة الرسمية