رئيس التحرير
عصام كامل

"التنظيم السري" قنبلة ثروت الخرباوي الجديدة!


قبل سقوط مرسي بأسابيع، كانت مذيعة قناة "الميادين" وبعد أحداث عنف الإخوان في البحيرة، سقط بسببها شهداء والأحداث ملتهبة ومتصاعدة والعالم مهتم بما يجرى هنا، ومن خلال مداخلة تليفزيونية من الاستديو الخاص بهم على نيل القاهرة - بينما كان على الهاتف من الإسكندرية الدكتور ناجح إبراهيم - تحاول أن تقاطعني وكنت مصرا على استكمال الحديث عن حتمية سقوط مرسي.

الإصرار سببه الاقتناع التام بنظرية المفكر الكبير الأستاذ ثروت الخرباوي، في كتابه القنبلة "سر المعبد"، التي تتلخص في استيلاء القطبيين على جماعة الإخوان بوصول مصطفى مشهور إلى قمتها، وخلاصة الأمر أن خيرت الشاطر هو أبرز وأهم تلاميذ "مصطفى مشهور"، وبالتالي فمصر بقيادة مرسي - وقتها - ذاهبة إلى الجحيم لا محالة، أو أن يذهب مرسي وجماعته إلى الجحيم لا محالة أيضا، وقد تحققت نبوءة الخرباوي التي كنت ناقلا لها بحذافيرها!

اليوم وبعد قنابل الخرباوي التي توالت بعد "سر المعبد"، يقدم الرجل لنا وللوطن العربي كله وللتاريخ، قنبلته الثانية "التنظيم السري" الذي يدفعنا للكتابة عنه، ليس لأنه أهم عمل تقدمه الإذاعة في رمضان 2015 فحسب، ولا لجودته كعمل فني رائع فقط، وإنما لأسباب أخرى.. فالمسلسل الذي كتب قصته الخرباوي، ومن المؤكد أنه شارك في المعالجة الدرامية له بل كتب أشعاره أيضًا، لا يتناول حياة حسن البنا ولا حتى حياة عبد الرحمن السندي الرجل الذي اعتمد عليه البنا في تأسيس التنظيم السري، وإنما لأنه قام بالتركيز على قطاع طولي في حياة الجماعة اسمه "التنظيم السري" أو "التنظيم الخاص"، وهو الجناح المسلح لجماعة الإخوان، الذي تولى كل عمليات الإجرام في تاريخ الجماعة كله!

المسلسل وهو دراما إذاعية تتماس قليلا - قليلا - مع الأعمال التسجيلية، يقوم ببطولته النجم طارق لطفي أحد نجوم رمضان هذا العام، ومعه النجم الأردني منذر رياحنة؛ ليكون ثاني ممثل أردني يشترك في عمل عن الإخوان بعد إياد نصار!

المسلسل الذي يذاع على الإفطار يوميًا، قدم ألحانه أحد أهم الملحنين المصريين وخصوصا في تترات الأعمال الدرامية، وهو الموسيقار الكبير ميشيل المصري، الذي قدم ألحان ليالي الحلمية الشهيرة، وكان تتر المقدمة بالفعل طويلا نسبيا تأثرا بأعمال التليفزيون.. وأخرج المسلسل الصديق العزيز المخرج الإذاعي المتميز صفي الدين حسن.. وعندما نصل إلى الحلقة السادسة عشر، ويقسم السندي على يمين الطاعة لحسن البنا، لذا فإننا من المؤكد سنستكمل العمل رمضان القادم!

الحوار في العمل جيد جدا.. فالحوار هو عمود العمل الإذاعي - عكس التليفزيون - وبدت فيه قدرات الخرباوي الشعرية كبيرة بعد قدراته الروائية الكبيرة أيضًا، والعمل كله يحسب للإذاعة ولرئيستها وللبرنامج العام تحديدا ولمديرته الأخت والصديقة العزيزة الأستاذة ميرفت خير الله!

من الطبيعي أن نكتب عن الأعمال الرمضانية بعد انتهاء رمضان، لكننا نستعجل على أمل أن يتابعه من فاته المسلسل أو ما تبقى منه؛ لأهميته وفائدته للذاكرة الوطنية، وهي مهمة الخرباوي الأساسية يؤذن في الناس، وإن كان المقال عن قنبلة الخرباوي الجديدة، إلا أنه هو نفسه له مقال مستقل بإذن الله!
الجريدة الرسمية