رئيس التحرير
عصام كامل

رقصات «العشق والوصال» الصوفي.. قصة مصورة

فيتو

إن فاتك أن تكون محبوبًا فلا يفوتك أن تكون محبًا

يتراقصون بخطوات ثابتة.. لا يملكون سوي قلنسوة وجلباب واسع يساعدهم في دورانهم حول أنفسهم.. تحسبهم هواة مرتجلون، بينما هم متصوفون، مستمرون في رحلتهم مع العشق الإلهي.


وَاللَّهِ ما طَلَبوا الوُقوفَ بِبابِهِ حَتّى دعوا فَأَتاهُم المفتاحُ

يبحث المتصوفون عن الكمال.. يهيمون في عالم روحاني بسعادة ورشاقة.. حركاتهم تسر الناظرين فتترك أثرا روحانيا بداخلك، يحثك على محاولة معرفة أسرار روحانياتهم، ويتخلل هذا صوت الموسيقي العذبة وكلمات ذكر الله التي تزين جلساتهم.


لا يَطربونَ بِغَيرِ ذِكر حَبيبِهم أَبَدًا فَكُلُّ زَمانِهم أَفراحُ

تجد دراويش المتصوفة غير مبالين بمتاع الدنيا، يجدون في رقصهم الملاذ من كل شيء، ففي أكثر الأيام سوادا تراهم يرقصون وملامح وجههم تميل إلى الراحة والابتسام، فتشعر وكأن أحزانك تلاشت بدورانهم.

و«رقصة السماع» يؤديها الدراويش في جميع الأزمنة، يد متجهة إلى السماء والأخري نحو الأرض، فكل نقطة حب ننالها من الله نتعهد بتوزيعها على الناس.

«العلم، الرؤية، والوصال» كلمات خلدت طريقا كاملا في التصوف، نحتها «جلال الدين الرومي»، وترمز للمراحل الثلاث في التقرب إلى الله، وتعبر رقصة الدراويش عن معنى تلك الكلمات.

فقط حين تفعل ما تمليه عليك روحك، تشعر بهذا النهر العذب يتدفق داخلك، إنها البهجة الخالصة. 


يستمتع برقصاته وكأنه في الكون وحده. 

ماتبحث عنه يبحث عنك. 

إن كان نورك ينبع من القلب.. فإنك لن تضل الطريق أبدا.

زدني بفرط الحب فيك تحيرا. 


لا تستطيع أن تفرق بينهم تشعر وكأنهم كيان واحد يندمج مع مايحيطه. 


تراهم أطياف سابحة في ملكوت الله.

وهكذا غدوت مطربًا في المحافل أشدو للسعداء، وأنوح للبائسين. 

ترمز قبعاتهم إلى شاهد القبر ولونهم الأبيض لصفاء روحهم. 

انظر بقلبك.. وستعرف أن كل ذرات الكون في رقصة عشق أبدية.. ستعرف أنها تتلمس العاشقين فتعرفهم.
الجريدة الرسمية