رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف العبرية تسلط الضوء على عمليات سيناء الإرهابية: أحداث الشيخ زويد أكبر معركة منذ 1973.. «داعش» تعامل بمستوى الجيوش.. مهمة القوات المسلحة المصرية صعبة.. و«حماس» تعالج جرحى «

 الصحف العبرية
الصحف العبرية

تصدرت أحداث سيناء عناوين الصحف العبرية الصادرة اليوم الخميس، والتي بدورها سلطت الضوء على تداعياتها في إسرائيل.

أكبر معركة منذ 1973

وصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أحداث سيناء بأنها أكبر معركة منذ حرب أكتوبر 1973، موضحة أن المستوى العسكري الذي أظهره تنظيم داعش في سيناء، أمس الأربعاء، يدل على الارتقاء من درجة تنظيم إرهابي إلى درجة جيش يمكنه شن هجمات متزامنة على عدة مواقع.

وأشارت إلى أن الجيش المصرى نفذ هجمات ضد الإرهابيين بطائرات F-16 وطائرات الأباتشي، وأعلن أن عملياته لن تتوقف حتى يتم تدمير كل «الأوكار الإرهابية»، كما أحكم سيطرته بالكامل على المنطقة بعد المحاولة الإرهابية لاحتلال الشيخ زويد.

ونقلت الصحيفة تصريحات مسئول إسرائيلى لم يذكر اسمه، معلقًا على الهجوم بأن أحداث سيناء شكلت نقطة تحول بالنسبة لتنظيم «داعش»، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال ما زال حتى اليوم في حالة تأهب قصوى على الحدود مع مصر، وفى الوقت نفسه تم فتح معبر «كرم أبو سالم»، صباح اليوم الخميس، بعد أن تم إغلاقه أمس الأربعاء، على خلفية الأحداث.

ويستعد جيش الاحتلال لاحتمال حدوث تصعيد آخر في سيناء، خشية أن يؤدي ذلك إلى موجة من إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل بهدف جرها إلى الحرب، كما تسود تكهنات إسرائيلية بأن الجيش المصري سينجح في مواجهة التهديد.

زيادة عدد القوات بسيناء
وتتابع إسرائيل من كثب التطورات التي تجرى في شبه جزيرة سيناء، مؤكدة أنها تشعر بالقلق الشديد خشية تسلل القتال إلى دولة الاحتلال.

وقال موقع «كيكار هشبات» العبرى: إن حقيقة سيطرة تنظيم «داعش» على ناقلات جند وذخائر من الجيش المصري والتسلل إلى قطاع غزة، تثير مخاوف إسرائيل.

وأضاف الموقع في تقرير نشر اليوم الخميس، أن الجيش الإسرائيلى ما زال في حالة تأهب قصوى على طول الحدود المصرية منذ أحداث أمس، مؤكدًا أن طائرات إسرائيلية بدون طيار تحلق بالقرب من سماء سيناء المشتعلة لمتابعة التطورات.

وشدد على أن إسرائيل لم تتلق حتى الآن أي طلب من القاهرة لزيادة عدد القوات في سيناء، ولكن التقديرات تشير إلى أنه ستتم الموافقة لمصر على ذلك.

ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، علق الليلة الماضية قائلا: «نحن شركاء مع مصر والعديد من البلدان الأخرى في منطقة الشرق الأوسط والعالم في محاربة الإرهاب المتطرف».

وأشار الموقع إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلى، أعلن في وقت سابق إغلاق المعابر الحدودية في معبر كرم أبو سالم ونيتسانا، بسبب اشتباكات سيناء.

يذكر أن اتفاقية كامب ديفيد تلزم الجانب المصري بعدم زيادة عدد قوات الجيش إلا بعد إجراء مشاورات مع تل أبيب.

المسئول عن تدريب الإرهابيين

قال المحلل الإسرائيلى أليكس فيشمان: لم تمر ساعة واحدة على هجمات سيناء أمس الأربعاء، حتى أعلن جيش الاحتلال حالة التأهب القصوى على الحدود المصرية.

ونوه إلى أن تنظيم «بيت المقدس» المسمى بـ«ولاية سيناء» وزع أمس منشورات في العريش تطالب السكان بالهرب، لأنه سيستولى على المدينة، إلا أن المعركة لا تزال بعيدة عن الانتهاء.

واستطرد بأن التنظيمات الإرهابية في سيناء تحولت إلى قوات عسكرية مدربة ومنظمة، لديها أفضل الأسلحة، وتعاملوا أمس وفقًا لمخطط متزامن على غرار عمليات داعش في سوريا والعراق.

وكشف «فيشمان» أن المسئول عن تدريب التنظيمات الإرهابية في سيناء، هو خبير الصواريخ المضادة للدبابات في غزة، عبد الله كيشطه.

وأكمل بأن هذا ليس الاتصال العسكري الوحيد بين حماس في غزة والتنظيمات الإرهابية في سيناء، بل إن مصادر تمويلهم تصل من صندوق حماس رغم أن الأخيرة تنفى ذلك حتى لا تثير غضب سكان غزة الذين يتضورون جوعًا، ومن ناحية أخرى حتى لا تدخل في مواجهة مع الإيرانيين أعداء داعش، مؤكدًا أن حماس تتعامل مع «داعش» على أنها حليف في سيناء.

وأضاف «فيشمان»: كان لا ينبغى أن تشكل هجمات أمس، مفاجأة بالنسبة للجيش المصرى، لأن موعدها يعتبر قريبًا من السابع عشر من رمضان، الذي وقعت فيه غزوة بدر أشهر المعارك في الإسلام.

وأوضح في تقرير نشر في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أن هذا الموعد له أفضلية لدى التنظيمات الإرهابية للهجوم ضد أعداء الإسلام بحسب معتقداتهم، فضلًا عن أنه تزامن مع اقتراب الذكرى الثانية لعزل تنظيم الإخوان الإرهابى.

مهمة صعبة وثمنها باهظ
أكدت صحيفة «معاريف» العبرية، أن الهجمات الإرهابية لـ«داعش» في سيناء، لن تثنى الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن محاربة الإرهاب ولن تضعف عزيمته.

وأضافت الصحيفة العبرية أن هجمات أمس الأربعاء، في سيناء، كانت الأكبر منذ أن بدأ تنظيم ما يعرف بـ"ولاية سيناء" حربه ضد النظام.

وأوضحت الصحيفة أن الأحداث أثبتت أن مهمة الجيش المصرى صعبة وثمنها باهظ.

وأشارت إلى أن التقديرات الإسرائيلية تفيد بأن تنظيم "داعش" الإرهابى ضم إلى صفوفه مئات العناصر المدربة والمسلحة والتي تحصل على مساعدات.

وزعمت أنه على الرغم من موافقة إسرائيل على زيادة قوات الجيش المصري في سيناء، خلافًا لما جاء في معاهدة السلام بين البلدين، وعلى الرغم من التنسيق الأمني مع إسرائيل بحسب التقارير الأجنبية التي تدّعى أن إسرائيل تساعد مصر بالمعلومات الاستخباراتية، فإن «السيسي» يجد صعوبة في مكافحة الإرهاب.

وشددت على أنه رغم ذلك فإن «السيسي» ورجاله سيواصلون شن حرب شاملة ضد التنظيمات الإرهابية.

علاج جرحى «ولاية سيناء» في غزة
أشارت تقديرات إسرائيلية إلى دور حركة حماس في مساعدة تنظيم «داعش» الإرهابى في سيناء.

وأكدت صحيفة «هاآرتس» العبرية صباح اليوم الخميس، أن مسئولين داخل المنظومة الإسرائيلية، يؤكدون تورط حماس في التعاون مع «داعش» بسيناء.

وأضافت الصحيفة العبرية أن عناصر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، على علاقة وطيدة بمقاتلى تنظيم «أنصار بيت المقدس» المسمى بـ«ولاية سيناء» الذي تبنى الهجمات الإرهابية أمس في شمال سيناء.

وبحسب التقرير فإن التنظيم يسمح بتخزين وسائل قتالية وأسلحة في سيناء ثم تهريبها إلى قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن حركة حماس تعالج جرحى تنظيم ما يسمى بـ«ولاية سيناء» في مستشفيات غزة، مقابل السماح للحركة بحيازة مخازن أسلحة في سيناء، والمساعدة في تهريبها إلى القطاع.
الجريدة الرسمية