رئيس التحرير
عصام كامل

حماقة إعلامنا أعيت من يداويها!


استأذنكم في التوقف عن مواصلة الكتابة عن «الشاطر مهندس اغتيال النائب العام»؛ لأن ما حدث أمس في إعلامنا جدد المواجع بالأسى من حالة إعلامنا، والتي وصلت إلى درجة من السوء، والتي لا يصح السكوت عليها.


لقد تحول إعلامنا أمس إلى أداة في يد أعدائنا؛ لضرب تماسكنا بالوطن ونشر اليأس في النفوس، والتشكيك في قواتنا المسلحة ، وضرب الروح المعنوية لأبنائها وكل أبناء شعبنا، بما أرتكبه هذا الإعلام من جرائم - أكرر جرائم - مهنية، وهو يتابع المعركة الباسلة التي خاضها جيشنا مع مجموعات من الإرهابين في سيناء.

على مدى أكثر من ١٢ ساعة، ظل هذا الإعلام يبث ويروج ذات الشائعات، التي أطلقتها أبواق الجماعة الإرهابية وحلفاؤها من عينة «سقوط عشرات من الشهداء وسط مقاتلي جيشنا، ووقوع عدد منهم أسرى في يد الإرهابيين، وعدم تمكنا من نقل وإجلاء الجرحى والمصابين؛ بسبب السيطرة الميدانية في رفح والشيخ زويد وغيرها.. اختفت للأسف المسئولية المهنية وقبلها المسئولية الوطنية.

لقد رسب إعلامنا مهنيا ووطنيا في الاختبار الجديد أمس، وكان سقوطه مخزيا ومدويا وكاشفا لمأساة يعيشها هذا الإعلام ونعيشها نحن عموم المصريين معه.. فنسى من يديرون هذا الإعلام - إن كان ثمة إدارة له - أن حرب الجيل الرابع أداتها الإعلام، ولذلك انطلق يلهث وراء الشائعات؛ ليتسابق في تقديمها للناس وترويجها بينهم.. تحدث عن سقوط الضحايا في صفوف جنودنا، بينما كان من يسقطون هم الإرهابيون، وتحدث عن حصار فرض على قواتنا بينما كان الحصار مفروضا من قبل قواتنا على هؤلاء الإرهابين..

إنها خيبة مهنية ما بعدها خيبة وسقطه وطنية لا تقبل الاعتذار -أي اعتذار منها.. إن حماقة إعلامنا أعيت من يداويها من شدتها.. ولذلك يحب أن ننقذها فورا بالدواء الذي وصفه لها الدستور.
الجريدة الرسمية