رئيس التحرير
عصام كامل

البرامج التافهة والنخبة الفاسدة


من كثرة الأحداث اليومية المؤلمة والتي تمر بها مصر اختلط الحابل بالنابل في التعقيب عليها فمنهم من أخذته وطنيته وحبه لتراب بلده في الإسقاط على المسئولين والوزراء ومنهم من التزم الصمت مثلى ليس لشىء إلا أننى أدرك أننا في حرب حقيقية مع عصابات تختبئ في بيوتنا وشوارعنا وهم جماعات إرهابية صنعتها وتمولها دول كبرى معروفة جيدا لمن يتابع الأحداث عن كثب.


فعند اغتيال النائب العام هشام بركات صرخ البعض بأن الإرهاب استطاع أن ينال من شخصية عامة كبرى مثل النائب العام وهو المحصن أمنيا لأهميته الوظيفية فكيف يأمن الناس حياتهم في هذه البلد كان هدف هؤلاء هو أن يصدروا الخوف للشعب حتى ينقلب على حكومته وينقلب على النظام فهم يطالبون بتغير وزير الداخلية وتغير الحكومة وكثير من المطالب لا لشىء إلا كما قلت لخلق نوع من عدم الثقة بين الشعب والحكومة.

فأقول لهؤلاء لا تنسوا ما حدث لأمريكا في 11 سبتمبر من إرهاب اخترق أكبر دولة في العالم واخترق سلاح طيرانها..ولم نسمع أن أحد ثار وطالب بتغير الوزراء والحكومات فالإرهاب والخيانة لا أب ولا أم لهما.

وفيما يتعلق بالجيش والشرطة والقضاء ولله الحمد هم أكبر المؤسسات عملا وعرضة للموت والشهادة في أي لحظة سواء من البلطجية أو الإرهابيين.

إنما فيما يتعلق بالوزراء الآخرين فهم لا حول لهم ولا قوة لأن النظام والأوامر في الوزارات الأخرى للأسف تأتى من أسفل لا من أعلى فكل وزير يستلم حقيبته الوزارية يستقبله مجموعة لا تتغير من المديرين وخصوصا الإداريين والماليين وهم من يقدموا له ما يضمن بقائه مدة أطول على كرسى الوزارة.

وهم من ينبهوه بأن لا يقترب من جذور المشاكل وعمل تطوير ممنهج حتى لا يثير مشاكل جديدة غير مرئية ويطالب حيئذا بحلها فيظل الوضع كما هو عليه بل إلى الأسوأ دائما.

فمشاكل مصر تكمن في موظفيها بجميع درجاتهم فهم ليس لديهم أي حس إبداعى للتطوير لذلك يجب أن يكون في كل وزارة حركة تنقلات جبرية لكل الموظفين وحلقات تدريبية وتنمية بشرية إجبارية بصفة دورية وعمل خطط متغيرة ومترابطة للتنمية والتطوير وإذا أردنا الحل فبدلا من إرسال البعثات إلى الخارج والتي هي في الوقت الراهن ليست للكفاءات ولكن للمحسوبيات يجب أن نستورد كفاءات من الخارج و"نطعم" بها المستجدين من الباحثين والموظفين والإداريين لتنفيذ خطط تنموية لأيدولوجية كبرى للدولة تسير في نسق متكاملة مع بعضها البعض..
ولكن من يفكر ومن ينفذ ومن يعمل فكفى كلام وبرامج تافهة ونخبة فاسدة
ولك الله يامصر
الجريدة الرسمية