رئيس التحرير
عصام كامل

ننشر تفاصيل أخطر رحلة لأول طائرة تعمل بالطاقة الشمسية

فيتو

وصلت الطائرة "سولار إمبلس 2"، التي تعمل بالطاقة الشمسية والقادرة على الطيران ليلًا ونهارًا دون استخدام قطرة واحدة من الوقود، إلى هونولولو في هاواي، وذلك في الثامنة مساء الجمعة بتوقيت دولة الإمارات بعد عبور المحيط الهادئ.


وسجلت رحلة الطائرة من ناجويا في اليابان إلى هونولولو 118 ساعة قطعت خلالها مسافة 8،261 كيلومتر، وحققت إنجازًا تاريخيًا باعتباره أول نجاح من نوعه في عالم الطيران.

ويمثل إكمال رحلة الطيران المحفوفة بالكثير من التحديات لعبور أكبر مساحة مائية في العالم تتويجًا لجهود فرق العمل من سولار إمبلس وشركائهم «التقنيين والرعاة» و"مصدر"، الراعي المستضيف في أبوظبي، والتي استغرقت 12 عامًا منذ بدايتها تضمنت مراحل دراسات الجدوى والتصميم والتركيب النهائي للطائرة والتجهيزات والاستعدادات التي سبقت انطلاق الرحلة من أبوظبي.

وبهذه المناسبة، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة ورئيس مجلس إدارة "مصدر": "يسرنا وصول سولار إمبلس2 إلى جزر هاواي بعد قطع مرحلة طويلة وحافلة بالتحديات فوق المحيط الهادئ، وكنا نتابع أخبار الرحلة من أبوظبي خطوة بخطوة، وأود هنا أن أثني على القدرات الكبيرة التي أبداها كافة أفراد فريق العمل في مواجهة تحديات الطقس وظروف الطيران الصعبة لمدة خمسة أيام من غير توقف وبالاعتماد فقط على الطاقة الشمسية.

وأضاف أن قطع هذه المرحلة يقدم شهادة جديدة على نضج تكنولوجيا الطاقة المتجددة وتزايد مجالات تطبيقاتها العملية، ونتمنى لفريق سولار إمبلس 2 النجاح والتوفيق في المراحل المتبقية من الرحلة حول العالم في طريق العودة إلى أبوظبي، خاصة وأنهم يشاركوننا رؤية مصدر في أهمية العمل على بناء مستقبل مستدام".

يذكر أن طائرة سولار إمبلس 2 أقلعت الساعة 22:03 بتوقيت أبوظبي يوم 28 يونيو من ناجويا بقيادة الطيار أندريه بورشبيرج في محاولة هي الثالثة لفريق الطاقة الشمسية لتحقيق إنجاز تاريخي يتمثل بعبور المحيط الهادئ في رحلة دون توقف وبالاعتماد على الطاقة الشمسية فقط.

واختار مركز تحكم الرحلة الذي يتخذ من موناكو مقرًا له تحويل مسار الرحلة والهبوط في ناجويا في اليابان بعد إقلاع بورشبيرج المبكر من نانجينج في الصين حفاظًا على أعلى معايير سلامة الطيارين والطائرة في ظل الظروف الجوية السيئة والتي كانت تهدد نجاح المهمة.

وفي الساعات التي تلت هبوط الطائرة في ناجويا، تسببت موجات الرياح العاتية في إحداث بعض الأضرار في أجنحة طائرة سولار إمبلس 2 والبالغ طولها 72 مترًا، واستغل فريق الطائرة فترة توقف الرحلة لإصلاح الأجنحة في ناجويا لإلهام الطلاب والترويج للابتكار في إرساء مستقبل مستدام وإعداد الطيار بورشبيرج لاستكمال الرحلة الأطول وعبور المحيط الهادئ.

وخلال تلك الرحلة، تعرض الطيار بورشبيرج الذي كان يجلس في قمرة القيادة بمساحة 3.8 متر لظروف بدنية هي الأصعب، حيث مثلت هذه الرحلة التحدي التشغيلي والتقني الأصعب للطيار والطائرة وفريق الدعم البالغ عددهم 140 شخصًا، وقام بورشبيرج بمواجهة التحديات والصعوبات أثناء الرحلة كما تمت محاكاتها بشكل موسع قبل الرحلة.

وكانت محطة عبور المحيط الهادئ هي الثامنة والأصعب ضمن محطات رحلة الطائرة سولار إمبلس 2 والبالغة 13 محطة، وتمكن الطيار بورشبيرج أثناء قيادته للطائرة المجهزة بأربعة محركات كهربائية و17،248 خلية شمسية من التحليق على ارتفاع 8500 متر خلال وشحن بطاريات الطائرة المصنوعة من الليثيوم وتخزين الطاقة من أجل الطيران ليلًا.

وكان بورشبيرج على اتصال دائم عبر الأقمار الصناعية مع مركز التحكم خلال الرحلة، والذي يعمل فيه 20 مختصًا ممن كانوا على ترقب لإمكانية حصول كافة السيناريوهات الممكنة للرحلة وقاموا بنقل المعلومات إلى الطيار لتمكينه من إتباع أفضل مسار من أجل نجاح المهمة.

وبعد التوقف في جزر هاواي، سيقود الطيار برتراند بيكارد طائرة سولار إمبلس 2 شرقًا صوب مدينة فينيكس في الولايات المتحدة، وستواصل الطائرة رحلتها إلى محطتها التالية في الغرب الأوسط والتي سيتم الإعلان عنها لاحقًا، ثم ستتوقف في مطار جون كينيدي الدولي في نيويورك لتستعد لعبور المحيط الأطلسي متوجهةً إما إلى محطتها التالية في جنوب أوربا أو شمال أفريقيا قبل إكمال رحلتها التاريخية للوصول إلى المدينة المستضيفة، أبوظبي.

يذكر إن الطائرة غادرت أبوظبي في 9 مارس هذا العام إلى مسقط في سلطنة عمان وأقلعت من هناك في اليوم التالي لعبور بحر العرب، ووصلت الطائرة إلى أحمد أباد في الهند في 10 مارس، وبعد توقف قصير في فرناسي في الهند، أقلعت سولار إمبلس 2 من ماندلاي، ميانمار في 19 مارس بقيادة الطيار برتراند بيكارد، وبعدها أكلمت الطائرة الرحلة الخامسة والأكثر تحديًا في وقتها، حيث وصلت في تشوكينج في الصين في 30 مارس.
الجريدة الرسمية