رئيس التحرير
عصام كامل

قوافل النشطاء.. حلال على الفلسطينيين حرام على المصريين



نشطاء المعارضة -مع الاحترام الكامل لشخوصهم- كانوا في العام الماضي على استعداد للتضحية بأنفسهم تحت القصف الإسرائيلي لتوصيل قافلة طبية من القاهرة للحدود مع غزة لإسعاف الفلسطينيين، وعمل النشطاء وقتها على قدم وساق لجمع التبرعات المالية من مصروفاتهم الشخصية وتبرعات السياسيين وغيرها من أجل شراء الأدوية وإنقاذ المصابين الفلسطينيين رغم أن لهم دولة تتحملهم، ودخل النشطاء في صراعات مع الجيش بعد وقف القافلة في كمين "بالوظة" ووصفوه بالجيش العميل لأمريكا وإسرائيل، رغم أنه أوقف القافلة ولم يسمح بمرورها من الكمين حفاظا على أرواح منظميها من أي ضرر جراء الحرب الدائرة على الحدود، بالتأكيد هؤلاء النشطاء يرون أن الحادث الإرهابي الغادر الذي تعرض له جنودنا في سيناء مؤخرا لا يتطلب أي قافلة من أي نوع ضمن قوافل المساعدات التي ينظمونها، لأن هؤلاء الجنود هم جنود الجيش المصري المسمى لديهم بـ"العسكر".


واكتفى نشطاء المعارضة – إلا قليلا منهم – منذ وقوع العمل الإرهابي في سيناء بالجلوس أمام شاشات الكمبيوتر على لوحات الكيبورد من أجل كتابة التنظير على حالة الحرب التي تخوضها الدولة مع الإرهاب، ذلك التنظير الذي قادهم في أغلب ما نشروه على صفحاتهم في فيس بوك إلى السخرية من البيانات التي تخرج عن الجيش وأرقام القتلى الإرهابيين وصورهم وما إلى ذلك، من منطلق زعمهم أنهم مختلفون مع القيادة العسكرية ولكنهم مع الجنود المحاربين.

لم ينجح النشطاء الزاعمون دعمهم للجنود واختلافهم مع القيادة في خداع مواطن بسيط لتصديق ما يزعمون، لأن المواطن يرى أنه إذا كان النشطاء حقا يقفون خلف الجنود، لبحثوا عن أبجديات رفع حالتهم المعنوية في حالة الحرب وهي عدم التنظير في ذلك الوقت أو السخرية مما يخرج من بيانات عن قاداتهم العسكريين، فالمواطن أصبح مقتنعا من مواقف هؤلاء النشطاء، أنهم ينتظرون صباح يوم يشرق عليهم دون جيش.
الجريدة الرسمية