رئيس التحرير
عصام كامل

نخبة عليها العوض ومنه العوض!


ماذا تريد النخبة المصرية ؟ أحيانًا أشعر أو غالبًا أشعر بالحيرة من عقول النخبة المصرية، حتى في المواقف التي يجب أن نصتف فيها ونكون على قلب رجل واحد للأسف نجد أن النخبة تلعب دورًا مريبًا أو دورًا سلبيًا أو دورًا بجهل، والغريب أن الإنسان البسيط بفطرته يكون موقفًا أصوب وأرقى مليون مرة من النخبة التي من المفترض تقود.


وهنا أذكر أننى سألت يومًا د.حسن فتحى، مهندس عمارة الفقراء، قبل رحيله بأيام عن دور المثقف فقال: إنه دليل المجتمع.. أي الذي يقود المجتمع...! ولكن للأسف ما يحدث عكس هذا تمامًا، ففى الأيام الأخيرة هناك عدد من الآراء التي تؤكد غيبوبة أصحابها أو جهلهم وهذا أضعف الإيمان، فمنذ أسابيع عندما صدر حكم الإعدام على محمد مرسي المعزول وعدد من قيادات العصابة الإرهابية، فوجئنا بتصريح رقيق من حمدين صباحى قال إنه لا يحب أن يرى مصريًا يعدم...!

معنى كلامه أنه ضد إعدام محمد مرسي المعزول وعصابته..! وفجأه الرقة والحنية هبطت على قلب الأخ صباحى ولم يحن قلبه على شهداء الشرطة والقوات المسلحة التي تسفك على أيدي الإرهابية أصدقائه السابقين..!! ونفس الأمر جاء على لسان جورج إسحق بأنه يعترض على الإعدام ويكتفى السجن..! كنت أتمنى أن يقدم أي منهما أي سبب محترم مقنع أو منطقي، على سبيل المثال أن الإرهابية أعلنت توبتها وأنها ستراجع أفكارها وأنها لن تعود للعنف، والأهم من هذا أنها تعتذر للشعب المصرى عن كل ما سببته من قلاقل وسفك دماء، وأن الجماعة ترجو من الشعب المصرى التسامح معها..! من المؤكد هذا يثير اللغط بين الناس خاصة من ينضالون من الكافيهات وفيس بوك..!

نأتى للحدث الكبير الذي جرى في سيناء، لا يختلف اثنان على أن هناك عدوانًا على قواتنا في سيناء والطبيعى تقوم القوات المسلحة بدورها بالدفاع عن شرف بلدنا، وقد حدث وأبليت بلاءً حسنًا بالصوت والصورة أجبر المعتدين على الاعتراف بهزيمتهم شر هزيمة، ولكن هذا جعل البعض من نخبتنا العبقرية تخرج عن العقل والمنطق، السيد خالد على.. هل تتذكرونه؟

مشكورًا قال: إننى ضد القتل خارج القانون لأنه جريمة...! ويقصد هنا قتل الإرهابيين، وكأن القوات المصرية كان عليها أن تستقبل الإرهابيين وتعطيهم الورد والهدايا وتسلم الأسلحة والمواقع..! قد رد عليه أحد شباب المحامين قائلا: ياسيد خالد أنت محامٍ ولا يوجد قتل في القانون ولكن يوجد الإعدام وهو تنفيذ للحكم..! ولكن الهدف واضح من الأخ خالد على مجرد خالف تعرف ومحاولة للنيل من جيشنا الباسل. 

أما د.نادر فرجانى، وهو مثقف وباحث اقتصادى وسياسي مرموق، والذي يعيش الآن في إحدى الدول الإسكندنافية، فقد قام بمهاجمة الجيش المصرى والمتحدث العسكري لأنهم كاذبون ولا يقولون الحقيقة وبنى هجومه على صور تم بثها على أنها من سيناء والحقيقة أنها من باكستان.. الغريب أن الصورة التي استشهد بها لم ينشرها المتحدث العسكري وإنما نشرها أحد مواقع الإخوان المجرمين، وحاول البعض تنبيهه إلى هذا الخطأ إلا أنه لم يعتذر أو يتراجع عن كلامه ورؤيته ومحاولة النيل من الجيش وكل ما له علاقة بالدولة المصرية، هذا نموذج لأحد أقطاب الثقافة المصرية، بنى رؤيته على كذبة وعندما عرف الحقيقة لم يحاول مجرد التراجع عن الخطأ.

النموذج الأخير لأحد قيادات حزب مغمور لن أذكر اسم الحزب ولا اسمه والرجل مثقف جدًا ومن النشطاء لدرجة أنه متابع كل صحافة العالم وماذا تقول عن الإرهاب في سيناء، أبرز ما يردده أن القوات المهاجمة قامت بأسر مائة جندى مصرى..!! ويرى أن كل بيانات الجيش خاطئة عن حكاية المائة أسير بصفتى محررًا عسكريًا وخدمت في القوات المسلحة أقول كذبة وسعت قوى من صاحبها والذي يجعلك قادرًا على أسر مائة أسير وتحتفظ بهم في مكان آمن يجعلك قادرًا على بث صورهم على وكالات الأنباء وخاصة قنوات العهر وعلى رأسها قناة الجزيرة ..!! وعندما تحدثت معه رفض الرد أو الحوار..

هذه نماذج للنخبة التي للأسف لا هم لها إلا البحث عن الأضواء ومكاسب أخرى وفى جميع الحالات المستفيد الوحيد هو العدو سواء الإخوان الإرهابية أو الصهيونية العالمية، فقط سأهدى لهؤلاء ما قالت قناة الخنزيرة الجمعة الماضي: لقد استخدم الجيش المصري القوة المفرطة ضد داعش في سيناء! وأيضًا اعتراف التنظيم الإرهابى الذي أرسل رجاله فلقوا مصرعهم بأنهم فشلوا في تحقيق أي هدف من هجومهم...!

تحية للشهداء الذين ضحوا من أجل أن نعيش نحن.. وهنيئًا لهم الجنة.. وعلى النخبة السلام.
الجريدة الرسمية