رئيس التحرير
عصام كامل

تورط شخصيات أمنية في اغتيال النائب العام !!



هل تورطت جهات رسمية في اغتيال النائب العام؟ .. قبل أن تنزعج من السؤال تروى قليلا .. فكر مليا .. ادرس الأمر بقليل من الموضوعية ستجد أن للتساؤل صدى إذ إننا أمام ثلاثة عناصر .. قاتل ومقتول ومسئول عن العملية كلها، فالشهيد.. هو ضمير المجتمع .. هو محامى الشعب .. هو الوكيل العام ونائب الشعب العام .. هو صوت الناس وضمير الأمة والقاتل إذا ما دققنا في الأمر لن يكون تنظيما إرهابيا جبانا وخسيسا فقط وإنما يمتد الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك، أما المسئول فهو الحارس والحارس هنا ليست وزارة الداخلية وحدها .. حارس ضمير الأمة لابد وأن يكون بحجم الدولة .. إذن الدولة هى التى كانت تحرس صوت الناس ومحاميهم.


الشهيد منذ اللحظة الأولى قال لرئيس الدولة "إنك لن تحاسب عنى أمام الله" .. هذا هو مفتاح التوكل على الله .. توكل الرجل على الله وأحكم ضميره فيما فعل وكان يعلم تماما أنه قد يكون ثاني المستهدفين في البلاد وألقى بأمر مقدمات التوكل وأسبابه إلى المختصين .. إلى جهات الأمن وهي في بلادنا كثيرة ومتعددة .. في المقدمة وزارة الداخلية الداء والدواء .. نعم فالداخلية لاتزال هي الصداع الحقيقي وفي ذات الوقت هي أكثر دافعى الثمن.

وزارة الداخلية اخترقت من أطراف القدم إلى أعلى الرأس ربما بحكم تكوينها في الأعوام الثلاثين الأخيرة وتحولها إلى وزارة أمن النظام .. كان عاديا أن يحدث هذا التحول مع نظام الإخوان  إذ أصبح للسجين خيرت الشاطر مكتب داخل واحد من أهم أجهزة المعلومات في البلاد .. أصبحت بعض عناصر الإرهابية بحكم الموقع قبلة لبعض كبار الضباط يطوفون حولها ليحظوا بالمواقع الهامة.

وبحكم دوامة النظام دخلت الوزارة إلى دائرة الطائفين حول مرسي وأعوانه فحدث الاختراق الكامل ولكن السؤال: ما هي علاقة خيرت الشاطر باغتيال النائب العام؟
الواقع الأولى دون الدخول في تفاصيل يؤكد أننا أمام عملية ناجحة بنسبة مائة في المائة .. حققت أهدافها .. اغتالت أكبر رأس فى منظومة العدالة في مصر دون خسائر .. حتى السيارة الملغومة .. سيارة مسروقة .. بالتأكيد أبلغ عنها صاحبها وكالعادة تعاملت الجهات الأمنية مع صاحب البلاغ باعتباره نكرة فهو مثل آلاف أصحاب السيارات المسروقة ولم يعد منها الأمن شيئا رغم صداع الأكمنة الذى يسألك عن حزام الأمان.

شخصيا لا أتصور أن هناك جماعة إرهابية تستطيع أن تجمع وبدقة المعلومات حول مقر إقامة المستشار هشام بركات وموكبه وتوقيت تحركه ونوع السيارة التى يستقلها .. لا يمكن أن أصدق أن هناك جماعة إرهابية تستطيع وحدها دون مساعدة من عناصر أمنية أو عناصر مقربة من بركات أن تضمن وبشكل مؤكد أن أهم دائرة أمنية يجب تعقيمها .. دائرة إقامة النائب العام لم تكن معقمة أمنيا.

بأمان منقطع النظير وضع التنظيم الإرهابي سيارته المفخخة .. بالتأكيد وضعها قبل ساعات من العملية وعاين المنطقة واطمأن تماما إلى أن الأجهزة الأمنية مشغولة بسحور رمضانى مبارك .. ليس هذا فقط بل إن العنصر المكلف بتنفيذ التفجير عن بعد كان بمأمن وكان يرى المشهد بوضوح ودقة ورأى موكب الشهيد ونفذ جريمته وربما يكون التقط بعض صور لها منذ اللحظة الأولى.

لا يمكن أن يتم ذلك دون اختراق للدوائر الأمنية المكلفة بحراسة النائب العام .. مصر ليس فيها إلا نائب عام وحيد ولا يمكن تصور أن نكون غير قادرين على حمايته وحراسته والمصيبة الكبرى أن اغتيال النائب العام بهذه الطريقة يؤكد أن التنظيمات الإرهابية قادرة على اغتيال ما هو دون النائب العام وبسهولة .. حماية الدولة ورجالها وشرفائها وشعبها يبدأ بالتطهير!!.
الجريدة الرسمية