رئيس التحرير
عصام كامل

مؤسس جبهة شباب الجمهورية الثالثة: لولا ٣٠ يونيو لدخلنا في حرب أهلية مع الإخوان

فيتو

  • تصفية النشطاء بالمحاكمات أو الاغتيال
  • الحياة السياسية إلى الأسوأ والبيروقراطية تعطل النمو
  • لا يمكن تحقيق مصالحة مع جماعة تسعى دائما لتخريب الوطن
  • ٢٥ يناير أفرزت التيار الإسلامي لعدم وجود خارطة طريق

أكد طارق الخولي مؤسس جبهة شباب الجمهورية الثالثة والمرشح البرلماني، أن ثورة ٣٠ يونيو حولت طريق مصر من اتجاهها لسيناريو سوريا والعراق إلى الحفاظ على الهوية المصرية.

وقال في حوار لـ"فيتو": إن الدولة حققت عدة نجاحات بعد الإطاحة بالإخوان تنقصها العدالة الاجتماعية.. مؤكدا أن الإخوان كانوا يخططون لتصفية النشطاء لو فشلت الثورة عليهم.. فإلى نص الحوار:


- ما الذي كان سيحدث لو لم تقم ثورة ٣٠ يونيو؟
كنا سندخل في حرب أهلية بين جماعة الإخوان وبين الشعب المصري، وكنا سنتجه لسيناريو سوريا والعراق، فجماعة الإخوان صدّرت ميليشياتها الإرهابية للدفاع عن نظامها الحاكم من غضب المصريين، وفي المقابل الشعب لم يكن يقبل وقتها بسياساتهم وطريقتهم في الحكم ومحاولاتهم المستميتة لأخونة الدولة، وكان يريد الإطاحة بهم، الأمر الذي كان حتما سيخلق مواجهات مستمرة تؤدي إلى الحرب الأهلية.

- هل فشل الإخوان في الحكم أم أن جهات في الدولة أفشلتهم كما كانوا يقولون؟
بالطبع هم من فشلوا في الحكم لأنهم لم يركزوا منذ توليهم الحكم على بناء مؤسسات الدولة، وإنما كانوا يعملون باستمرار على أخونتها فقط والسيطرة عليها، حتى أصبح الحال في عهدهم هو أن من ينتمي لجماعتهم تكون له الأولوية حتى لو كانت كفاءته أقل، فنظام الإخوان كان سيخلق الطبقية في مصر بأن يصبح أفراد الجماعة هم الحاكمون والمسيطرون على الدولة، ومن غير ذلك ليس له حقوق.

- كيف كان سيصبح مصير النشطاء لو لم تنجح ثورة ٣٠ يونيو؟
الإخوان كانوا سيعاقبون النشطاء بالتصفية، إما بالمحاكمات أو الاغتيال، تحديدا المحرضين على ٣٠ يونيو، وتاريخ الجماعة مشهود في عمليات الاغتيال.

- هل حققت الدولة نجاحات بعد الإطاحة بالإخوان؟
بالتأكيد، فالدولة تسير منذ خلع الإخوان عن الحكم، على خطى جيدة سنجني ثمارها فيما بعد.

- وما النجاحات التي تم تحقيقها في رأيك؟
يكفي أن الدولة أنقذت هويتها المصرية من التفكك والضياع اللذين كنا نتجه إليهما في حكم الإخوان، ويكفي أن الدولة أفشلت المخططات والأجندات الخارجية التي تهدف إلى تفكيك مصر وإثارة الحرب الأهلية والعنف فيها، كما هو الحال في الدول العربية التي قامت فيها ثورات.

النجاح الآخر الذي حققته الدولة هو تنفيذ بنود خارطة الطريق التي تم وضعها بعد ٣٠ يونيو مباشرة، والتي ضمنت للدولة النهوض والعودة لريادة المنطقة مرة أخرى، ولم يتبق منها سوى انتخابات البرلمان، بعكس ما حدث بعد ثورة ٢٥ يناير التي لم توضع لها خارطة، الأمر الذي تسبب في سيطرة التيار الإسلامي عليها.

- ما النجاح الذي حققته الدولة على الصعيد الاقتصادي؟
مصر تتجه نحو تنفيذ عدة مشروعات تخدم البنية الاقتصادية التي تم هدمها في عهد مبارك والإخوان، لكن ينقصنا القضاء على البيروقراطية التي تعطل النمو السريع، أما على مستوى العدالة الاجتماعية فمازلنا لم نشعر بتحقيقها إلى حد ما حتى الآن.

- وهل حسنت أم ساءت الحياة السياسية بعد ٣٠ يونيو؟
الحياة السياسية ساءت بسبب ضعف وفشل الأحزاب التي كرست وقتها للصراعات الداخلية بين أعضائها وتناست التقاعل مع المواطن المصري.

- ولكن الأحزاب تتهم الأمن بقمع أي نشاطات تفاعلية مع المواطن في الشارع، فما ردك؟
الأحزاب تعلق فشلها على الأمن وكان لديها فرصة من ٢٥ يناير أن تصبح موجودة بالشارع، لكن صراعاتها الداخلية وسيطرة رءوس الأموال عليها جعلاها تنسى المواطن تماما، ولا يوجد حزب قانوني مارس سياسة على الأرض وتعرض لمضايقات أمنية.

- هل تتحقق المصالحة بين الدولة والإخوان؟
الكرة في ملعب الإخوان لتحقيق المصالحة، فأول شروطها هو عودتها للنسيج المصري وتخليها عن العنف والأفكار الإرهابية، فلا يمكن تحقيق مصالحة مع جماعة تسعى دائما لتخريب الوطن.

- هل يمكن للإخوان العودة مرة أخرى للحياة السياسية؟
الدستور لا يمنع عودتهم في كيان سياسي غير قائم على أسس دينية، فإذا خرج كيانهم عن الأطر السياسية السليمة فسيتم حله، لكن الأصل في عودة الإخوان للشارع هو تقويم أفكارهم والاستغناء عن المبادئ الداعية للعنف.

- هل السلفيون بديل الإخوان في المرحلة المقبلة؟
لا أظن ذلك، فالسلفيون مختلفون عن الإخوان كثيرا، والتيار الإسلامي خسر كثيرا بسبب الإخوان، ولن يتم منح الفرصة للسلفيين في الحياة السياسية التي حصل عليها الإخوان بعد ثورة ٢٥ يناير.
الجريدة الرسمية