رئيس التحرير
عصام كامل

«ذو الفقار بوتو» الأكثر جدلًا في التاريخ الباكستاني

ذو الفقار على بوتو
ذو الفقار على بوتو

"ذو الفقار على بوتو" الشخصية التي لعبت أدوارًا مهمة في التاريخ الباكستاني الحديث وكان سببا في قيام الحرب بين باكستان والهند، لم يتوقع وهو يتقدم في المناصب واحدا تلو الآخر وصولا إلى رئاسته للبلاد أن يكون مصيره الإعدام شنقا.


مولده
ولد ذو الفقار على بوتو يوم 5 يناير عام 1928 في إقليم السند الذي أصبح بعد ذلك تابعا لدولة باكستان بعد عام 1947، وكان ينتمى إلى عائلة إقطاعية، وأعتنق المذهب الشيعي الاثني عشري، وكانت عائلته سنية المذهب حسب بعض الروايات، ودرس في بداية حياته بمدرسة بومباى.

دراسته الخارجية
استكمل ذو الفقار دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية في مجال العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا ثم جامعة أكسفورد في بريطانيا التي نال منها شهادة الحقوق منتصف القرن الماضى وتزوج مرتين الأولى في سن الثالثة عشرة من عمره والثانية من فتاة إيرانية وأنجب منها أربعة أبناء أكبرهم "بينظير" التي أصبحت أول رئيسة وزراء في باكستان عام 1988.

عمله
عمل ذو الفقار بعد تخرجه في مهنة المحاماة، وحقق إنجازات مثيرة بسبب مواقفه الرافضة للدعاوى الانفصالية التي بدأت بوادرها في الظهور بين باكستان الغربية والشرقية، وازادت شهرته بعد سفره ضمن الوفد الباكستاني لحضور جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1957 والتي ألقى فيها الخطاب الرسمي لبلاده، ورأس وفد بلاده أيضا في أول مؤتمر دولي يعقد في جنيف بسويسرا تحت إشراف الأمم المتحدة عام 1958 لمناقشة القانون الدولي للبحار.

مناصبه
تولى ذو الفقار أول منصب سياسي رفيع عام 1958 وكان وزير التجارة وبعد ذلك شغل منصب وزير الخارجية عام 1963، وعمل على رفع فعالية السياسة الخارجية الباكستانية ضمن دول عدم الانحياز كما عمل على تطوير علاقات باكستان بكل من تركيا وإيران ودول العالم العربي وتوصل إلى اتفاقية للحدود مع الصين.

المشكلة الكشميرية
استطاع ذو الفقار عام 1965 اقناع الرئيس محمد أيوب خان بالهجوم على الأراضي الكشميرية الخاضعة للسيادة الهندية وهذا ما أدى إلى اشتعال الحرب الثانية بين الهند وباكستان ولم يستطع الجيش الباكستاني تحقيق انتصار حاسم على الهند، ما دفع الرئيس إلى توقيع اتفاقية سلام مع الهند عام 1966 عرفت باسم اتفاقية "طشقند".

تأسيس الحزب
واشتعل الخلاف بين ذو الفقار والرئيس محمد أيوب خان مما أدى إلى تركه للمنصب عام 1966 وأسس بعد ذلك حزب الشعب الباكستاني واختير أمينا عاما له وقد نال الحزب تأييدا واسعا من المواطنين وبالأخص في الأوساط الطلابية ما دفع السلطات إلى إلقاء القبض عليه واعتقل لمدة ثلاثة أشهر ما أدى إلى اشتعال حدة الغضب الشعبى ودفع الرئيس إلى تقديم استقالته عام 1969 وتولى أغا خان رئيسًا للبلاد.

رئاسته للدولة
بعد هزيمة باكستان أمام الهند في حرب 1971 قدم الرئيس أغا خان استقالته ليتولى الحكم من بعده ذو الفقار بعد فوز حزبه بأغلبية الأصوات في باكستان الغربية أثناء الانتخابات البرلمانية عام 1970 وعمل ذو الفقار على تطوير الصناعات الباكستانية بشكل واسع وحصلت بلاده على مفاعل ذري من فرنسا ما أثار أزمة داخل المعسكر الغربي واستطاع أن يستعيد باقى الأراضى الباكستانية التي سيطرت عليها الهند في الحرب وعودة الأسرى كما أمم كل البنوك العاملة في باكستان.

وداعه للحياة
وبعد إقرار الدستور عام 1973 أصبح ذو الفقار رئيسا للوزراء واستمر في المنصب حتى نجاح الانقلاب العسكري الذي قام به الجنرال "ضياء الحق" وتمكن من إلقاء القبض عليه وإيداعه في السجن بتهمة الابتعاد عن الممارسات الديمقراطية، وفي 4 أبريل عام 1979 نفذ فيه حكم الإعدام ليودع الحياة السياسية الباكستانية عن عمر ناهز 51 عاما.
الجريدة الرسمية