رئيس التحرير
عصام كامل

سلمان العودة.. «قرضاوي» السعودية.. «بروفايل»

فيتو

أُطلِقَ عليه أحد دعاة "تويتر"، واتهمه الإعلامي داوود الشريان، بالتغرير بأبناء السعوديين وزجهم في الحرب السورية، إنه "سلمان العودة" الداعية السعودي، الذي نفى تكرارًا دعوته الشباب للجهاد، لكن النشطاء تداولوا فيديو قديمًا له يطالب فيه بتعليم الأطفال الجهاد والتدريب عليه وتعليمهم أناشيد الجهاد.


يُعرَف "سلمان العودة" بأنه النائب المساعد لاتحاد علماء المسلمين، الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي، الزعيم الروحي للإخوان المسلمين في العالم.

إخوان السعودية
وبالرغم من انتماء العودة لإخوان السعودية، حسب وصف إخوان ويكيبديا، غير أنه دائمًا ما يصرح أنه ليس إخوانيًّا، وفي أحد مقاطع بُثَّت على اليوتيوب لبرنامج "140"، الذي يقدمه الدكتور فهد السنيدي، على قناة المجد في نوفمبر 2013، قال العودة: "قلت في مرات عديدة أنا لستُ من الإخوان، ولم أكن منهم في يومٍ من الأيام، نشأت في مجموعةٍ ربما أقرب إلى السلفية وتُعتَبر إلى حدٍّ بعيدٍ مُنشَقَّة عن الإخوان لكنني استفدتُ من الإخوان وشخصياتهم وتراثهم وأُصنِّف الإخوان في الجملة على أنهم من الجماعات المعتدلة".

فتاوى الجهاد
لسلمان العودة فتاوى كثيرة خاصة بالجهاد، ومنها فتواه بالجهاد في الجزائر التي قالها في تسجيل صوتي، في التسعينيات بعنوان (دعوة للإنفاق): "في الجزائر عشرات الآلاف من الشباب الذين يدافعون عن دينهم، وعن أعراضهم، وعن تحكيم شريعة الله عز وجل، ويقاتلون أولياء العلمانية، وأولياء الاشتراكية، وأولياء الغرب، والجميع محتاجون إلى دعم إخوانهم المسلمين، ليس فقط لدعم الجهاد بنفسه، بل لحماية ظهور المجاهدين، ورعاية أسرهم، فإن أهل الفساد والريب يقولون: لا تنفقوا على هؤلاء، ويحاصرونهم، ويتابعون كل مَن يدخل إلى بيوتهم، أو يوصل إليهم خيرًا، يريدونهم أن يموتوا فقرًا وجوعًا وعريًا، وأن يحنوا رؤوسهم؛ بسبب الحاجة والفقر، فلابد من خلافتهم في أهلهم وأطفالهم وأولادهم بخير".

كذب "العودة"
الغريب أن "العودة" عاد يكذب، ذلك ويقول "أنا لم أفتِ بذلك"، وقال خبراء الشأن الإسلامي ومنهم أبو عمر عبد الحميد البويري الجزائري: «إن العودة تبرأ بعد أكثر من عشر سنوات من هؤلاء الذين كانوا يسميهم مجاهدين، ويدعو لهم بالنصر ويحض على الإنفاق، عليهم وكذب وقال "أنا لم أُفتِ بذلك ولم أتراجع"»، مشيرين إلى أنه كان من الواجب عليه الاعتراف ثم التوبة، لتبرأ ذمته أمام الله الذي يعلم السر وأخفى، ولكن لا يهمه تبرئة نفسه أمام الله وإنما الذي يهمه هو تبرئة نفسه أمام الناس ولو بالكذب وإسخاط الله، ولسوف يسخط الله عليه ويسخط عليه الناس وربك بالمرصاد.

تشكيك في الثورة
لم يكتفِ "العودة" بذلك لكنه بعد ثورة 30 يوليو أخذ يصف ما يحدث بمصر أنه انقلاب، حيث كتب مقال بعنوان "الانقلاب والبحث عن الشرعية" نشره على موقعه، "أن خلع مرسي" جاء مدبَّرًا، ولم يكن وَفقًا لإرادة شعبية كما يزعم القائمين عليه"، وشكك في عدد المتظاهرين في 30 يونيو، زاعمًا أنه تم الدفع بـ"بمجنَّدين من قوات الشرطة والجيش في زي مدني وسط المتظاهرين بميدان التحرير"، فضلاً عن القيام بعملية "فبركة ومُنتَجة درامية" لتضخيم عدد المتظاهرين" حسبما قال.

وأخذ سلمان العودة، يؤجج ضد النظام المصري، ويقول عبر فيديوهات بُثَّت على اليوتيوب "الانقلاب في مصر أحد أمثلة الفراغ الذي أوجده انسحاب الغرب من المنطقة جزئيًا".

وبالرغم من آراء "العودة" السياسية، لكنه استخدم الدين في حث الشباب على الجهاد من خلال فيديو له بثه على انستجرام قال فيه: "إنه رأي رؤيا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في المنام، واستبشره خيرًا بالرؤيا".

وذكر "العودة" في مقطع الفيديو "أنه سأل النبي في المنام، وجالسه، وساءله، وحدَّثه، وشاوره، وقال في نفسه بعد ذلك: "هذا إيذان بانتصار الإسلام، وزوال دولة الصهاينة"، وفق قوله.

وقال العودة: "سألته أسئلة وفهمت أجوبته وفي نيتي أن أسأله المزيد، واستأذنته أن أنشرها فوافق على أن أعرضها عليه وكنت في غاية السرور حتى أنني أحدث في المنام كل مَن لقيت".

اعتقاله
يُذكَر أن سلمان العودة اعتُقِلَ في السجون السعودية لعدة سنوات، بأحد السجون السياسية بمدينة الرياض، قبل أن يُفرَج عنه ويُسمَح له بإقامة المحاضرات الدعوية بعيدًا عن السياسة.

وفي مساء يوم الجمعة الموافق 15 مارس 2013، وجَّه "العودة" خطابًا مفتوحًا للنظام السعودي، وخصوصًا وزارة الداخلية، مطالبًا بإطلاق سراح معتقلي الرأي، وامتصاص الغضب الشعبي المتعاظم فيما يتعلق بملف المعتقلين، درءًا لخطر الفتنة، واستخدم أسلوب الحوار الهادئ وناصح في خطابه هذا، كما شهد بذلك كثيرٌ من والحقوقيين والمواطنين السعوديين.

وقال الكاتب الإسلامي، حمد بن عبد العزيز العتيق، عن فتاوى سلمان العودة: "لقد اعتدنا على هذه التقليعات اليومية من سلمان العودة _المتطور تطورًا سريعًا لا يجاريه فيه أحد ولا حتى كبرى شركات الكمبيوتر والهواتف النقالة_ حيث سبقتها مواقف وفتاوى من العودة تصب في نفس المصب وتسير في نفس الاتجاه، إنه اتجاه: (الإسلام اليوم) الإسلام الجديد الذي لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، وهذا الإسلام هو إسلام (القرضاوية) نسبة لزعيمه ومنظره الدكتور: يوسف القرضاوي، والذي يعد المثل الذي يقتدي به التلميذ النجيب، سلمان العودة، ولو سعينا جاهدين لإيجاد اسم لمؤسسة سلمان العودة، يطابق مسماه في الإحداث والابتداع لَمَا وجدنا أَوْلَى وأدق ممَّا اختاره سلمان العودة لنفسه ومؤسسته: (الإسلام اليوم)".
الجريدة الرسمية