رئيس التحرير
عصام كامل

وجع الفراق

هالة ممدوح
هالة ممدوح

وجع الفراق، ما أصعبه من إحساس، حين تحاول أن تجبر قلبك وعقلك على أخذ قرار غير قادر على اتخاذه.

ظنت أنها محظوظة حين تركت كل ما يمت لوجعها خلف ظهرها ورحلت، حاولت كثيرا أن تقنع نفسها أنه كان شفافا، كأنه غير موجود، ظنت أنها سوف تعتاد على غيابه، على تجاوز الأيام من دون سماع صوته، أو على عدم البكاء في حضنه، ظنت أنها سوف تعتاد على عدم سماع اسمه في حديث أصدقائها، أو أنها لم تلتفت للبحث عنه عندما تكون بالخارج، أو أنها سوف تتحمل برودة يدها من دون يده لتدفئتها.


ظنت أنها سوف تستطيع أن تشغل يومها بألف شيىء لايتضمنه إياهم، ظنت أنها قوية وأنها لا تحن ولاتشتاق..

ظنت وظنت ولكن صار الكوكب أعمق وصار العالم أضيق، صارت تعيش ثم تتهاوى على أقرب مقعد للذكريات، التي يوزعها العاشقون على تذكاراتهم الصغيرة، كلها انطبعت في قلبها في طقوس يومها صوته انطبع في كل خطواتها، صوته تسلل لوسادتها، حروفه اندست مع الوجع بين جفنيها قبل أن تغمضها؛ لتنام دموعها منه، ولأجله لتصمت للحظة، وتظل تفكر منذ متى وهي موجعة بهذا القدر؟ لتجيب على نفسها منذ كفت عن الحديث عن وجعها لأنه لا أحد سيفهم.. أو لا أحد يهتم.. منذ تشبعت بالوجع تماما حتى أصبحت توزعه رغم إرادتها.

لا عن قصد كأسفنجة مثقلة، تترك بعضا مما تحمل أينما حلت كما حملت المزيد، ومتى سينتهي وجع الفراق بداخلها؟ لتجيب حين تفرغ كل ما تحمله، ستحتاج إلى كميات مضاعفة من الفرح؛ لتمتلىء مرة بما يطهرها، ومرة بما تفيض به على الآخرين.
Advertisements
الجريدة الرسمية