رئيس التحرير
عصام كامل

انتصر الجيش وخسر الإعلام !


ماذا جرى أمس بالضبط ؟ ماذا جرى للكثيرين في كل شيئ ؟ كيف يمكن أن يشعر الكثيرون بالانهيار إلى هذه الدرجة ؟ كيف صدق الكثيرون الإعلام المعادي، والذي يصفونه ونصفه دائما بالحقير ؟ وماذا إذن لو لم يكن حقيرا ؟ كيف وفي لحظات يكون " الحقير المعادي" مصدر المعلومة والمرجع فيها ؟ هل هي اللهفة على أبناء مصر ؟ وهل الاختبار العسكري جديد على أبناء مصر ؟ أليس هم أبناء جيش الاستنزاف وأكتوبر ؟ أليسوا هم أبناء الجيش الذي سطر في التاريخ العسكري نظريات في الحرب والقتال، ونظريات في تطوير الأسلحة، ونظريات في التدريب العنيف والشاق ؟ ما الذي جرى في مصر في السنوات الأخيرة، وجعلنا نرتعش أو نرتبك أو ننفعل عند أي أخبار تخص المعارك والمواجهة مع أعداء مصر بعد أن كانت الأخبار نفسها مصدر راحة واطمئنان وسعادة وثقة في النصر قبل سنوات ؟ بل كان القتال وكانت المواجهة مطلبا في هتاف المصريين وفي أمانيهم!!!


أمس لعب الإعلام الغربي لعبته..وتلاعب بالأخبار والأحداث، وزيفها..ودخل على الخط الجهاز الإعلامي الإلكتروني للإخوان وهو جاهز على الدوام؛ ليفرض رؤيته على المواقع وعلي الإعلام الإلكتروني كله..يساعده من يتصورون أنهم يبحثون عن الحقيقة، وهم شركاء الإخوان بلا جدال..ورغم التحذير عشرات المرات من عدم الانجرار خلف الشائعات والأكاذيب، ورغم التوعية من حروب الجيل الرابع، والتنبيه من عدم الترويج للأكاذيب بحجة الاندهاش منها أو إهانتها وسيها هي وأصحابها !! فكثيرون اعتادوا من النشر خلف الإعلام الإخواني وهم يقولون ما معناه: " شوفوا ولاد...بيقولوا إيه ؟" أو "شوفوا كاتبين إيه" أو "حد يرد يا جماعة على الكلام ده "!! وهكذا..بعد ساعات نكون قدمنا ببراءة وحسن نية أو بالهبل والعبط خدمات جليلة للجماعات الإرهابية..وهناك بجوارنا وحولنا من يفعل ذلك بسوء نية، ويختلط الحابل بالنابل ومن هنا وبهذه الطريقة، يسيطر الإعلام الإخواني على ساحة الإعلام الإلكتروني كله!

انتبهوا..وتحلوا باليقظة والوعي..وزوروا المواقع الصحفية، وانشروا ما يخدم قضيتكم.. وزوروها أيضا، وقاتلوا في تعليقات الأخبار ضد ما يمس قضيتكم..اشتبكوا مع مروجي الأكاذيب وأحرجوهم وواجهوهم..وساندوا في كل موقع وكل صفحة، وكل مكان من يدافع عما تؤمنون به..وإلا فاشتكوا مدى الحياة..فلا يمكن هكذا تكرار الخطأ نفسه مرات ومرات..فلم نناقش شائعات استشهاد النائب العام بعد حتى رأينا أسوأ منها..وطالما نؤدي الأداء نفسه سنحصل على النتائج نفسها، بما فيها الخوف والهلع والألم والبحث عن الحقيقة..فاستفيقوا يرحمكم الله..وتعاهدوا مع أنفسكم على اليقظة والانتباه منذ اللحظة !!

أمس انتصر الجيش كعادته انتصارا متوقعا ومنتظرا..وخسر الإعلام ككل مرة..أما الإعلام الوطني فلم يكن موجودا من الأساس؛ للحديث عنه اللهم إلا الإذاعة المصرية، التي تفوقت جدا، فمعًا كونوا الإعلام البديل وحتى يقرر الله أمرا كان مفعولا!
الجريدة الرسمية